رسالة من مجلة الفينيق

image_pdfimage_print

حضرات الأصدقاء والصديقات/ الزملاء والزميلات

تحية ومودة

في كانون الأول الماضي، قرر عدد من المهتمين بالشأن العام إصدار مجلة إلكترونية تعنى بالفكر القومي الاجتماعي تحت اسم “الفينيق”. وبالفعل صدر العدد صفر في آذار الماضي حاملاً مقالات متنوعة أعطت فكرة أولية عمّا ستكون عليه المجلة في المستقبل. وقد كلفت شخصياً بتولي رئاسة التحرير، إلى جانب هيئة مصغرة في المرحلة الأولىوكان من المفترض أن أوزع هذه الرسالة قبل صدور العدد صفر، أو بُعيد صدوره. لكنني قررت التريث ريثما يصدر عددان منها، فيكوّن القراء والقارئات صورة عن هوية المجلة وتوجهاتها وطبيعة المواد المنشورة فيها، والأقلام التي ستغنيها عدداً بعد آخر.

أما وقد بات العدد الثالث (وزعنا عددين هما العدد صفر والعدد واحد) جاهزاً للتوزيع بعد أيام قليلة، فقد حان الوقت لكي نوضح لقرائنا أينما كانوا، بعض النقاط والإشكالات التي تكشفت لنا خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

أهم ما نريد الإشارة إليه، أولاً، أننا لم نجمع العناوين عشوائياً. كل الذين أرسلنا إليهم المجلة هم من ضمن لوائح زودنا بها أصدقاء وزملاء يعتقدون أن أصحابها قد يكونون مهتمين بالاطلاع على المجلة. وهذا ما فعلناه. عدد محدود جداً أبلغنا أنه لا يريد استلامها، فأوقفنا إرسالها له بكل سعة صدر.

وبما أن المجلة مجانية، وستبقى كذلك في المدى المنظور، فلم نطلب من القراء إلا التسجيل لسبب بسيط سأوضحه في ما يلي: المجلة شهرية، لكن بين العدد الحالي والعدد الذي يليه ستمر فترة شهر مليئة بالأحداث. ونحن نخطط لمواكبة التطورات بمقالات وتحليلات توزع فوراً. وهكذا فإن التسجيل يضمن للقراء وصول كل جديد فور ظهوره في الموقع. ولن يستخدم التسجيل في أي مجال آخر.

لاحظنا أيضاً أن المجلة تصل بالفعل إلى عدد كبير، لكن الذين يفتحونها أقل من النصف. هناك أسباب عدة لذلك، إذ ربما يعتقد بعضهم أنها تحتوي فيروسات كومبيوترية فيتجنبونها. وربما يعمد الكومبيوتر لتحويلها إلى “النفايات” كونه لا يدرك مصدرها. وفي الحالتين نطمئن القراء والقارئات إلى أن الطاقم التقني (هم متبرعون) على سوية رفيعة من الخبرات في هذا الحقل، وهم على أتم الاستعداد لتقديم النصائح لكل من يرغب في معالجة مشكلة تقنية تتعلق بتسلم “الفينيق”.

كنا نتوقع بروز مشاكل  عدة تقنية وغير تقنية، فهذا أمر طبيعي مع كل عمل جديد. غير أنه تبيّن لنا أن عدم وصول المجلة إلى العناوين المقصودة، وربما حجبها، إنما يعود إلى القيود التي تفرضها بعض الدول (سوريا ودول الخليج على سبيل المثال) على ما يحمله الحاضن Worldpress الذي تستخدمه “الفينيق”. ونحن بصدد دراسة الوسائل الكفيلة بتجاوز هذا الحجب.

مسألة أخرى وصلت إلى مسامعنا تتعلق بهوية المجلة. نحن قلنا إنها تعنى بالفكر القومي الاجتماعي، لكن هذا لا يعني أبداً أنها مجلة حزبية خالصة. نحن نؤمن بأن مجتمعنا، بل والمجتمعات العالمية كلها تعيش حالة من الضياع الوجودي. نزعات العولمة والشعبوية والعنصرية والتطرف والإرهاب… إلخ تحيطنا من كل الجوانب. وبعض المتسرّعين يخلطون خطأ بين القومية والشعبوية، وبينها وبين العنصرية. إلا أننا نؤمن بأن فكرة القومية الاجتماعية أبعد وأشمل وأسمى من كل هذه النزعات. و”الفينيق” تريد أن تنشر هذا الفكر كأساس لحركة اجتماعية واسعة.

أما في ما يتعلق بالنشر في المجلة، فنحن نرحب بكل الراغبين في المساهمة من ضمن الخط العريض المحدد أعلاه، في السياسة والفكر والاقتصاد والبيئة والأدب والفن… وكل ما يقع في سياق النظرة الجديدة إلى الحياة والكون والفن. لا حاجز أمام أحد، فالمقياس الوحيد هو الإبداع.

وأخيراً أرى من الواجب أن أرد على تساؤل لم يطرحه أحد، لكنني متأكد أنه يدور خجلاً في أذهان كثيرين: تمويل المجلة!

كل العاملين في “الفينيق” هم من المتطوعين. الكلفة الوحيدة حتى الآن بلغت 500 يورو لقاء تسجيل الموقع وأتعاب مهندس كومبيوتر مختص بتصميم المجلة كما نرغب، ووضعها على الحاضن الذي هو مجاني أيضاً. هذا هو كل شيء.

نحن بدأنا الخطوة الأولى. قد لا نحدث تغييراً جذرياً سريعاً في زمن الانحطاط هذا، وفي زمن ارتهان الإعلام للمال السياسي أو المال الأمني. لن نكتفي بإسقاط اللعنات الساحقة على الظلمة الحالكة… تعالوا نضيء شمعة لهذه الأمة.

 

في هذا العدد<< تجاوز مرحلة الأحزانمن وهدة اليأس >>
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments