نداء إلى الجاليات الاغترابية-الفينيق

image_pdfimage_print

منذ قرن وخمس سنوات، أي في مطلع سنة 1915، أسس السوريون في نيويورك “لجنة إعانة المنكوبين في سورية.”، وبعدها بسنة، تأسست “لجنة إعانة المنكوبين في سورية ولبنان.” (جان داية، عقيدة جبران). يومها، كان العثمانيون يضيقون الخناق حصارا على السوريين، خاصة في جبل لبنان، ناهيك عن الجراد والأمراض التي رافقت الحرب العالمية الأولى، والتي أفضت إلى موت مئات الآف منهم جوعا ومرضا.

كان لتلك اللجان والجمعيات التي انخرطت فيها من مختلف مناطق الاغتراب السورية، دور أساس في إنقاذ حياة العديد من السوريين. أما النموذج الذي اعتمدته فكان إقامة الحفلات لجمع التبرعات في صندوق مركزي ومن ثم توزيعها حيث تدعو الحاجة.

بعد قرن من الزمن، نجد أنفسنا في نفس الموقع الذي كان فيه أجدادنا مع صعوبات إضافية جمة. فالدولة التي انطلق منها المجهود الأكبر لمساعدة ضحايا الحرب، الولايات المتحدة الأميركية، تساهم أو تقود هي نفسها اليوم حربا ضد سوريا في كل من فلسطين المحتلة والعراق والشام ولبنان، وتفرض حصارا اقتصاديا شديدا على معظم نواحي الوطن السوري. وهي كذلك تفرض حصارا ماليا على التحويلات والمعاملات المصرفية ما يجعل نموذجا كذلك الذي اتبعه اجدادنا صعب المنال. وما يجعل خطر فقدان الضروريات الغذائية والصحية حقيقة قائمة، ربما تؤدي إلى المجاعة. إن الحاجة قائمة وسوف تزداد سوءا خاصة مع انتشار وباء الكورونا. فقد وردنا، كما ورد العديد من قراء الفينيق، بشكل فردي، طلبات للمساعدة المالية لدعم عائلة محتاجة هنا، وأخرى هناك.

ولا نشك لحظة في أن السوريين، أينما كانوا، لن يبخلوا في مساعدة إخوتهم في الوطنية ممن هم بحاجة إلى ذلك. وفيما يلي، سوف نقترح مسارا على أمل الأخذ به.

أولا، أن تقوم الجمعيات الاغترابية – بدءا من جمعيات القرى – بوضع خطط لجمع التبرعات من أعضائها لمساعدة الدوائر الأقرب لها في الوطن؛

ثانيا، أن تقوم الجمعيات التي تعمل على نطاق أوسع من جمعيات القرى بالأمر نفسه؛

ثالثا، تأسيس هيئة تنسيق بين الجمعيات المختلفة لكي نبتعد عن التكرار المكلف؛

رابعا، إيجاد أشخاص أو منظمات أهلية موثوقة لتسلم التبرعات؛

خامسا، توزيع التبرعات وفق أولويات تحددها المنظمات الأهلية في الوطن.

هذه بعض الأفكار التي نضعها بين أيدي السوريين في المغترب علنا نساهم في تخفيف العبء عن أهلنا في الوطن. إن مجلة الفينيق على استعداد للمساهمة في أي شكل كان وتفتح صفحاتها لأفكار ومبادرات للمساعدة.

 

 

 

 

في هذا العدد<< كسر القيد- الافتتاحية- رئيس التحريروطن الأساطير-رامي جلبوط >>
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
trackback
3 سنوات

[…] عدد الفينيق لشهر آذار الماضي، وجهنا نداء إلى الجاليات الاغترابية السورية تمنينا فيه على أهلنا أن يبادروا لمساعدة إخوتهم في […]