منطق النهضة ومتاهة التناقض – نزار سلوم
لا يمكن اعتبار ما حدث في صبيحة الثامن من تموز عام 1949، حادثة استشهاد رجل، قائد، وزعيم فحسب، بل إنّ ما حدث في ذلك الفجر، هو من صنف العمليات الفاصلة، الخاصة بالحركات والقضايا الكبرى وتاريخها، التي تتميز، بقدرتها على القيام بعمليات كبرى فاصلة، تشكّل ضرورة ولزوماً لتلك القضايا ومضمونها ورسالتها ومعناها.
وإذا كان استشهاد سعاده قد أضفى على تاريخ النهضة السورية القومية الاجتماعية معاني امتيازية خاصة، فإنما أضفاها من قدرته، وبوقوعه على تأكيد الطابع التغييري الجذري لفعل النهضة ومسارها. حيث أدى الاستشهاد إلى تأكيد المصداقية المطلقة لقضية النهضة، بتجنيبها المأزق الذي تقع به أغلب القضايا، وهو عدم قدرتها، وفي معظم الظروف، وأصعبها تحديداً، على الإخلاص لنفسها، والالتزام بمنطقها الذي وضعته ودعت للالتزام به، والعمل وفق مقتضياته. والواقع إنّ هذا المأزق شكّل السبب الرئيس، وفي أحيانٍ كثيرة، السبب الوحيد، لانهيار القضايا والحركات التي استهدفت القيام بعمليات تغيير كبيرة. ذلك لأن هذه الحركات لم تستطع إلزام أتباعها بمنطقها الخاص بها، سواء أكان هؤلاء الأتباع قادتها أم أعضاؤها.
والثامن من تموز، عدا عن كونه يحمل معاني أخلاقية ووجدانية سامية، فهو العلامة الزمنية، أو الموعد الذي أكمل سعاده به، عملية إضفاء السمة التاريخية الفاصلة لطبيعة النهضة السورية القومية الاجتماعية.
إنطلاقاً من منطق النهضة، الموحّد بين القضية ومتقضيات انتصارها، والمؤكد لزوم العمليات الفاصلة للقضايا الفاصلة، سنتناول حادث استشهاد سعاده في صبيحة الثامن من تموز عام 1949.
أولاً – الاستشهاد من ضمن مقتضيات الحركة النهضوية
تُعنى النهضة السورية القومية الاجتماعية، كحركة فاصلة، بتغيير الأساس التاريخي الراهن، وتطمح لوضع أساس جديد للمجتمع يكون من طبيعة نظامها. وعندما نقول بأنها حركة فاصلة، فهذا يعني أنها تتنكب مسؤولية فصل معطلات القوة القومية الاجتماعية عن أساس انطلاقها في المجتمع، وتقوم بترسيخ محرضات هذه القوة بتغيير أساس النظرة التي يقوم عليها فعل المجتمع. وهذه العملية هي التي تضفي على النهضة صفة الحركة الفاصلة الكبيرة في التاريخ السوري، في حين تنصرف الحركات الأخرى، “غير الفاصلة” إلى صبّ فعاليتها، في أنشطة ترتكز فعلياً على الأساس القديم، المسؤول عن الوضع الضعيف للمجتمع، وتبني على هذا الأساس ما تفترضه عملاً تغييرياً فاصلاً.
غير أنّ هذا “العمل التغييري”، لا يتمكن في بعض الأحيان من الانفصال عن بيئته اللاتغييرية، الساكنة، المعطلة. لهذا، نرى بعض الحركات التغييرية تقع في مأزق تناقضها مع نفسها، (وخيانتها لمنطقها) وذلك حين تحاول التغيير المجتمعي دون المس بالتركيبة الساكنة فتدخل فيما نسميه متاهة التناقض. التناقض بين كونها حركة تغييرية وبين كونها تستكين إلى الواقع وتسنجم معه وتتمثل به.
