شجرة الحقيقة-عفاف إبراهيم

كان الصبح والليل يدوران، والضوء الدائخ يبحث عنّا

كنّا صبحاً، ليلين، وحقيقة

شجرة الحقيقة ضمّها الخريف

قمر استوى

قمر أضاء الجذع

عرّى التفاف الجذر

تفرّعنا من ضلع الضوء

التفرّع معنى ذو عطر واحد

والسماء والأرض وحدة تلفّ

تدوخ دون أن تلتفّ

المطر نذر السماء

والحبّ نذر الأرض

الحبّ أطفأ قنديل النذر

أشعل قنديل الجذر

والربيع هادئ مازال

يصبّ منّا على ضلعينا زيتينا

شتاء الأرض مظلم كعين الطين

ضرير بالرفق. لكنّ قلبه الحزين مبلّل بحقول الصوف والدفء.

شجرة تفرّعت بيننا

الخريف حولنا يلفّ

نفْسي أمّارة بالدوران

نفْسي دورة فصول في كعبٍ واحد

الخريف،

دوّار الفصول

ربيع ثانٍ يشفّ من عين اللون

سرّ يتعقّب فضول الضوء والريح

يتبع الغيم إلى منازل الشتاء

ليكشف أسرارنا

يعرّي عنّا قاسي اللحاء

ليس لي سرّ إلّاك

أنّا سرّ قلبك،

أنت قلبي

وسرّ قلبي سواك

خريفٌ لبّ الأشياء