LOADING

Type to search

العار والشرف وما بينهما

الوطن السوري شؤون حزبية موضوع العدد

العار والشرف وما بينهما

أسامة المهتار
Share

أذكر أنني أول مرة قرأت فيها عبارة سعاده الخالدة، “لا يشعر بالعار من لا يعرف العار، ولا يعرف العار من لا يعرف الشرف، ويا لذل قوم لا يعرفون ما هو العار وما هو الشرف“، توقفت للحظة وكأن لسان حالي يقول: “ماذا؟” ثم عدت لقراءتها مرّة ثانية. ذلك أنك إذا توقفت عند القسم الأول منها، “لا يشعر بالعار من لا يعرف العار” لظننتها مديحًا. ولكن ما إن تقرأها حتى نهايتها حتى ترى العظة الاجتماعية العظيمة فيها، “ولا يعرف العار من لا يعرف الشرف.”

وقبل أن نتابع تلمّس مدلولات هذه العبارة الرائعة، لا بد أن ننوّه أنه فيما كنا ندفع مقالنا السابق “مدرسة الصفقات” إلى النشر، وصلنا بيان من مديرية ثانية في الحزب السوري القومي الاجتماعي – الروشة، تعلن فيه استقلالها هي الأخرى عن ذلك المركز. أسباب الاستقلال متشابهة إجمالاً لما ورد في بيان المديرية الأولى، ولكن هناك بند واضح إضافي يقول: “نرفض الالتزام بقرار انتخابي يضعنا في خانة الأميركي بحيث ينطلق الإعلان عنه من صرح ليس بصرحنا وليس بمكان أقلّه محايدًا.” هذا القرار هو موضوع هذا المقال عن العار والشرف وما بينهما.

القرار الانتخابي المذكور هو قرار ترشيح “الأمين” أنطوان خليل على لائحة ميشال المرّ الحفيد. والصور الثلاث التي نرفقها مع هذا المقال كافية، على ما نعتقد، لفهم الإساءة القصوى التي ارتكبها خليل والمركز الذي رشّحه على هذه اللائحة بحق حزب سعاده.

الصورة الأولى هي لميشال المرّ الجد محمولا على ظهر مطية بشرية. الصورة الثانية، هي لميشال المرّ الحفيد، وتبدو في الصورة كرسي عليها صورة جده، أما الثالثة، فهي صورة اللائحة ويبدو فيها السيد أنطوان خليل مرشح مركز الروشة.

الصورة الثانية هي الأبلغ. إنها تقول: “أنا حفيد ميشال المرّ واستمرار لنهجه، وسيحكمكم من هذا الكرسي. وقد فوضني بركوبكم مطايا كما كان يفعل. ومن سيكون على لائحتي لن يخرج عن هذا النهج.”

إن الذين دخلوا في هذا الحلف، والذين وافقوا عليه، قد جعلوا من ظهورهم مطايا! هل نفهم الآن سبب غضب القوميين في المديرية المتنية؟ إنهم يعرفون الشرف، لهذا هم يعرفون العار، ولأنهم يرفضون العار، رفضوا قرار قيادة تنظيمهم.

وبعد، طلب منا بعض رفقاء ممن نحب ونحترم ألا نشمل جميع العاملين بالفساد والصفقات، فهناك مؤمنون يعملون بإخلاص. ونحن نقول: “لا شك عندنا في ذلك.” ولكن عليهم إعادة النظر بمقولة “العمل من أجل العمل.” إن عملهم وجهدهم يصب في خدمة نهج فاسد والبيّنات أمامهم بالصور، والصور لا تكذب.

لقد أسس سعاده حزبه ليكون حربًا على الإقطاع لا لينتهي حزبه سلمًا للإقطاعيين. وأسس سعاده حزبه ليكون حركة الشعب العامة لا ليكون حركة ضد الشعب. إن التاريخ سوف يحاسب من اتخذ هذه القرارات ولن يرحمهم، لا هم ولا من قبل بها أو سكت عنها.

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.