لذلك نرى أغلب الحركات السياسية، التي تنادي بالوحدة القومية والاجتماعية، تضم أعضاء، هم في حقيقة انتمائهم، وبالتالي نمط عملهم، كيانيون، طائفيون، فئويون، عشائريون، عائليون، فرديون. الأمر الذي يضع عملية “التغيير” المزعومة في موقع الزيف والخداع الدائم والمستمر.
لكن: ما هو الأساس الجديد، وما هو الأساس القديم؟
نشير في البداية، إلى أنّ الأساس، هو المرتكز لكل ما يمكن أن يسمى بناء، وبالمعنى الاجتماعي هو المرتكز لكل نشاط أو فعل، حيث الفعل الاجتماعي مشدود دائماً إلى منطلقه، جذره، أساسه وبهذا المعنى، فإن الأساس هو الفكر والهدف والنظام، إنه النظام الأول، أو هو قواعد النظام.
من الوجهة الفلسفية، يمكن المرادفة بين ما نسميه الأساس، وبين ما تسميه الفلسفة، السبب، العلة، الأصل. ولكن ليس بما تقصده الفلسفة بكون العلة الأولى من (المادة) أو (الروح)، هي سبب الوجود، بل بمعنى السبب المؤدي لكل ما يظهر من أفعال، وأنشطة في الحياة الاجتماعية. حيث دائماً هنالك سبب، علة، لكل ما ظاهر، ولكل ما سيظهر في المجتمع. وأنّ طبيعة ما يظهر مستند إلى طبيعة السبب أو العلة.
وفي هذا الإطار، فإنّ النهضة السورية القومية الاجتماعية، هي من صنف الحركات، المهتمة اهتماماً رئيسياً، بتغيير الأسباب أو العلل.
ماذا يعني هذا الكلام؟
يعني، أنّ الوحدة القومية الاجتماعية، مثلاً، لا يمكن النظر إليها، بكونها موضوع برنامج علمي مجرد (لوحة رياضية). يمكن لأيّة حركة سياسية أن تحققها، إذا ما قامت بتطبيق ما يقتضيه هذا البرنامج.
الوحدة هي أساس جديد، نظام جديد، سبب وعلة للوجود الاجتماعي القومي، الذي من المفترض أن نوليه مهام القيام بأعباء التقدم، وقيادة المراحل الحضارية. فالوحدة الاجتماعية، هي السبب أو محل الاستهداف، بالنسبة للقومية الاجتماعية. ولذلك فإنّ فعل النهضة، الذي يقتضي إلغاء الحواجز بين مختلف المذاهب والطوائف، وفصل الدين عن الدولة، وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج، هذا الفعل منطلق من السبب، الأساس، وموجّه لتغيير السبب الراهن، بما يؤدي إلى صياغة “الأمة السورية كمجتمع واحد” كسبب، أو أساس لكل الأفعال الاجتماعية. وبهذا المعنى، فإنّ الأمة السورية، تكون موجوة بفعاليتها الحقيقية، عندما تكون ملتزمة نظام وجودها: الوحدة.
فالوحدة، هي نظام وجود المجتمع السوري، وهي سبب فعله الحضاري. بهذا المعنى نقصد قولنا، إنّ النهضة السورية القومية الاجتماعية مهتمة بتغيير الأسباب. وبالتالي، فإنّ مشروع فعلها، يبتدئ من خلخلة الأساس القديم، ووضع أساس جديد، يكون كفيلاً بتفجير طاقات الأمة السورية.
الآن، يمكن لنا، وضع حادث استشهاد سعاده في إطار معنى القضية الكبرى، الفاصلة، المقتضية عمليات كبرى فاصلة، حيث هذا النوع من العمليات “الاستشهادية”، مختص، وبحكم طاقته العظمى، بتغيير الأسس، الأسباب. وهو لذلك يتخذ لنفسه وضعاً مرموقاً ورئيسياً في تاريخ الحركة الفاصلة.
