LOADING

Type to search

متى تعودون إلى ساح الصراع؟

موضوع العدد هذرمة

متى تعودون إلى ساح الصراع؟

غين عين
Share

وقوع الانسان في الحيرة ليس بشيء جديد. لكن مع بروز ذلك وجب اتباع العدل لا الهوى.

منذ أعوام، ونحن نتقاذف ما آلت إليه أحوالنا. بعضنا يرى أن العلة بالسياسة. وآخر يفند مراحل التردي منذ التأسيس، مرورًا بمحطات التنابذ الداخلي، والجميع يمتشق الكتاب ليبين أن الجنوح الذي حدث بسبب إغفال النصوص أو الاجتهاد في تفسيرات لتطابق ما يرنو إليه.

ما رمى إليه سعاده بتأسيسه للحزب، إنما بعث نهضة في أمة واقعة بين فكي كماشة، حالتها المتردية نتيجة لعوامل التاريخ والمشروع الصهيوني الذي برز إثر انحلال السلطنة وبروز سلاح النفط. المسألتان ما زالتا على حالهما منذ التأسيس، مع وجود بقع من الضوء هنا وهناك لما ندعوه مقاومات شارك بها حزب سعاده منذ ما قبل نكبة فلسطين، كما خاض معارك داخلية عدة لتغيير واقع الحال السياسي في الكيانين اللبناني والشامي. إلا أن حجم الهجمة الاستعمارية الهائل بسبب وجود النفط، وقدرة الاستعمار على نسج علاقات كما عادته مع أصحاب المصالح من الاقطاعيين في السياسة والاقتصاد، لم يكتب للحزب إحراز أي تقدم يذكر.

تلك النكسات لم تكن موضع دراسة وتقييم من قبل الجسم الحزبي إلا بمحاولة يتيمة بعد الخروج من السجن إثر المحاولة الانقلابية الفاشلة في لبنان بما سمي مؤتمر ملكارت الذي عقد بجو مشحون، الأمر الذي أثر على المداولات والآراء، وأجهضت مفاعيله قبل صياح الديك بسبب الاصطفافات السياسية التي نسجت خلال التواجد في المعتقل. الأمر الذي أدى إلى انشقاقات متتالية ما زلنا نعيش دوامتها لتاريخه.

أما الذي زاد الطين بلة، فهو أداء الحزب الرسمي في لبنان بعيد الطائف. حيث ركب موجة الطائف دون أن يكلف نفسه مشقة دراسة السياسات والأداء الحكومي المتبع لاسيما وأنه حليف دمشق التي كانت ترعى التوجهات من أمن وسياسة واقتصاد دون النظر للنتائج المترتبة عن الدور الريعي والزبائني الذي أوصل إلى إفلاس البلد، كما والتداعيات التي لحقت بدمشق نفسها وهي التي دخلت لبنان لتلافي امتداد النيران إلى داخلها.

نعيش اليوم حالة حرجة لا يحسدنا عليها عدو. أما الأصدقاء فهم شبه منعدمين عربيًا ودوليًا، وأدوات الممانعة لدى شعبنا عليها آلاف علامات الاستفهام لخلو طروحاتها من نموذج سياسي حي يمكنه أن يجمع هذه الفسيفساء الاثنية والمذهبية التي تتشكل منها البلاد. ناهيك عن التاريخ السلطوي للنماذج الرسمية. من هنا تبرز أهمية الطرح القومي الاجتماعي لما شكله عبر تاريخه كمعبر بين مختلف التلاوين التي تشكل مجتمعنا كيانيًا وقوميًا. فهل يقوم حاملو هذا الفكر بواجبهم القومي الاجتماعي ويزيلوا عنهم ما علق من أتربة لحقت بهم نتيجة النكسات، ويعودوا إلى ساح الصراع لإحداث نهضة؟ أم يتركوا الأمم والأحداث لتقرر لهم مصير البلاد التي أقسموا على بعث نهضتها؟

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.