LOADING

Type to search

الملزمة

موضوع العدد

الملزمة

أسامة المهتار
Share

أنا رجل ذو قضية واحدة، وقضيتي هي إسرائيل” (حاييم صبّان، مؤسس مركز صبّان لدراسات السياسات، في معهد بروكنغز.)

هناك ملزمة تضغط على عنق الوطن السوري من بيروت إلى بغداد بغية خنقه. تصميم الملزمة إسرائيلي، صناعتها أميركية، أما الأيادي التي تدير عتلتها فمن الاثنين، يضاف إليهما أيادٍ عربية وغربية، من أوروبا إلى كندا وأستراليا. هذا هو المشهد دونما حاجة للتفاصيل والنتائج القاتلة. ما يهمنا هو كيف نفك هذه الملزمة عن عنقنا.

حيث إن اليد التي تدير العتلة هي يد خارجية، فلا بد من خلق قوة في الخارج تعمل لوقفها. وهذا لا يتم دون قيام منظمة – أو منظمات – دولية تعمل ليس فقط لفك الحصار، ولكن لمنع قيامه مرة واحدة وإلى الأبد. وهذا يعني قيام مجموعة من المخلصات والمخلصين يقولون “لدينا قضية واحدة، وقضيتنا هي سوريا“، ويعملون لانتصار هذه القضية.

أما أن هذه العملية صعبة وطريقها شاقة، فهذا بديهي، ويتطلب ما سبق لنا الكتابة حوله عن طريقة التفكير. إما ان تمدّ رجليك على طول بساطك القصير، فتبقى قاصرًا، أو أن تحيك بساطًا جديدًا يتلاءم مع طموحاتك الكبيرة، فتنتصر.

هذه المنظمة الخارجية، يجب أن تضع لنفسها غايات معقولة وأهدافًا قابلة للتطبيق في فترة زمنية معينة. ويجب أن تعمل باستقلال تام عن أي تنظيم أو مجموعة في الوطن، وذلك لأسباب عملية وقانونية لا مجال للخوض في تفاصيلها الآن.

ما الذي سوف تواجهه هذه المنظمة؟ إنها سوف تواجه الصهيونية بوجهيها الأساسيين المسيحية منها واليهودية، ونركز على الصهيونية المسيحية لأنها سابقة لأختها اليهودية في الدفع للاستعمار اليهودي لفلسطين، وإن يكن لأسباب مختلفة. وهذا بحث طويل سوف نفرد له مقالات خاصة به. كذلك سوف تواجه المنظمة المقترحة الصهيونية العربية وامتداداتها الخارجية بعد “الاتفاق الإبراهيمي”، كما سبق وواجه السوريون صهيونية بعض الأقليات في الوطن التي تحالفت مع إسرائيل بشكل أو بآخر. 

وسوف تواجه محاولات ربط أي نقد لإسرائيل، بتهمة اللاسامية والتشريعات التي وضعت لذلك، وتلك التي هي قيد التشريع. وسوف تواجه التشرذم واللامبالاة لدى قسم كبير من السوريين في المغتربات. نعم، على هذه المنظمة مواجهة كل هذا. ونحن إذ نضع هذه الحقائق أمام القراء، خاصة أولئك المهتمين في المغتربات، فليس للتخويف أو الإحباط، بل لمعرفة حجم المعركة وكم سيلزمها من تخطيط وإعداد. ونحن لدينا ملئ الثقة أنه كما يواجه أبناء شعبنا في الوطن الاحتلال ببطولة عزّ نظيرها، والفساد والحصار بصبر لا يماثل، فإن بين أهلنا في المغتربات من سيخوض معركة منع الأسباب التي تؤدي إلى الويل، عوضًا عن معالجة نتائجها.

رب قائل، إنك تدعو لقيام مثل هذه المنظمة منذ فترة، فهل ستبقى هذه الدعوة دعوة أم سوف نرى تحقيقًا لها؟ إن التغيير يبدأ بوعي ضرورة التغيير. ونعتقد أن هذا الوعي ينمو، وبسرعة. كلنا أمل أن هناك من لم يزل يقول: “نحن لدينا قضية واحدة، وقضيتنا هي سوريا”، ولكن سوف يقرنون القول بالفعل.

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

3 Comments

  1. Avatar
    Hussein Bazzi 17 ديسمبر، 2022

    الطنطورة قرية فلسطينية ساحلية وهي واحدة من القرى التي ارتكب الاسرائيلي فيها ابشع المجازر ..استطاع الون شوالتس المخرج السينمائي ان يوثق احرام اسرائيل بالسنتهم ودحض وزيف ادعائتهم مع كل المحاولات لطمس حقائق وبشاعة اجرامهم .كذلك الامر للمخرح تيدي كاتس والن مور وغيرهم عداك عن مؤسسات بشقها الاوروبي ومنها الفلسطيني وهي جميعها لسان الضاد لافعال الصهيونية منذ احتلالها لفلسطين حتى يومنا ..ان مسألة الصراع هي مسألة تاريخية يحملها اجيال عبر التربية والوعي وهذا بالضبط ما حصل في اولمبياد قطر حين واجهت الشعوب المحرك الاسرائيلي ان عبر اعلامه او السوشال ميديا ورفع اعلام فلسطين عند كل زاوية …ان التفاعل والعمل مع مؤسسات مناهضة ان للتطبيع او دفاعا عن ارض فلسطين وفضح اسرائيل واجرامها ورفع المحاكم الدولية بوجهها هو احد الحلول والتطور العملي ..متى يمكننا التواصل مع شبكات تحاكي طموحنا بالتاكيد سنجد انجازات كما سنجد عداوات ..ولو بخطوات بطيئه ويقين يعلوه الخق سيكون انتصار بحد ذاته ..ما كتبته ليس الا اقتراح …علا .وعسى .شكرا رفيق اسامه على كل اضاءة .

    رد
  2. Avatar
    ريمون الجمل 19 ديسمبر، 2022

    تحيات
    موضوع : الملزمة
    اخترت اغنى اغنياء امريكا واعتقد انه توفي لتقارن
    ما اعطاه هذا الرجل لاسرائيل غني عن القول
    فهمنا ان قضيتنا Syria
    كيف العمل ؟ الم يحن الوقت لان الشمل وكفاية تناطح السماء وعلى الارض نحن اعجز من ان نساعد واحد بالمليون من ابناء شعبنا. اتمنى عليك وعلى الكثيرين العودة اللاواقعية والى الارض لنقم بعملنا الدنيوي نساعد قدر استطاعتنا ونلتحم مع المواطن العادي علنا نتقدم ولو خطوة الى المام او نوقف التدهور

    رد
    1. أسامة المهتار
      أسامة المهتار 19 ديسمبر، 2022

      حاييم صبّان لم يزل حيا يرزق.
      يمكن للبعض ان يرى انني أناطح السماء، ولكني اعتقد انني أقدم الحد الأدنى المطلوب منا في المغترب.

      رد

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.