LOADING

Type to search

في الآلية

موضوع العدد

في الآلية

أسامة المهتار
Share

“الحزب مقسوم منذ زمن ولا أعتقد أن أياً من أقسامه يشبه ما كان يريده سعاده. ولكن هناك فكرة مهمة جداً ويجب على جميع الأطراف الخروج منها فوراً، وهي أن الجميع يعتقد أن مساره هو الصحيح والصواب. الحل بسيط ومعقد ويتطلب إنشاء مجلس يمثل جميع الأطراف مهمته خلال سنة إعادة هيكلة الحزب من الداخل والعودة إلى سعاده وفكره والخروج من “الأنا” والمصلحة الفردية”.

هذه العبارة وردت كتعليق على مقالنا الأخير “موقف يبنى عليه“، من أحد القراء. في ذلك المقال قلنا إننا بحاجة إلى مرحلة انتقالية يكون للحزب فيها قيادة استثنائية تعيد له دوره الاستثنائي. من أين تأتي هذه القيادة، وكيف؟

دعونا أولاً نرى ما لا يصلح للوصول إلى قيادة كهذه، إستناداً إلى تجارب سابقة.

  • انتخابات عبر المسارات الدستورية لأي من التنظيمات، لأسباب بديهية سبق لنا شرحها في أكثر من مقال.
  • أن تقول فئة “الأمر لي”، متجاهلة واقع التنظيمات القائمة وحقيقة انضواء عدد من القوميين تحت لواء كل منها.
  • أن نبحث في مسارات كان يمكن لها أن تنجح في بداية الأزمة الحزبية، ولكنها اليوم لم تعد كذلك.
  • أن يضع فرد رؤية وخطة ممتازة للتنفيذ، ويستقطب الصف الحزبي فيلقى مصير من حاولوا… فقتلوا برصاصة.
  • أن تقوم وحدة “تبويس لحى”، أي تكاذب، بين القيادات التي شقّت الحزب، بسبب مصالح شخصية أو ضغوطات خارجية.

كل هذا، في رأينا، لا يجدي.

هل من شروط ضرورية لا بد من قيامها قبل البحث في “كيف”؟ نعم، ثمة شروط لا غنى عنها.

  • إعتراف القيادات الحالية للتنظيمات القائمة أنها ساهمت في إيصال الحزب إلى حيث هو اليوم، وأن المخرج، حتى إذا مرّ عبرها، فإن المستقبل لا يمكن بناؤه بها. لقد ورثت نهجاً فاسداً فلم تغيرّه، بل طوّرته نحو الأسوأ.
  • إعتراف المعارضات أن كل ما قامت به لتاريخه لم يؤد إلى ما نادت به، وأنه لا بد من إعادة النظر بتجربة كل منها. (من المفيد هنا الاستفادة من الجرأة التي تحلت بها اثنتان من هذه الحركات حيث أعلنتا عدم نجاحهما. ويمكننا الإضافة أيضا، أن تنظيم البرستول، في إطلاقه الدعوة لبحث آليات الوحدة، يعترف ضمناً: أولاً بضرورة إنهاء الانقسام، وثانيا، أنه عملياً ليس الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه سعاده. يبقى أن تقوم باقي التنظيمات باعتراف مماثل).
  • إستعداد هذه القيادات للتخلي عن الأنانية ووضع مصلحة سورية والنهضة فوق مصالحها الشخصية.
  • الضغط المستمر من الصف الحزبي المنتظم وغير المنتظم على هذه القيادات لكي تتنحى.

هذه هي بعض الشروط الضرورية. عودة إلى العبارة أعلاه.

إن الفكرة المطروحة ممكنة لأنها بسيطة. ليسمي كل تنظيم رفيقاً واحداً، ولتتفق المعارضات على رفيق واحد يشكلون جميعاً مجلساً انتقالياً. هذا المجلس لا يمثل التنظيمات، ولا يعود إليها في أي أمر. بل هو مجلس مكوّن من أشخاص مشهود لهم بالإخلاص للقضية والاحترام والثقة بين القوميين، مجلس ذو صلاحيات استثنائية كاملة لمرحلة انتقالية مدتها سنة أو سنتان.

ما الذي سوف يدفع تلك القيادات لاتخاذ خطوة كهذه؟

الضغط الداخلي من الرفقاء المخلصين في كل تنظيم أو من هم خارجه، ممن لديهم: أولاً بعد النظر لفهم عبثية الوضع القائم، وثانياً الجرأة للمجاهرة بالحقيقة لأصحاب القرار، وثالثاً المثابرة للوصول إلى هذه النتيجة.

فور تشكيل المجلس، تقوم كل التنظيمات بحل مجالسها التشريعية مفوضة لهذا المجلس وضع خارطة طريق لتحقيق العبارة التالية التي نعتقد إنها تعبّر عن طموحات القوميين: حزب سوري قومي واحد يعمل لتحقيق غايته ونظرته. هذا المجلس سيكون معبّراً عن توق القوميين لتحقيق هذه الأمنية.

ما إمكانية تحقيق هذه الفكرة؟ الجواب هو في يد السوريين القوميين الاجتماعيين.

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

2 Comments

  1. Avatar
    Walid Naouchi 18 فبراير، 2024

    رفيقي اسامة لا يكفي فقط ان اشكرك على ردك المفصل ولكنها محاولة صادقة من شخص ملتزم فكريا في عقيدة سعادة مثلي ومثل اشخاص اصبحو خارج الحزب لاسباب انت تدركها جيدا. منذ اكثر من سنتين تقريبا وانا واشخاص مثلي نسمع عن فكرة ايجاد حل جزري لادارة الحزب واخراجه من الازمة الداخلية والانقسام. والواقع هو ما نراه امامنا جميعا: ١. هل هناك اي تقدم ؟ ٢. هل هناك نتيجة ملموسة ؟ . ان لم يتغير اي شيء الا يكون من الاجدر الوصول الى طرق ومحاولات جديدة ؟

    رد
  2. Avatar
    Ghosn Nabila 18 فبراير، 2024

    الحل الجذري هو استعادة مصدر السلطات اي المتحدات الحزبية حقها الدستوري بإنتاج السلطة ووقف انتهاك الدستور بتحويل الامناء لناخبين دائمين، لأنه دستوريا لا فرق ولا تمييز بين حقوق الرفقاء والامناء. المجلس الاعلى يجب ان يتم انتخابه من قبل من تختاره المتحدات الحزبية، ووقف استخدام رتبة الأمانة والمتاحرة بها كأداة انتخابية.
    الى المتحدات در…..

    رد

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.