أيها الناخب، من سترسل إلى المجلس النيابي؟د. عليا جريج
هل سترسل نوابا يسلِّمون البلد لأميركا؟ كلاّ، إياك أن تفعل. إياكم أن ترسلوا إلى المجلس نوابا يقدمون الولاء والطاعة لأميركا أو لغير أميركا. إياكم أن ترسلوا نوابا إلى المجلس ينتمون لمشاريع كبرى كان لها الفضل الأكبر في خدمة القوات الأميركية في المنطقة وتحديدا في العراق
هل سترسل نواباً يسلّمون النفط لإسرائيل؟ كلا، إحذروا هذا الكيان التوسعي المحتل. ولكن أيضا احذروا أن ترسلوا نواباً يصوتون لشركات نفط خاصة نفعية توسعية الآمال فردية الهيمنة، تريد أن تسرقكم نفطكم تماما كما اسرائيل، ولا يهتمون لإنشاء شركة نفط وطنية، هؤلاء هم المتواجدون اليوم في المجلس. لا تتركوا نفطكم وأرباحه لشركات كتلهم النيابية الخاصة الفاسدة.
هل سترسل نوابا يتسامحون بحدودنا؟ معاذ الله!! انتم أشرف القوم. ولأنكم كذلك، لا تأتوا مجددا بمن سيّجوا حدودنا البحرية بنفايات الاستهلاك وبمن أقرّوا وصوّتوا بالإيجاب على تسييج هوائنا بدخان المحارق بينما الحلول السليمة رفضوها. لا تقبلوا بمن يقبلون تسييج حدودنا البرية بمذاهب دون سواها.
هل سترسل من يتآمر على مقاومتنا؟ أبداً، لا تفعل. نحن شعب مقاوم، أرسطو العتيق شهد لبأس رجالاتنا. إسأل عن هذه الـ “نا” الضميرية. هل تريد مقاومة للوطن؟ أم مقاومة لكل مذهب؟ هذه الـ “نا” ملغومة وتوفرها عند مذهب سيوفرها عند كل مذهب كما حصل في العراق وسوريا وسالت دماء كنّا بغنى عنها. وصرفنا أسلحة كان أجدى بنا تصويبها لإسرائيل. ارسل الى المجلس من يؤمِّن لك حق الصراع ضد عدوك على امتداد الوطن، من يحمي لك مقاومة وطنية ولا يؤدي إلى تكاثر المقاومات المذهبية كفعل وردّات فعل ستظهر عليها لنقتتل فيما بيننا.
هل سترسل من يُرجعوننا إلى زمن مقولة قوتنا بضعفنا؟ حذار أيها الناخب. قوتنا بقوتنا فقط. والقوة هي القول الفصل في تقرير مصيرنا. وهذه القوة لن تدوم بوجود جماعات مذهبية مفروزة مذهبيا، متمنطقة ديموغرافيا، متحاصصة نفعيا. إن غياب التفاعل بين مكونات الوطن الواحد هو خدمة لضعفنا وخطوة على طريق تفككنا وهدية نقدمها لعدونا. فلا ترسل الى المجلس هؤلاء الذين يكرسون تفسخنا ويحقنون بعقاقير السمّ تفاعل شعبنا وقوتنا.
هل سترسل من راكموا الديون بلا أفق؟ حذار ومن ثم حذار. هذا الأمر يمسّك مباشرة ويمسّ هناء أطفالك. لا تأت بكل نائب ختم ومضى ووقع على باريس 1 و2 و3 وعلى من يحضر لباريس 4 وروما 1. لا تأت بمن عرف أن الوزارة القائمة ستعقد باريس 4 لمراكمة الديون عليك ولكنه قبل بها وهو يعرف خطتها سلفا وأعطاها الثقة، كل من أعطى الثقة متهم أنه يريد هذه السياسة ويخدم تراكم الديون. كل من يقول ان المقاومة على الحدود وليست مقاومة الفساد هو مشارك بتراكم الديون. الديون لم يمش بها طرف لولا موافقة الجميع. لا بل تكرار الموافقة على الشروع بديون إضافية وإعطاء الضوء الأخضر به بهدف لملمة مجموعات مذهبية تحاصصية تتنافى بوجودها مع وحدة أي وطن.
هل سترسل إلى المجلس من لم يقدموا أية معالجات على المستوى الاقتصادي؟ إياك ثم إياك أن تعيد انتخاب هؤلاء الذين أبقوا على استيراد البطاطا السعودية والمصرية وبطاطا البقاع وعكار كاسدة متردية بشتلها عما كان في السابق. إياك ان تعيد انتخاب من نسوا ان بلادنا كانت تزرع وتصنع الحرير وتصبغه بأروع النقوش الملونة ولم ترض بالأسود في الأمة لباسا لنسائها. اياك أن تعيد انتخاب من لم يفتحوا مصنعا أو مزرعة على مستوى رفيع في عكار أو البقاع، علما اننا مزارعون وصناعيون وأن مدنيتنا قامت على ذلك الانتاج الاقتصادي منذ ما قبل التاريخ. اولئك الذين لم يقدموا وهم في تلك الوزارات أي تقدم أو خطة نوعية لإعادة النشاط الاقتصادي إلى إنتاجيته، الذين لم يوقفوا الاستيراد والاستهلاك البائس الذي يخدم أميركا واسرائيل، اياكم ان تعيدوا انتخابهم. العدو يتربّص بمنطقتنا ليتحكم بالغذاء العالمي مجددا من هنا، فلماذا هم يخنعون لإرادته ولا يقاومون؟ لا تنتخبوهم.
لا تعيدوا إيصال أياد بصمت بالعشرة لصالح فساد الدولة، وبالتالي لصالح فساد أخلاقنا العامة. إنهم يدمرون وطننا ويخدمون العدو مجانا.