هناك خاصتان تميزان منطق النهضة السورية القومية الاجتماعية الذي في ضوئه نحاول فهم معنى استشهاد سعاده.
الخاصة الأولى – طبيعة العلاقة بين سعاده وانتصار النهضة:
لا شك أنّ أحد احتمالين، لا ثالث لهما، يحددان علاقة أي قائد أو زعيم بقضيته لجهة انتصارها. الأول، أن يبقى القائد على رأس حركته حتى انتصارها، والثاني، أن يستشهد في سبيل قضيته، إذا اقتضى انتصارها ذلك.
وفي الحالتين، فإنّ القائد، أو الزعيم، يبقى قائداً لقضيته، لجهة انتصار السبب الذي من أجله استشهد، أو الذي انتصر به، حيث تغيير السبب، وحده، يحمل معنى إزاحة الزعيم من قيادة القضية.
إنّ سعاده المستشهد في سبيل انتصار قضيته، سيبقى زعيماً للنهضة القومية الاجتماعية، إلى لحظة انتصارها، وإلى ما بعد انتصارها، حيث فكّ سعاده ارتباطه بما هو راهن، وارتبط وجوده، بتغيير الأسباب والعلل، ولذلك فهو مرتبط بالأمة كلها، وليس بجيل من أجيالها فقط. وفي هذا يكمن المعنى العظيم، لقوله “لو انفضّ عني جميع القوميين الاجتماعيين، لخاطبت أجيالاً لم تولد بعد”. حيث خطاب سعاده، هو قضيته، التي تربط أجيال الأمة بزعيمها.
ولذلك، فإنّ أية قيادة حقيقية للنهضة السورية القومية الاجتماعية (بعد استشهاد سعاده)، ستكون الوسيط الذي يوصل خطاب سعاده (قضيته)، إلى أجيال الأمة عبر تاريخها، فلا تستطيع القيادة التي تتخلى عن هذا الدور، أن تبقى قيادة لفعل النهضة السورية القومية الاجتماعية، حيث سرعان ما يتناقض وجودها مع طبيعة ومنطق النهضة، ومقتضيات انتصارها.
إنّ استشهاد سعاده، هو القوة المثلى للزعيم، القوة القادرة على حماية النهضة ومسيرتها، ليس فقط في لحظة الاستشهاد، بل طوال تاريخ حياة النهضة.
فاستشهاد سعاده، هو الحدث القيادي المطلق، في تاريخ علاقة النهضة بزعيمها، حيث يتجاوز فعل هذا الحدث، إطار حدوثه في الزمان والمكان (8 تموز 1949، بيروت)، وتتكرر قدرته، على حماية مسيرة النهضة وقيادة فعلها، في أيّ مكان، وفي أيّ زمان.
بهذه القدرة على حماية وصون مسيرة النهضة، نقصد معنى قولنا، بقيادة سعاده الدائمة، للنهضة السورية القومية الاجتماعية.
الخاصة الثانية – القدرة على الخسارة، قابلية العطاء:
نشير في البداية، إلى أنّ الخسارة، تحمل معنى النقصان، أو التقلّص، حيث ينطبق هذا المعنى، على حالة الحركات السياسية التي تخسر في أحد مواقع “صراعها”، فيتقلص وجودها. لأنه، وبحكم طبيعتها، وبقانون فعلها القاضي بتحصيل ممكنات الواقع، لا تتحمل الخسارة بكل معانيها، فتضيق عليها دائرة تحصيلها، فتصاب بحالة التقلص المضطرد، إلى أن تتلاشى.
النهضة القومية الاجتماعية هي الأقدر على تحمّل الخسارة، لأنها الأقدر على العطاء، حيث أيضاً، وبحكم طبيعتها التغييرية الفاصلة، تسقط منطق الحسابات الجامد، الذي يفترض العطاء تقلّصاً وخسارة، ولذلك، فإنّ للألم والتشرد والسجون والاستشهاد حجماً عملاقاً في تاريخ نهضتنا، لا نظن أن الحركات السياسية العادية قادرة على تحمّل جزء بسيط منه، فيما لو تعرضت له.
الأقدر على الخسارة، هو الأقدر على التغيير، هو الأقدر على الانتصار. لأنّ الخسارة تسقط بمعناها التقليدي، وتصبح عطاء، وبهذا تتحول إلى فعل أساسي، وقانون يحكم المسيرة الحقيقية، التي تؤدي بالنهضة إلى الانتصار.
إنّ استشهاد سعاده، بالمنطق العادي، هو خسارة لا تعوّض، هو سبب كاف لتلاشي الحركة السورية القومية الاجتماعية وانهيارها، وتشتت أتباعها. غير أنّ النهضة، كونها حركة فاصلة لا تعترف بالمنطق العادي ومقتضياته، لها منطقها الخاص. وهي جاءت كي تحارب المنطق العادي الساكن، الجامد، المعطّل للقوى، وتهزمه في معركتها التي تخوضها.
النهضة القومية الاجتماعية ضد المنطق العادي شكلاً ومضموناً، وهي لذلك لا تعترف بنتائج حساباته. إنّ لها حساباتها الخاصة ذات النتائج المتولدة عن عمليات منطقها هي.
بمقتضى وسذاجة المنطق العادي، وضعت الأنظمة الحكومية البائدة ورجالها، مؤامرة قتل سعاده، حيث تشير حساباتها إلى ضرورة قتله، الأمر الذي يؤدي إلى قتل قضيته وما يتولد عنها من أفعال.
وبمقتضى وعمق المنطق النهضوي، قام سعاده بمجابهة المؤامرة، واضعاً نفسه وبحركة هجوم إرادي، نادر حدوثه في التاريخ، في “قبضة” المعادلات المنطقية التي تحتم استشهاده.
ماذا بعد ذلك؟
لقد استطاع سعاده باستشهاده، ليس فقط الدفاع عن قضيته، بل إنه أبطل وإلى الأبد، كل فاعلية الحسابات والمعادلات التي توضع بقصد وضع حدّ لمصير النهضة.
إنّ استشهاد سعاده، وانتصاره بالمنطق النهضوي، يمثل ما معناه تماماً: هزيمة أيّ احتمال، يشير أو يحاول أن يشير، إلى إمكانية هزيمة النهضة السورية القومية الاجتماعية.
تبتدئ، من هنا، الحركة الفاصلة بفعلها التغييري العملاق. حيث تختفي الخسارة وتزول من منطق النهضة، ويترسخ العطاء قانوناً لفعل هذا المنطق، ومقياساً لنتائج عملياته.
بذلك، ندرك معنى أن يكون للنهضة السورية القومية الاجتماعية القدرة والطاقة على تحمّل غياب زعيمها مستشهداً، فتقوم بفعل منطقها دائماً، بتوليد وصنع مكونات العطاء الذي لا ينتهي، أو “الخسارات” الجبارة، التي لا تدخل في التاريخ كأرقام مهزومة، بل كأفعال مستمرة، حية، منتصرة.
ثانياً – الاستشهاد باعتباره الحرية القصوى:
يكون الاستشهاد من ضمن منطق النهضة حدثاً مألوفاً، وعلامة قصوى على الالتصاق بمقتضيات انتصارها.
فإذا كان سعاده، واضع أسس ونظام النهضة السورية القومية الاجتماعية، قد اكتشف أسباب وضع الأمة المزري، فإنه وضع أسباب تقدمها وانتصارها. فمن ضمن تغييره للأسباب والعلل، قام بفك الحصار عن العقل السوري. هذا الحصار، الذي يمارسه “الموروث الغريب” عن الخط العقلي السوري في التاريخ، موروث العقل الطائفي، والعشائري، والمذهبي، والكياني، والعائلي. هذا الموروث يعيش اليوم في العقل السوري، فيحاصره بمقتضياته ذات الآفاق المحدودة والضيقة، والتي بفعل طبيعتها، تقف حائلاً دون عملية إيجاد أساس حقيقي لنهضة الأمة. إنّ المعركة الحقيقية التي تخوضها النهضة السورية القومية الاجتماعية، من ضمن هذا المعنى، هي معركة تحرير العقل من سجون الفلسفات الضيقة، التي يهمها دائماً حصر مساحة فعل العقل في إطار مقتضيات بقائها، حيث تستطيع دائماً أن تمارس إرهاباً حقيقياً ضد محاولات التحرر والانطلاق.
لقد وضعت التعاليم الإرهابية الوجود الإنساني في إطار فردي، روابطه إما طائفية، أو عائلية، أو عشائرية. وهذه الروابط ضيقة، ولا يمكن أن تشكّل وجوداً حيوياً قادراً على أن يكون أساساً لمقتضيات الحضارة والثقافة والتقدم. هذا الوجود المحدود، هو ما نعنيه بقولنا إن العقل السوري محاصر ومغلق.
وضع سعاده الأساس الحقيقي للوجود الإنساني، بوصفه وجوداً اجتماعياً. وهو بذلك، فك الروابط الإرهابية التي تحاصر هذا الوجود، وحرر العقل من مساحة (سجن) تفكيره الضيقة والعقيمة، وأطلقه حرّاً مرتبطاً بنظام ومنطق النهضة، الذي يقتضي العمل دائماً وأبداً لتحقيق مصلحة سورية.
إنّ تحقيق مصلحة سورية عمل دائم، لا ينتهي، لأنّ المصلحة هي الإنسان، هي وجوده الحقيقي. وبالتالي، فإن العمل لمصلحة سورية، يمثل المجال الأمثل لممارسة الحرية الحقيقية، حيث لا حرية خارج هذه الرحابة العملاقة، التي تستطيع استيعاب كل طاقات الإنسان السوري، هذه الطاقات المسجونة والمقموعة والمهدورة في استثمارات منحرفة ومحدودة.
الحرية بهذا المعنى، هي إطلاق الطاقات أفعالاً تمارس دورها، حيث تتوالد هذه الأفعال بما يكفل دائماً العمل لمصلحة سورية.
إنّ الوجود الضيق المحدود، الكياني، الطائفي، العشائري، العائلي، هو وجود مسجون ومشرنق، لا يمكن أن تأخذ الحرية في إطار فعله أيّ معنى حقيقي لها. لأنّ الحرية وكما تبين سابقاً، هي تلازم حتمي بين الطاقات الإنسانية ومجال تحققها، وحيث يكون محظوراً على العقل أن يفجّر طاقاته تكون الحرية مقتولة.
وضع سعاده من خلال التزامه بمنطق النهضة، وباستشهاده، وضع وجوده المطلق في إطار مقتضيات الانتصار، ووجوده المطلق هو طاقاته المطلقة، العقلية والنفسية والمادية.
إنّ كل ما ينتجه هذا الوجود، المنطلق من نظام النهضة، هو فعل يصبّ في إطار تحقيق مصلحة سورية. وهنا، تتلازم قدرات سعاده وطاقاته مع مجال ممارسته للحرية القصوى.
إنّ ما حدث صبيحة اليوم الثامن من تموز عام 1949، هو عملية كبرى فاصلة في التاريخ السوري، فاستشهاد سعاده هو الدالّة المطلقة على قدرة النهضة السورية القومية الاجتماعية على الانتصار حيث يشير منطق النهضة إلى أنّ الحرية القصوى تكمن في حدث الشهادة.
نشرت هذه المقالة في جريدة البناء – صباح الخير – العدد 639 – 8 تموز عام 1988
نشرت هذه المقالة في مجلة الثقافة التي تصدرها عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي – العدد 21 – آب 1994