تبدلات آراء الناخبين اليهود في استطلاعات الرأي
خاص الفينيق
(لتكبير الصور في هذا المقال، يرجى النقر عليها.)
يثير استبيان للرأي قام به “معهد الناخبين اليهود” Jewish Electoral Institute في الولايات المتحدة الأميركية، العديد من الأسئلة حول المعايير التي تتحكم بمزاج هذه الشريحة التي يشكل كسبها واسترضاؤها هاجساً بالنسبة للمرشحين هناك. ورغم أن الاستطلاع قد شمل ثمانمئة شخص من اليهود فقط تم تصويتهم عبر الانترنت، إلا أنه يشكل عيّنة يمكن الاسترشاد بها لفهم جملة التبدلات التي يمكن أن تحصل لاحقاً بناء على أرقام المؤيدين والمعارضين للنقاط المطروحة في هذا الاستطلاع. هذه التغيرات يمكن أن تعيد إلى الأذهان أيضاً فكرة تأثير الأيديولوجيا اليهودية على موضوع استقرار الآراء السياسية لدى المرتبطين عاطفياً أو تنظيمياً مع “إسرائيل”، كما أنها تبدو ضرورية في موضوع إنشاء الخطط المعاكسة لهذه الحركة وكيفية تطوير أساليب مقاومتها من قبل جميع القوى التي مازالت تعتبر المسألة الفلسطينية من الأولويات التي تحكم برامجها.
أظهر هذا الاستطلاع الذي أجري على الانترنت من قبل GBAO Strategies نيابة عن المعهد اليهودي غير الحزبي (JEI) بين الثامن والعشرين من حزيران والأول من تموز لثمانمائة من الناخبين اليهود أن النسبة الكبرى التي تصل إلى ثلاثة إلى واحد يثقون بالرئيس الأميركي الحالي بايدن أكثر من الرئيس السابق ترامب في القضايا الرئيسية، وعلى رأسها معاداة السامية والتعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والقضية النووية الإيرانية.
أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن إسرائيل ليست أولوية قصوى بالنسبة للناخبين اليهود. فالغالبية العظمى “62 بالمئة” أظهرت ارتباطها العاطفي معها، فيما أكد “4” بالمئة فقط أن إسرائيل واحدة من أهم قضيتين يجب على الرئيس بايدن التركيز عليهما. كما ذهب معظم الناخبين إلى المطالبة بتقييد المساعدات الأميركية لإسرائيل بحيث لا تنفقها على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية!
وقالت نسبة كبيرة من أولئك الناخبين “87 بالمئة” إنه من المناسب المحافظة على تأييد إسرائيل دون التخلي عن انتقاد السياسات الحكومية الإسرائيلية، فيما رأت الغالبية أن حل الدولتين أفضل طريقة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، “ثلاثة من كل خمسة” من الناخبين، وانقسم الاثنان الباقيان من الخمسة بين حل الدولة الواحدة “20 بالمئة” والضم “19 بالمئة”. كما حصل بايدن في هذا الاستطلاع على دعم كبير في أسلوب معالجته للصراع في الحرب الأخيرة، حيث أيد “62 بالمئة” استعادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين التي قطعتها إدارة ترامب، فيما عارض ذلك “28 بالمئة”.
القضية البارزة التي أخذت اهتمام هذا الاستبيان هي معاداة السامية في الولايات المتحدة، فثلثي المشاركين في هذا الاستبيان رأوا أنه من اللاسامية القول بأن “إسرائيل ليس لها الحق في الوجود” فيما رأى “31 بالمئة” أن اللاسامية هي القول بأن “إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين”.
لقد أيد “28 بالمئة” من المشاركين القول بأن “إسرائيل دولة فصل عنصري”، فيما أيد “20 بالمئة” عبارة “معاملة إسرائيل للفلسطينيين مماثلة للعنصرية في الولايات المتحدة”.
يشير ترمومتر استبيانات الرأي إلى تبدلات يتأثر بها رأي الناخبين اليهود، حيث من الممكن الوصول عبرها إلى خط بياني يبدأ من استبيانات سابقة وصولاً إلى اليوم، وفيه يظهر تأثير أحداث هامة مثل الحروب والحصار والصمود الفلسطيني وغير ذلك من الظروف على صناعة الرأي عند الناخبين اليهود الذين يسببون قلقاً لإسرائيل عند حدوث أي تبدل في مزاجهم العام أو آرائهم تجاه الصراع في فلسطين.