افتتاحية ملف الجولان ـ صوفي نادر

image_pdfimage_print

 

ذكرى يوم الأرض، هي ذكرى أحداث 30 أذار من العام 1976 حين قامت سلطات العدو الصهيوني بمصادرة آلاف الدونمات من أراض خاصة أو مشاع في فلسطين المحتلة أدت إلى إضرابات ومسيرات من الجليل إلى النقب راح ضحيتها ستة فلسطيني وإصابة واعتقال المئات. وأضحت هذه الذكرى تمثل نقطة هامة في تاريخ النضال التحريري لشعبنا لأنها كانت أول مرة تنظم فيه احتجاجات بهذا الحجم الشعبي. ومنذ ذلك التاريخ والذكرى تعيد نفسها. الغاصب يستمر في اغتصابه والشعب يستمر في نضاله والكلمات دون معنى والصراخ دون دوي

لم تكن فلسطين أول قطعة سليبة من أمتنا، وهي حتما ليست الأخيرة. الجولان محتل وأهاليه يعانون الحصار. ولكي تصبح معاناتهم دامغة لحياتهم السابقة والراهنة والمستقبلية تنطح صاحب البيت الأبيض ليقوم “بالمهمة الصعبة” ويعلن رسميا سيطرة العدو على قطعة من أمتنا. مرة أخرى وقبيل أيام من ذكرى يوم الأرض علت الصيحات وقامت الاحتجاجات لكي يكون شهر آذار المقبل شهرا لذكرى الأراضي السليبة.

إن أهم كلمة في جملة “ذكرى يوم الأرض” ليست “اليوم” ولا “الأرض”. لا بل الذكرى. إنها الرابط بين الأجيال، إنها مرتكز الاستمرار، إنها مرجع المستقبل.

لقد أصبحنا اليوم من دون ذكرى، نعيش كل حاضر وكأنه انطلاقة جديدة نحاول فيه الاستمرار دون ماض، نحاول الفهم دون أي مرجع، ننظر إلى بعضنا غرباء.

نحن اليوم أمة أبت حتى الترقب وأصبح سيرها قدرا يحمله بنوها عبئا. مستقبلها في مكامن الأسرار والمندل محطم. فإذا كان التطلع إلى المستقبل ميزة من مزايا الشعوب الواعية، إن وعي شعوبنا لن يتم إلا بنظرة إلى الوراء، إلى التاريخ المنسي، إلى المعاناة الراسخة. وإذا كانت المجتمعات المتحضرة عرفت كيف تؤطر عمل قياداتها، إن قياداتنا لن تعرف معنى الريادة طالما غابت عن شعوبنا المعرفة.

 يا أيها الذين أوكلناكم قدر أمتنا ماذا فعلتم به؟؟ يا أيها الذين ادعيتم إيمانكم بعقيدة فكرية لأجيال لم تولد بعد، أنظروا إلى الأجيال ولدت وما وجدت لإيمانكم أثرا. يا أيها الذين تباهيتم بحبكم لأرضكم وأرسلتم أبناءها يدافعون عنها، صرخت دماؤهم تستنجد الذكرى لعلها تعيدهم ظافرين.

وما خوفنا اليوم إلا أن تصبح ذكرى يوم الأرض تقليدا فولكلوريا منسيا….

 

.

في هذا العدد<< ملف خاص بالجولان- مجموعة كتابالجولان ـ حسان يونس >>
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments