موقف يُبنى عليه
Share
“في ظل الانشقاق، وحالة الأمر الواقع، نحن نعتبر بأنكم تمثلون تنظيم البريستول، ولا تمثلون الحزب، كما هي حال الروشة أيضاً. ولا يحق لأحد من التنظيمات أن يدعو حالياً إلى لقاء حواري باسم الحزب، لأن في ذلك إستئثاراً وتفرّداً في ظل غياب مؤسسة الحزب الواحد الموحد.“
من بيان صدر عن “الهيئة التنفيذية للقاء القومي النهضوي” في تاريخ 2024-02-04
أهمية هذه الفقرة من البيان أنها تعرض الحقيقة كما هي، عارية وبدون تجميل. إن التنظيمين الحاملين اسم الحزب السوري القومي الاجتماعي، واللذين تتحمل قيادتاهما مسؤولية انقسام الحزب، لا يمثلان الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه أنطون سعاده، ولا يحق لهما التكلم باسمه.
ربما لا يعجب هذا الكلام بعض الملتزمين بهذين التنظيمين، ولكن هذا شأنهم. نحن معنيون بما يمكن أن يعيد للحزب السوري القومي الاجتماعي دوره ويضعه على سكة تحقيق غايته. دون ذلك، لا قيمة لأي تنظيم يحمل اسم الحزب، مهما علا صوته، ومهما كثر عدد المنضوين في صفوفه.
هذا البيان صدر في أعقاب دعوة وجهها تنظيم البريستول إلى لقاء حواري لمناقشة “آليات الوصول إلى وحدة الحزب”. وفي رد اللقاء القومي النهضوي على الدعوة التي وجهت إليه للمشاركة في هذا الحوار، هناك عبارة أخرى مهمة: “إن الوحدة الحزبية المنشودة لم تعد مسألة آليات فقط وذلك بعد ما يزيد عن ثلاثة أعوام على الأزمة، بل أصبحت مرتبطة بظروف ذاتية وموضوعية، وهي غير متاحة في المدى القريب المنظور نتيجة لعوامل مختلفة ومتعددة مرتبطة بواقع تنظيمي الروشة والبريستول”.
النقطة الثالثة المهمة، والتي تسجل لمعدي البيان، اعترافهم بفشل مبادراتهم الوحدوية التي قاموا بها، وأنهم يقومون بقراءة الواقع الحزبي، إلخ… إن الاعتراف بالفشل هو خطوة سليمة في اتجاه النجاح.
أما بعد…
سوف اقترض عبارة من أحد الأمناء قالها في معرض حديثه عن أحد التنظيمين جاء فيها “لقد أنزلنا هذا التنظيم في حفرة عميقة جداً، ومع الأسف لا مخرج لنا منها سوى عبرهم”. إن هذا القول، في الواقع، ينطبق على كل التنظيمات التي تحمل اسم الحزب، ولعلها قد أصبحت أربعة تنظيمات. في هذا القول بعض الصحة، ولكن لسبب سيىء. والسبب السيىء هو ان هناك من القوميين من لم يزل عاملاً في هذا التنظيم أو ذاك، مع إدراكه أن هذا العمل لن يؤدي إلى أية خطوة باتجاه تحقيق الغاية التي تأسس الحزب من أجلها، بل العكس. بكلام آخر إن الخروج من الأزمة يمر عبر هذه القيادات لأن هناك أعداداً من القوميين متمسكة بها، ولأن المحاولات من خارج المؤسسات لم تؤدِّ إلى نتيجة.
هل هذا يعني أن الحوار، حتى ولو تم “إشراك كل أطراف الانقسام فيه” يكفي؟ كلا. وهذا يقودنا إلى ما نراه نقطة ضعف في البيان، في الفقرة ما قبل الأخيرة، وهي عبارة مليئة بالعموميات مثل: “…مبنية على رؤية وحدوية إنقاذية واضحة تحمل جدول أعمال واضحاً واستهدافات تؤمن العمل للوصول إلى وحدة مقرونة بالإصلاح والنقد الذاتي، واستعادة المؤسسات وتفعيلها، على حساب كل الأسباب التي أدت إلى الانقسام والأزمة…”
ربما تكون هذه العبارة المطاطة ضرورية كسقف يجتمع الجميع تحته دون أن يكون فيها أي محذور يدفع هذا الطرف أو ذاك للمقاطعة. لا بأس. ولكن لا بأس أيضاً من وضع بعض الحقائق أمام أعين الجميع للتبصر فيها، ذلك أن تجاهلها سوف يؤدي إلى انفجار أي لقاء. إن المسؤولين عن الانقسام، إذا افترضنا جدلاً أنهم معبر إلزامي للوحدة، لا يمكن لهم أن يعودوا لاستلام مقدرات الحزب. يجب على أي وحدة للحزب – إذا تمت – أن تضع في رأس أولوياتها، محاسبة المسؤولين عن الانقسام عبر جهاز قضائي سليم. وعلى هؤلاء أن يكون لديهم الجرأة الأدبية للتنحي طوعاً عن تحمل أية مسؤولية لحين البت في مسؤوليتهم.
الحقيقة الثانية، أننا كيفما قلبنا النظر في مستقبل الحزب، نرى أننا بحاجة إلى مرحلة انتقالية يكون للحزب فيها قيادة استثنائية تعيد له دوره الاستثنائي. هذا يقتضي تعديلاً في آلية انبثاق السلطة، وإن مؤقتاً، بحيث يمكن للحزب الاستفادة من عشرات الإمكانيات القيادية التي حوربت طوال سنوات بسبب مواقفها الرافضة للفساد والإفساد والمحسوبية والإهمال، ما يجعلها خارج دائرة الأهلية وفق الدستور المعمول به حالياً.
شكراً لمعدي البيان، إنه مما يبنى عليه.
حين يعتلي رجل الدين المنبر في حضرة بيت الله امام حشد وحضور غفير ..ويبداء خطابه مستلهما لوضع يعتبره رجل الدين لا يصب في مصالح طائفته الخاصة والضيقة وهو الحارس على مصالحها وجنوده هؤلاء الحاضرون المستعدون للدفاع بشراسة عن مصالح الطائفة دون التفكير للحظة ماذا يفعلون . ليس كل الحضور اغبياء او فقراء وليس كل الحضور غوغئايون ومشاغبون ..هناك ايضا تجار ودكاترة ومحامون ورجال اعمال ورغم وعيهم فهم لا يبصرون ..مشكلة الاصل تشبه ما كتبت والعودة الى الوعي هي الاساس حين ئذ سيجد صاحب المنبر نفسه وحيدا يخاطب طواحين الهواء .
شكرا. تعليق في محلّه.
الحزب مقسوم منذ زمن ولا اعتقد ان اي من اقسامه تشبه ماكان يريده سعادة. ولكن هناك فكرة مهمة جدا ويجب على جميع الاطراف الخروج منها فورا وهي ان الجميع يعتقد ان مساره هو الصحيح والصواب. الحقيقة اننا كلنا ارتكبنا اخطاء في حق الحزب واولها ان حتى القسم اصبح لا يمت لنا بصلة. الحل بسيط ومعقد ويتطلب انشاء مجلس يمثل جميع الاطراف مهمته خلال سنة هو اعادة هيكلة الحزب من الداخل والعودة الى سعادة وفكره والخروج من “الانا ” والمصلحة الفردية .
شكرا. وهذه من الافكار التي يبنى عليها.