حق الأمانة أشرف الحقوق وأرقاها-حنا الشيتي

image_pdfimage_print

حق الأمانة هو حق القوميين على قيادتهم وهو أشرف الحقوق وأرقاها.

حق الأمانة هو حق القوميين على قيادتهم كي تسير بهم نحو المهمة والغاية الخطيرة التي تعاقدوا عليها.

حق الأمانة هو حق القوميين على قيادتهم بأن تكون أمينة في قصدها، فلا تسير بهم إلا نحو النصر. فيقفوا معاً أو يستشهدوا معاً.

حق الأمانة هو حق القوميين على قيادتهم بأن تكون أمينة على فكر الزعيم ومبادئه التي بها وحدها كلهم آمنوا.

حق الأمانة هو حق القوميين على قيادتهم بأن تكون السبّاقة في ممارسة البطولة لأنه لا نفاذ لهم إلا بها في هذه الأزمنة التي لا تنفك تخبرهم بأنها ازمنة مليئة بالصعاب والمحن.

نعم هذا حقهم، وهو أشرف الحقوق لأن القوميين الإجتماعيين لا يطلبون شيئاً لأنفسهم، وقد أقسموا أنه “حتى الدماء التي تجري في عروقهم عينها هي ليست ملكاً لهم بل وديعة الأمة فيهم، متى طلبتها وجدتها.”

 نعم هذا حقهم، وهو أشرف الحقوق لأن القوميين الاجتماعيين لا يطلبون مصالحهم الفردية، لكنهم يطلبون مصلحة الأمة وخيرها وعزها الذي لن يكون إلا بالنهضة السورية القومية الجبارة.  وحق الأمانة هو التأكيد لهم بأن هذه هي هي المصلحة لا غيرها، التي يعملون لها ويسعون لتحقيقها.

رتبة الأمانة ليست ميدالية تعلق على صدور الرفقاء لمكافئتهم على أعمالهم، فهم لا يطلبون شيئاً لأنفسهم.

أعلان القيادة للرفقاء عن منح رفيق رتبة الأمانة هو إعلان عن طبيعتها هي! هي بهذا تقول هذا هو جسدي وهذا هو روحي.

ليست رتبة الأمانة لتشريف الرفقاء، لكن الأمناء هم المعبرون عن شرف القيادة.

لكننا يارفيقي ما تنبهنا لحق الأمانة هذا، فأهملناه حتى استبد به الباطل.

كنا مطاوعين، فقبلنا بكل أمينٍ ومسؤول يقدم إلينا. وبقينا مطاوعين حتى عندما انحط مستوى الأمناء.

لم نتنبه إلى أن فلسفة سعادة في تنظيم الحزب قامت على أساس ان جسم الحزب العامل في مجتمع ملأته المفاسد، سرعان ما ستخترقه هذه إلى الداخل. لذا فقد صوَّب إهتمامه على حماية القيادة من الجسم وليس حماية الجسم من القيادة.  وأوَّل ما يكون هذا، هو بالحرص والعناية في اختيار الأمناء، لأنهم هم الكوادر المخولة شرعاً أن تكون اللبنات التي بهم تتكون القيادة والدولة.

لم ندرك يا رفيقي أن سوء أفراد القيادة أي أمنائها ومسؤوليها وموظفيها، هو عامل فاصل في تقرير سوء القيادة، فاحتملنا السيئين منهم واحتملنا سوءهم.

ولم ندرك أن سوء القيادة هو عامل فاصل في فشل الحزب فاحتملناه أيضاً.

 

شيء خطير جداً يا رفيقي، أن لايكون الأمين صفوة الصفوة والقدوة المثلى. وهي الكارثة بعينها عندما ينحط الأمين بمناقبه، وسلوكه، وكفاحه إلى ما دون العادي، ونسكت نحن.

لا بد لنا أن نكون سلبيين فنرفض ونقاوم، كل أمين أو مسؤول لا يعبر عن طموحات حزبنا، ولا يشكل قدوتنا العليا في كفاحنا.

الأمين هو من وجد نفسه انه ليس أنطون سعاده فأراد أن يكون أنطون سعاده، وسار في الحياة مقتدياً به. أولم يقل سعاده “لو لم أكن أنا نفسي، لأردت أن أكون أنا نفسي”.  وإنني أدعو كل أمين لا يحمل هذه الروحية، بالتنحي، لأن من يريد التقدم إلى صفوف أبناء الحياة الأمامية، عليه أن يدرك أن وجهته لا يمكن أن تكون إلا خير الأمة ومجدها وعزها، وإلا يُطاح به ويُداس.

 

في هذا العدد<< ماء الحياة… مي بلاطي- من سومر إلى جونيه!-توما تومامقتطفات دستورية-الأمين ميشال الحاج، رئيس المحكمة الحزبية السابق >>
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments