افتتاحية ملف ايران-صوفي نادر
“المال السايب يعلم الناس الحرام”
أتفقد الصحف والمجلات علَّ أعيني تقع ولو مرة على موقف وطني واحد يطالب بالصالح القومي الموحد في أمتنا ويعمل عليه. بل أراني أتنقل بين موالين لهذه الدولة أو تلك، كل واحدة تعمل لصالحها هي، أو موالين لهذه الطائفة أو تلك، كل واحدة تنبذ الأخرى وتنصِّب نفسها إشعاعا ينير درب المؤمنين.
المؤسف لدى مواطني أمتنا أنهم يتمسكون بولائهم المزيف خوفا من مواجهة حقيقة قاسية تتطلب وعيا ثم قرارا ثم عملا توحيديا شاملا يعيد هذه الأمة إلى مسارها الطبيعي بين مسارات الأمم الأخرى.
المواطنون!!!! أراهم يبرعون في تحليل توجهات الدول الغاصبة ويبررونها، ويجدون لأنفسهم مكانا يقفون فيه متفرجين، وكأن أمتهم لاعب في مشهد غريب. وفي انتظارهم لنهاية المسرحية تقتل الأمة وتقطع أوصالها دون أن تترقرق دمعة واحدة حزنا وأسى.
لا أنكر أن هناك أصواتا تعلو بين الفينة والأخرى وقد قرأَتِ الواقعَ بصدق وعرفتْ أن ما من مفر منه إلا بالعودة إلى نظرة واعية للانسان المجتمع والعمل على تأمين كامل متطلباته كي يبقى المواطن حرا معتزا ذو قرار منتم لوطن ولفكر. لكن هؤلاء الأصوات تصرخ النجدة!!!! لعل ضميرا واحدا يستيقظ ليلبي النداء.
لقد كنت، منذ زمن مضى، مقتنعة أن النجدة ستأتي من حزب آمن بالفكر القائم على مبدأ الانسان المجتمع وبنجاعة الانتماء إلى أرض كمحفز للتوجه القومي السليم. لكني لا أرى للحزب وجودا والصراعات تتنقل بين مختلف الطوائف. لا أرى للفكر القومي وجودا والدول المتصارعة تعمل على سلبنا قوميتنا الموحدة وتكريس ضعفنا في قوميات جديدة.
دول العالم!!!! كل واحدة تسلب منا حقنا، كل واحدة تفاوض على حقنا، كل واحدة تقايض بحقنا. ونحن ما عدنا نعرف أن لدينا حقا يجب المحافظة عليه أو حتى المطالبة به. لقد ضاعت كامل حقوقنا فضاعت أمتنا ومددنا أيادينا نشحذ ما سلب منا.
يكلموننا عن التعايش، لكنه تعايش مجزأ كل فئة في زاويتها قابعة. يحدثوننا على الأوطان ويخلقون لكل فئة منا موطنا يكفيها. يتباهون بحرية الإنسان لكنهم لا يجدون له في أمتنا أثرا.
أما نحن فقد علمنا العالم ما لم تستطعه أي أمة أخرى.
لقد علمناه الحرام