LOADING

Type to search

جوهرة أفريقيا السوداء في سوق النخاسة الدولية!

العالم العربي موضوع العدد

جوهرة أفريقيا السوداء في سوق النخاسة الدولية!

الفينيق
Share

الفينيق

الأمر ينطوي على مفارقاتٍ بالتأكيد، لكن نجاح الوساطة الإسرائيلية في تحقيق هدنة لعدة أيام في السودان، سيعني الكثير بالنسبة لتل أبيب على صعيد الإقليم وحل الخلافات العربية العربية، إلى جانب عودة مباحثات توقيع اتفاقية التطبيع مع الخرطوم بقوة، بعد أن بات الإسرائيليون يخشون اليوم تبخّرها بسبب الأحداث.

اقرأ أيضاً.. التشقق في المؤسسات الإسرائيلية اقتصادياً واجتماعياً

موقع “AXIOS” الأميركي قال إن البيت الأبيض ووزارة الخارجية، طلبا من إسرائيل استخدام علاقاتها الجيدة مع الجنرالين المتحاربين من أجل الوصول إلى توقيع هدنة. وبالطبع فإن واشنطن لديها تفاصيل أوسع مما ينشر في الإعلام، عن علاقة وزارة الخارجية الإسرائيلية مع البرهان، وعلاقة جهاز الموساد مع رئيس قوات الدعم السريع حميدتي.

الجوهرة الأفريقية السوداء، تُسيل لعاب إسرائيل الطامحة للحصول على حصة كبيرة من الثروات السودانية الكثيرة. فالسودان ليست “سلة الغذاء العالمي” كما اصطُلح على تسميته، بل هو بلد الثروة الحيوانية والنفطية، كما يحتوي على كميات كبيرة من الذهب والنحاس والزنك والحديد والمنغنيز والجبص والرخام واليورانيوم.

التقديرات الرسمية تشير إلى وجود قرابة 1550 طن من الذهب في السودان، و1500 طن من الفضة، و5 ملايين طن من النحاس، و1.5 مليون طن من اليورانيوم، و150 مليون رأس من المواشي. وهذا يكفي بالطبع لنشوب تجاذبات وصراعات دولية كبيرة بدأت ترشح أنباؤها بين الأميركان والروس، خاصة بعد أن اتهمت واشنطن قوات الدعم السريع بالاعتداء على دبلوماسييها.

اقرأ أيضاً.. معركة أميركا القادمة في العالم العربي ومحاورها الثلاثة

في هذا الواقع، من المستبعد أن تتوقف الحرب الداخلية في السودان خلال المدى المنظور، فهي حروب بالوكالة، وهي في أفضل الأحوال يمكن أن تنتهي باقتسام الغنائم بين الأطراف الداعمة المختبئة خلف الكواليس، والتي لن تمانع في تقسيم السودان بين الطرفين والمحورين الدوليين المتنافسين على ثروة السودان الكبيرة وفي مقدمتها اليورانيوم. ويشير إلى ذلك بدء الدول الغربية بإجلاء بعثاتها الدبلوماسية وبعض التجهيزات التي تعدها الولايات المتحدة في قاعدتها العسكرية في النيجر.

حتى الآن، يبدو العرب قليلي الحيلة في هذا الصراع، خاصة بالنسبة لمصر التي قيل إنها تشارك في العمليات عبر طيرانها العسكري ووجود قوات لديها عل الأرض في دعم قائد الجيش السوداني البرهان، لكن التريث المصري يبدو غير مفهوم منذ بناء سد النهضة في أثيوبيا، إلى عدم القدرة على اتخاذ قرار حاسم باجتياح السودان وتوطيد الأمن القومي المصري. فإذا ما دخل السودان لعبة النفوذ الدولية فإن الخسارة المصرية ستكون كبيرة جداً، لأن الحرب لن تتوقف، ولأن من سيجني المكاسب على الأرض هما الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل.

اقرأ أيضاً.. أخطبوط التطبيع من العالم العربي إلى العالم الإسلامي

العلاقات السودانية الإسرائيلية ليست جديدة، فهي تعود إلى ثلاث سنوات مضت عندما سقط الرئيس عمر البشير، وكانت البداية عندما التقى نتنياهو بشكل سري مع البرهان في أوغندا. وعلى التوازي تولى جهاز الموساد مهمة العلاقة مع رئيس قوات الدعم السريع حميدتي، وتسبب ذلك حينها بأزمة داخلية في الخرطوم بعدما احتج رئيس الحكومة على قيام العسكر بإقامة علاقات سياسية مع إسرائيل بمعزل عن الحكومة، وربما كان هذا الاحتجاج من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إزاحة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك من منصبه.

اشتعال الحرب الداخلية السودانية بهذا الشكل ليس بريئاً، فالمعلومات الأولية حتى الآن، تؤكد أن ما خفي أعظم، وأن هذا المخفي بدأت تتكشف معالمه مع كل معركة وتصريح إعلامي وبيانات دعم تعلن عنها الدول الغربية المعروفة بهذا النوع من الخطط، فقد سبق ونفذتها في جميع البلدان التي نشبت بها الحروب.

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.