تحديث سعادة؟
يتصاعد الكلام على التحديث والتجديد والتطوير ومواكبة العلم ومجاراة العصر واخضاع العقيدة القومية الاجتماعية والعقائد والنظريات والافكار كلها للعلم واحكامه ومكتشفاته الجديدة.
اننا نرى ان لهذا الموضوع وهذا لاكلام وجهين، الأول وجه حق وصواب لأن العقيدة القومية الاجتماعية كلها قد تأسست على العلم ( يقول سعادة عن كتاب نشوء الامم انه الاساس العلمي للعقيدة)، ومن الطبيعي ان تستمر في مواكبة العلوم واضائاتها الجديدة خاصة علوم الاجتماع والاقتصاد والادارة والسياسة وغيرها، وتبقى منسجمة ومتوافقة معها. ومن الطبيعي ان تستمر العقيدة في التكيف مع هذه العلوم وتقديماتها الجديدة، اذا ما احتاجت لهذا التكيف، أي اذا ما حدث تغيير معين أو انقلاب معين في المعطيات العلمية التي تأسست العقيدة عليها.
عندما يقول سعادة :”وبعد درس اولي منظم قررت ان فقدان السيادة القومية هو السبب الاول في ما حل بامتي وفي ما يحل بها. وهذا كان فاتحة عهد درسي المسألة القومية ومسالة الجماعات عموما والحقوق الاجتماعية وكيفية نشوئها… ولما كانت دروسي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية قد اوصلتني الى تعيين امتي تعيينا مضبوطا بالعلوم المتقدمة وغيرها، وهو حجر الاساس للبناء القومي….الخ”عند ذلك يصبح الكلام على ضرورة ابقاء العقيدة مرافقة للعلم وتطوراته ومستجداته كلاما صحيحا وصائبا مئة بالمئة. وكي لا يبق الكلام كلاما، وما اهين من الكلام، ينبغي على اصحاب كلام التجديد والتحديث تبيان وتقديم معطيات علمية جديدة تخالف المعطيات العلمية القديمة التي كان سعادة قد استعملها، ويقولون: هذا ما نرى أنه قد استجد علميا، وبالتالي ما بني من العقيدة على المعطيات القديمة، وهو كذا وكذا، يجب تعديله ليصبح كذا وكذا ويتوافق مع المعطيات الجديدة. عند ذلك، وعند ذلك فقط، يجب على المؤسسات الثقافية والفكرية المختصة ان تبادر بكل جرأة ومسؤولية الى لعب دورها الثقافي والبت في هذه القضية والوصول الى نتيجة واضحة وجلية. وهناك في تاريخ الحزب سابقة في هذا الشأن حيث ان سعادة قد عدل الحدود الشرقية للوطن السوري وعلل ذلك باستكمال درسه وتحقيقه.
هذا عن الوجه الاول الذي قلنا عنه انه وجه حق وصواب، أما الوجه الثاني فيتبدى عندما يكون القائلون بضرورة التحديث والتجديد في العقيدة يفترضون افتراضا أن العلوم قد تغيرت ويستنتجون بالتالي أن على العقيدة أن تتغير ألآن. هؤلاء يجعلون من أفتراضاتهم حقائق دون أن يكونوا هم أهل علم ودون أن يقدموا أية قضية علمية ويبرهنوا أنها فعلا قد تغيرت. هؤلاء مستعجلون ويظنون أن العلوم والمعارف الانسانية هي كالموضة تتغير موسميا وسريعا، ويظنون أيضا أن العقائد هي صناعة بسيطة سهلة في متناول العقل العادي ومتناول الجميع. هؤلاء كأنهم لا يعرفون أن العلوم لا يلغي جديدها قديمها بل أنها تتراكم وتزداد، وجديدها يؤكد قديمها ويبنى عليه، وأن العقائد، مثل العلوم، لا تتغير ولا تتطور فجأة بين ليلة وضحاها بل انها مسالة أجيال وعهود وآماد بعيدة. هؤلاء المستعجلون كأنهم يريدون أن يقولوا لنا أنهم هم ذوو عقل نقدي راجح عارف عالم جريء وأنهم مؤهلون لتناول نصوص العلماء والفلاسفة ومبادئهم بعقلهم النقدي لتقييمها والحكم فيها وعليها، بالرغم من أنهم في نزعتهم التغييرية اللجوجة هذه لم يقدموا أقتراحا واحدا أو مثلا واحدا عما يجب أن يتطور ويتغير في العقيدة. أن هذا النوع من المحدثين المجددين لا نتيجة لنزعتهم وأحكامهم التعميمية سوى زرع الشك في المبادئ الاساسية وأفكار ونصوص الفلاسفة العظماء وتهديم الايمان واليقين العقلي والنفسي والوجداني للمؤمنين بها. وكل ذلك تحت ستار الكلام الحق بأن العلوم متحركة متطورة وأن العقيدة التي اساسها علم يجب بالتالي أن تكون متحركة ومتطورة. وهذا الستار يجب أن نقف عنده لتوضيحه كي لا يتحول الحق الذي يتضمنه الى باطل. وهذا هو توضيحنا كالتالي:
أن العلوم تتطور، والتطور يعني تغييرا، هذا صحيح، لكن الذي يتطور ويتغير في العلوم ليس مبادؤها وحقائقها وقوانينها الاساسية، بل أن الذي يتطور ويتغير فيها هو تطبيقاتها في الحياة والفن الذي يجعل الانسان يستفيد منها ويسخرها لخدمته. وأن أكثر العلماء تطرفا في نزعة التطور والتغيير، حتى في الحقائق والمبادئ الاساسية، فأنهم يقولون بالتطور والتغير بمعنى الازدياد والتراكم وليس بمعنى النقض والتبديل. أن العلوم تتحسن وتزداد وتتراكم وجديدها يبنى على قديمها ويؤكده ويضاف اليه، وعندما نسمي ذلك تطورا وتغيرا لا يجب أن يعني ذلك تبدلا وتغيرا في الحقائق- المبادئ- القوانين الاساسية بذاتها. واليك هذا المثل:
أن قانون ارخميدس في علم الفيزياء هو ثابت لا يتغير ولا يتبدل ولا يتطور، أن اية مادة عندما تكون اثقل من كمية السائل التي تماثل حجمها، تغرق في هذا السائل، وعندما تكون المادة اخف وزنا من كمية السائل التي تماثل حجمها، تعوم. هذا القانون- المبدأ- الحقيقة هو ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ولا تتطور. أما تطبيقات هذا القانون- المبدأ- الحقيقة مع مبدأ الجاذبية وضغط الهواء وغيرهما مما يعرفه أهل الاختصاص على صناعة المواصلات البحرية، هو الذي يتغير ويتبدل ويتطور من مستوى صناعة المراكب الشراعية الى مستوى السفن التجارية والسياحية العملاقة والغواصات والصواريخ التي تطلق من اعماق المياه. وأن قانون بيتاغورس في الرياضيات والهندسة هو ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ولا تتطور، أما تطبيقاته في مجال العمران والبناء هو الذي يتطور من مستوى البناء البدائي على اعمدة مستقيمة الى مستوى الابراج الحلزونية العملاقة والجسور المعلقة وناطحات السحاب الملتوية وغيرها.
هذه امثلة من العلوم المادية، أما العلوم الاجتماعية الاقل اجماعا على حقائقها العلمية فلم يدع احد أنه قد نقض شيئا منها مما استند اليه سعادة في انشاء عقيدته، فلا يزال توزع الارض الى بيئات هو السبب الاول في توزع البشر الأولين الى جماعات، ولا يزال العالم اليوم واقع مجتمعات وأمم وقوميات الى أمد غير محدد، ولا يزال المجتمع، أي مجتمع على الاطلاق، مزيجا سلاليا عرقيا دمويا متفاعلا موحدا في الحياة في جميع مصالح الحياة المادية والنفسية، أكان دليل السلالة هو شكل الجمجمة أو لون العينين أو غير ذلك.
النتيجة هي أنه يجب التمييز بين شيئين اثنين هما المبادئ العلمية من جهة ثم تطبيقات هذه المبادئ في الحياة من جهة أخرى. المبادئ العلمية هي قوانين وحقائق ثابتة ونقاط انطلاق اساسية صلبة لتطبيقات على الحياة تتطور وتتبدل وتتغير باستمرار. وهكذا العقائد التي اساسها علم مثل العقيدة القومية الاجتماعية، انها هي ايضا قواعد انطلاق اساسية صلبة ثابتة طالما اساسها العلمي هو صلب وثابت. أن مبدأ “سورية للسوريين والسوريون امة تامة” هو مبدا اساسي ثابت لا يخضع للتغيير والتبديل والتطوير. الذي يخضع للتغيير والتبديل والتطوير هو تطبيقاتنا نحن لهذا المبدأ في الحياة، أي اعمالنا واساليبنا وطرق وادوات جهادنا في مسيرة كفاحنا وصراعنا لتحقيق وتطبيق هذا المبدأ الاساسي المقدس الذي نحن نموت وهو لا يموت.
ولكي نكون منصفين مع من ننتقدهم من اصحاب نزعة التجديد والتغيير التعميمية دون تقديم اية قضية علمية والبرهان ان مبادئها قد تغيرت، فان بعضهم قد أثار مسألة السلالات ودليل السلالة الرأسي أي قياس الجمجمة مستطيلة أو مفلطحة أو متوسطة والتي ذكرها سعادة في كتاب نشوء الامم. هذا البعض قد ظن أنه قبض على سعادة بالجرم المشهود وزعم أن سعادة لا يزال يؤمن ويقول بشكل الجماجم واقيستها، وهذا شيء تخطاه العلم، أذن عقيدة سعادة قد تخطاها العلم. والغريب أن أصحاب هذا الظن يحملون القاب دكاترة وبحاثة واساتذة، والاغرب أن القابهم ورتبهم العلمية لم تسعفهم لمعرفة شيئ بديهي هو: أن كتاب نشؤء الامم ليس هو الكتاب الذي يشرح فيه سعادة عقيدته وأفكاره بل هو كتابه العلمي الذي اسند حقائقه الى مصادرها الاصلية. فما ذكره سعادة في فصل السلائل البشرية وتحت عنوان الفوارق السلالية لا يمثل رأي سعادة واعتقاده هو بل كان ينقله عن مصادره الاصلية التي هي علماء الاتنولوجيا والانتروبولوجيا الذين عاصرهم، وهم بالتحديد “هدن” و”تايلر” و”هرتس”. فسعادة يقول مثلا: “لا يعتمد الانتروبولوجيون العصريون في تقسيم النوع الانساني على ظاهرة واحدة فقط بل على عدة صفات فيزيائية أولها وأهمها مساحة الجمجمة وحجمها، وقد أعتمد هدن في ذلك على فوارق الشعر ولون البشرة والقامة وشكل الراس وأوصاف الوجه والانف والعينين. وعلى ما يشبه ذلك جرى غريفث تايلر في تقسيمه ووصفه الجماعات البشرية الا أنه يعتمد على الدليل الراسي أولا …وجمهور علماء الانتروبولوجيا يعتمدون الدليل الرأسي فارقا ثابتا في السلالات.” وعندما يذكر هدن وتايلر يذكر رقم الصفحة في كتاب كل منهما. أن سعادة يمكن أن يوافق أو لا يوافق على دليل السلالة الراسي، ولكن هذه المسألة ليست قضيته، أن قضيته هي أمر آخر تماما، أن قضيته هي هل نحن سلالة عرقية ودموية واحدة أم نحن مجتمع واحد موحد في الحياة مؤلف من مزيج متعدد السلالات؟
أن سعادة في عقده فصل السلائل البشرية في كتابه العلمي “نشؤ الامم” كان يتابع منهج الاستقراء العلمي والتسلسل الموضوعي المنطقي الذي بدأ من نقطة نشؤ النوع البشري وصولا الى معنى الامة والقومية، أن معنى الامة والقومية هو الاطروحة الرئيسة التي كان كتاب نشؤ الامم كله قد وجد من اجل ايضاحها. وأن سعادة قد استند في كتابه الى احدث الحقائق العلمية المجمع عليها في زمانه ليبرهن أن الامة من ناحية السلالة والعرق والدم هي مزيج وليست سلالة واحدة صافية أو أصل عرقي ودموي واحد. ذلك لأن أوهام الاصل السلالي العرقي الدموي الواحد كانت منتشرة ومسيطرة على عقول الناس، وهي الاوهام التي أبعدت السوريين عن أدراك حقيقة وحدة حياتهم الاجتماعية الاقتصادية وصرفتهم عن معرفة حقيقة وحدة مصالحهم ومصيرهم الى أعتقادات وأوهام أقعدتهم عن صيانة هذه المصالح وهذا المصير. أن سعادة لم يكن يهمه ولا فرق عنده ولا يعنيه اذا كانت الفوارق السلالية تكمن في قياس الجمجمة أو لون العينين أو شكل الانف أو الشعر أو غيرها. أن همه وقضيته كانا برهان فساد نظرية الاصل السلالي الدموي الواحد للأمة وتأكيد حقيقة وحدة الحياة بكل مصالحها، وقد استعمل ما توصل اليه العلم بهذا الخصوص لكي تكون حجته علمية وليس مجرد رأيا استبداديا له. علما أن علماء الاثنولوجيا والانتوبولوجيا لا زالوا لحد اليوم يعتمدون الدليل الراسي كأحد الادلة لتمييز السلائل، وليس صحيحا أن العلم قد تخلى عن هذا الدليل. وسواء أصاب علماء الاتنولوجيا والانتروبولوجيا في أعتماد الدليل الراسي أو غيره في تمييز السلائل، أم لا، فأن النتيجة التي اراد سعادة أن يوصلنا اليها في عقيدته ومبادئه الاساسية تبقى نتيجة صحيحة مئة بالمئة، وهي أن الامة من ناحية السلالة والعرق والدم هي مزيج متجانس، وأن جوهر الامة هو الاشتراك في الحياة بكل مصالحها بعيدا عن أوهام خلوص الاصل السلالي والعرقي والدموي، فهل يريد احد من منتقدي سعادة أن يغير هذه النتيجة؟ وما هي النتيجة الجديدة التي يقترحونها؟
لقد أوردنا هذه المسألة لكي نعطي مثلا عن كيف يريد المجددون المحدثون تجديد وتحديث سعادة، ولكي نقول ونبرهن أن حججهم فارغة، ولنبين أن سعادة منذ أكثر من ثمانين سنة أي منذ وضع عقيدته ومبادئه ومنذ الف كتابه العلمي نشؤ الامم، لا يزال الى اليوم أجدد وأحدث من جميع المفكرين المعاصرين الذين ينتقدونه، ولا تزال عقيدته وأفكاره في الاجتماع والاقتصاد والسياسة أجدد وأكثر حداثة من تخبط المقولات الفكرية الحديثة وترددها وتهافتها. كأن سعادة قد استبق الجميع وسبقهم، اليك ما أعلنه منذ ثمانين سنة في كتابه “الصراع الفكري في الادب السوري” قال:
“…نظرة جديدة الى الحياة والكون مشتملة على حقيقة اساسية صالحة لأنشاء عالم جديد من الفكر والشعور، أذا لم يكن هو العالم الاخير الاسمى على الاطلاق، عند المشككين، فهو عالم فوق العوالم الماضية ودرجة لا بد منها لأطراد ارتقاء الانسانية النفسي. ولذلك فهو عالم خالد لأن ما سيأتي بعده في الآماد البعيدة سيصدر عنه ويثبت نفسه عليه، أو على الاقل ستكون النفوس التي ارتقت لهذا العالم الجديد مستعدة لأقتبال عالم أجد، اذا كشفت مخبئات الابد أنه سيكون ممكنا احداث ذلك العالم الذي لا يمكننا، الان والى امد بعيد، تصور موجباته وحقائقه وقضاياه، ولكننا نتصور بموجب مبدأ الاستمرار والاطراد الفلسفي الذي اضعه نصب عيني في فهم الوجود الانساني، أنه لا بد أن يكون ذا أتصال وثيق بعالم نظرتنا الجديدة وحقائقه وقضاياه. كما أننا نرى بموجب هذه النظرة أن عالمها ليس شيئا حادثا من غير أصل، بل شيئا غير ممكن بدون أصل جوهري تتصل حقائقه بحقائقه، فتكون الحقائق الجديدة صادرة عن الحقائق الاصلية القديمة بفهم جديد للحياة وقضاياها والكون وامكانياته والفن ومراميه.”
من من المجددين المحدثين يمكن له أن يدعي أنه أجد من سعادة وأكثر جرأة وأنفتاحا على ما سيأتي بعده، اذا اتى؟ ومن غير سعادة من الفلاسفة يقبل أن يكون عالمه (فلسفته) ليس هو العالم الاخير الاسمى على الاطلاق؟ ومن غير سعادة من الفلاسفة يعلن هو بنفسه أن عالما جديدا أجد من عالمه سيأتي بعده بموجب مبدأ الاستمرار والاطراد الفلسفي، حتى ولو لم يكن بامكاننا اليوم، والى امد بعيد، تصور موجباته وحقائقه وقضاياه؟ من غير سعادة من الفلاسفة لديه هذا اليقين المطلق الكامل بنظرته الى الحياة والكون والفن وهذا النزوع الى التجديد والتحديث لدرجة الكلام الصريح عما سيأتي بعدها ولو بعد آماد بعيدة؟ هذا هو سعادة، أنه أجدد بكثير، بما لا يقاس، من الذين يريدون تجديده الآن وهم ليس لديهم أي شيء جديد.
أصبح الآن بامكاننا الجواب على سؤال البعض من تلاميذ سعادة الذين يقولون: أننا نؤمن بنظرة سعادة الفلسفية ونعتنق مبادئه الاساسية وعقيدته، لكن ماذا لو لم نوافق على جميع أقواله الاخرى؟ هل نبرر له وندافع عما نحن لا نقبل به أم نجاهر بعدم موافقتنا على بعض التفاصيل؟ الجواب هو أنك أذا كنت تؤمن بالقضية ومؤسسها وتعتنق عقيدته، أي المبادئ الاساسية، فسيكون الباقي تفاصيل قابلة للتأويل استنادا للأساس الذي تؤمن به. ذلك أن جميع اقوال سعادة هي شروح لعقيدته ومبادئه بطريقة أو بأخرى، فيجب فهم أقواله متصلة بمبادئه وليس مستقلة مطلقة منفكة عنها. هكذا يستقيم تأويلك لأقوال سعادة ويصح فهمك لها ولا تعود تقبل بهذه وترفض تلك. نعم أنك تبقى قوميا اجتماعيا أذا أشكل عليك فهم احدى العبارات، فأيمانك بسعادة وعقيدته ومبادئه الاساسية يحل لك ما أشكل عليك قراءته بشكل صحيح. أن سعادة يتوقع منك أن تؤمن به معلما وهاديا وليس فقط أن تقبل به زعيما صاحب سلطة قانونية دستورية. أقرأه في رسالته الى ” عضوي اللجنة المفوضة” لجريدة سورية الجديدة تاريخ 30-8- 1939 ،يقول منتقدا الرفيق رشيد شكور: “… وعدم فهمه الزعيم وشخصيته، فهو لا يظهر أنه يؤمن بالزعيم وأنه يرجع الى تعاليمه، ويستدل من بعض كتاباته أنه يعد الزعيم هيئة نظامية فقط أو دستورية، وهذا مخالف للواقع، وقد يؤدي الى أضعاف ثقة القوميين بالزعيم وأيمانهم به ومحبة التعلم منه والتعويل على تعاليمه“