LOADING

Type to search

نقطة تحوّل

موضوع العدد

نقطة تحوّل

أسامة المهتار
Share

في الواقع إنها أكثر من نقطة تحوّل، ولكنها مجتمعة تشكل مادة للتأمل.

  1. العقيدة العسكرية الفلسطينية الجديدة: الهجوم

هذه العقيدة بسيطة جدًا، لكنها مكلفة للإسرائيلي. إنها تترك الأعمال تتكلم وتترجم هذه العقيدة أفعالاً لمن يحسن قراءتها. قوام الاستراتيجية حصار العدو من جهة، خاصة المستعمرات، والبطولات الفردية. ومع أنه ليس واضحًا ما إذا كانت هذه الاستراتيجية هي نتيجة خطة عمل وضعتها منظمة فلسطينية أو أكثر، أو نتيجة أبطال حطّموا أغلال الخوف، فإن نتائجها واضحة. إن عملية الشهيد عدي التميمي، وإن انتهت باستشهاده، فقد كلفت العدو الكثير من الأعصاب والمال. النقطة الأهم في الاستراتيجية الجديدة هي في تشكّل حالة وعي جديد لا تعبأ بأوسلو ولا برموزه. إنها ترى احتلالاً يجب تحرير البلاد منه، نقطة على السطر.

للهجوم، هناك حاجة للسلاح. ولكن السلاح، خاصة الفردي منه، متوافر وبكثرة كما يبدو. وهذا ما سيزيد من صعوبة عمل “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية” ويراكم في متاعبها.

من هي عرين الأسود؟ عدا عن كونها اسماً لفلسطين، فليس هناك الكثير مما يعرف عنها. إنها ظاهرة جديدة وسيكون لأفعالها الكثير مما تقوله في المستقبل القريب.

  • الترسيم: مع أو ضد؟

قيل الكثير في موضوع الترسيم، وانقسم الناس حوله. بعضهم رفضه انطلاقًا من المبدئية والخوف من التطبيع، وبعضهم الآخر رحّب به باسم الواقعية والحاجة الاقتصادية. وبعض ثالث حذّر من أن الغاز قد استولت عليه مافيا المال والسياسة والطائفية في لبنان حتى قبل استخراجه.

بالنسبة لنا، الترسيم هو نتيجة لوضعنا العام. ووضعنا العام، كأمة، ضعيف. للخائفين من التطبيع نقول: إذا امتلكنا القوة القادرة على تغيير مجرى التاريخ، فإن التطبيع والاتفاقيات المذلّة والموت الرخيص في الحروب أو على أبواب المستشفيات، تصبح صفحات مظلمة تخفيها عن نظر أحفادنا بطولات أبنائنا. أما إذا لم نفعل، فسيّان اعترضنا على الترسيم أم وافقنا، فهذا كله كلام في كلام لن يغير في واقع الحال شيئًا.

المهم في موضوع الترسيم هو أن المقاومة لن تبادر إلى فتح جبهة الجنوب مع العدو إلا في حال الدفاع عن النفس أو في حال إخلاله بالتفاهم. هذا يعني استقرارًا في الجنوب سوف يحاول العدو الإفادة منه إلى أقصى حد، خاصة لناحية التركيز على جبهته الداخلية. ولكن عدم فتح المقاومة جبهة في الجنوب لا يعني بالضرورة انسحابها من الحرب أو انكفاءها عنها. إننا نأمل ان يقود ذلك الهدوء إلى تكثيف المقاومة جهودها داخل الأراضي المحتلة. عندها، قد نشهد تسابقًا بين مقاومة تعمل لدعم الاستراتيجية الفلسطينية الجديدة بكل ما تملك، وعدوٍ يدفع بكل ما يملك لمنع ذلك.

  • الحزب السوري القومي الاجتماعي: تجّذر عقلية الانقسام

في الواقع، هذه ليست نقطة تحوّل إلا لدى قلة قليلة من القوميين. يبدو أن الراغبين بالمحافظة على الوضع القائم أقوى من المطالبين بتغيير جذري ينقذ الحزب من مستنقع الشرذمة الذي يتخبط فيه. القوميون قد تمترسوا، بعضهم وراء هذا وبعضهم وراء ذاك. ولعل التشبيه الأدق الذي يمكن استخدامه هو “موارنة وروم”. يصلبون يسوع مرتين في السنة ويقيمانه مرتين، ولا يعرف أحد منهم علام الاختلاف.

بالنسبة للقلّة، حزب القضية غائب عن القضية. الأحزاب التي تحمل اسمه، أصبحت عبئًا على الأمة والمجتمع. إنها تعمل من يوم ليوم، ومن فاتورة لفاتورة، تبحث عن ممول وداعم دون أدنى اعتبار لنظرة وغاية يجب تحقيقهما، أو لتخطيط لا بد منه.

من منظورنا، هذا هو الواقع. فهل نشهد ولادة تشكّلات تحاول أن تأخذ بالقضية التي من أجلها أسس سعاده حزبه، بمعزل كلي عن التنظيمات القائمة وبمعزل كلي عن الأشخاص والشخصيات التي ملّ الناس سماع صوتها، ولعلنا في عدادها. هل تستطيع هذه التشكلات أن تخلق حالة لا تشبه حالة الحزب اليوم؟ هل تنتهي هذه التشكلات كمذاهب وطوائف؟ هل يستطيع أحدها أن يكون له من قوة الجذب ما يكفي ليصبح حركة الشعب العامة التي أرادها سعاده؟ هذا هو السؤال.

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

5 Comments

  1. Avatar
    فواز يازجي 27 أكتوبر، 2022

    شكراً رفيق اسامة
    أرجو أن يكون التحول في المقاومة تحول وطني عفوي لاتحول حزبي يسعى لانقسام جديد في الشارع الفلسطيني
    ثقتي كبيرة أنه تحرك وطني شعبي لعل باقي الكيانات تتعظ بدلًا من الهروب الى الشعارات

    رد
    1. أسامة المهتار
      أسامة المهتار 27 أكتوبر، 2022

      شكرا على المتابعة. أشاركك الأمل في أن يكون التحول وطنيا.

      رد
  2. Avatar
    Hussein Bazzi 27 أكتوبر، 2022

    عرين الاسود اصبحت وجهة كل فلسطيني مقاوم وانطلاقتها من نابلس ورام الله هو بداية انتفاضة على سلطة خانعة منذ اوسلو وقبل اوسلو وبعده ..انها شظايا الوعي بعد كل محاولات كي الوعي ..هي مسار ليس بجديد لكنه اتى بعد صمت طويل حيث نشأت العرين بين فراغ السلطة وحماس الدولة ..وهذا يذكرني ببداية منظمة ايلول الاسود من لبنانيين وفلسطينيين حين انتفضوا بوجه تكاسل الحركة الوطنية وهدنة ابو عمار..اما ما خص بشتات القوميين فليتهم هم موارنة وروم لكانوا على الاقل مؤمنون .فهم يصلبون الحزب كل يوم حتى لا تكون قيامة ..فؤاد الشمالي ,حبيب كيروز ,كمال خير بك ,,بشير عبيد ,,محمد سليم ,ابو علي فجر ,وغيرهم ..هؤلاء حين كانوا عرين الاسود .اغتالهم المغول والتتر ثم شقوا الحركة القومية الاجتماعية واصبحوا قادة لشقوق كما هي الان ينخرها السوس حتى النخاع .نعم يا رفيق اسامه انها نقطة تحول في فلسطين حين حولوا النكبة الى مقاومة ..ونحن حولنا المقاومة الى مقاولة حتى النكبة .

    رد
    1. أسامة المهتار
      أسامة المهتار 27 أكتوبر، 2022

      شكرا على هذا التعليق المعبّر.

      رد
  3. Avatar
    Walid Naouchi 28 أكتوبر، 2022

    عرين الاسود او هذه المقاومة الجديدة هي استجابة لهذا الشعب الذي قرر المقاومة بدلا من التطبيع والاستسلام. هي طريقة جديدة لمقاومة الاحتلال في كل اشكاله.

    الاجدر بنا ان نظر الى هذه التجربة قوميين ونرى فيها ان هناك خيار لا يتبع هذا الفريق او غيره وانما نقطة تحاول كامل الىً مقاومة في كل الجنوب السوري المحتل .

    رد

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.