LOADING

Type to search

الاستثمار

موضوع العدد

الاستثمار

أسامة المهتار
Share

إنه أفضل استثمار نقوم به بقيمة 3 مليارات دولار. ولو لم تكن هناك إسرائيل، لكان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تخترع إسرائيل لحماية مصالحها في المنطقة. تخيلوا ظروفنا لولا وجود إسرائيل. كم كان عدد السفن الحربية وعديد القوات التي علينا إرسالها سيكون لولا وجود إسرائيل.الرئيس جو بايدن.

باختصار شديد يقدم لنا الرئيس بايدن جوهر القضية على حقيقتها. إنه يقول: “انسوا ’وطن الشعب اليهودي‘، انسوا ’أرض الميعاد‘، انسوا ’تجمع المنفيين‘، هذه دعاية للحمقى. إسرائيل استثمار اخترعناه للدفاع عن مصالحنا”.

لذلك دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها. ومن الآن فصاعدًا، إسرائيل هي الاستثمار. وهي تستمر لأن البريطانيين لا يريدون قواتهم في فلسطين أو الأردن أو العراق أو الخليج. الفرنسيون لا يريدون قواتهم في المغرب العربي أو سوريا أو لبنان. الإيطاليون لا يريدون قواتهم في ليبيا، والأمريكيون لا يريدون بوارجهم وقواتهم متمركزة في الشرق الأوسط. ومن عجيب المفارقات أن الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهي نفس القوى الغربية التي وضعت الاستثمار الأولي في الاستثمار، سنة 1917، (راجع هذه المقالة لمزيد من التفصيل) مضطرة الآن لحشد قواتها. فها الأساطيل الأميركية والبريطانية تبحر مسرعة إلى شرق المتوسط للدفاع عن الاستثمار، فيما بقية أركان العصابة يصفقون ويشجعون.

يا له من استثمار!

لقد كلف الاستثمار دافعي الضرائب الأمريكيين ما لا يقل عن 150 مليار دولار على مدى الخمسين عامًا الماضية. (ويقول البعض حتى بمضاعفة هذا المبلغ). هل هذا استثمار جيد؟ هناك تباين كامل بين موقف الحكومات والشعوب بشأن هذه المسألة. ففيما تضاعف الحكومات المعنية خسائرها، وتصب المزيد من رأس المال – المعنوي والمالي – وتتخذ إجراءات صارمة تهدف إلى خنق المعارضة للاستثمار، نرى الشعوب في جميع أنحاء العالم يتظاهرون ضد الاستثمار. لماذا؟ لأنهم يرون الأمر اختراعًا فاسدًا أخلاقيًا وكارثيًا ماليًا. إنهم يطالبون حكوماتهم باتخاذ الإجراء الحكيم، ووقف خسائرهم في هذا الاستثمار الفاشل.

لتقدير الطريقة التي تم بها اختراع الاستثمار، لنستمع إلى صوت منفرد شهد بداياته. في عام 1923، بعد ثلاث سنوات من تسليم فلسطين للصهاينة، يكتب القس أبراهام متري رحباني في كتابه “حكماء من الشرق ومن الغرب”: “في الحالة الحاضرة، مخطط الغزو هو الأكثر فظاظة. لقد تم صنعه في الظلام. ولم يكن أهل فلسطين على علم بذلك. فالصهاينة لا يأتون إلى البلاد كغزاة بيارقهم مرفوعة ولا كأصدقاء مدعوين. فالقوات البريطانية تقبض على الفلسطينيين من الحلق، بينما يزحف الصهاينة بابتسامة ساخرة”. ص 256-257.

لقد حان الوقت لمسح تلك الابتسامة.

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

2 Comments

  1. Avatar
    Hussein Bazzi 16 أكتوبر، 2023

    لا عجب في هكذا استثمار منذ 1917 ولا عجب في التطبيع لحماية هكذا استثمار واستعمار على حد سواء ..فالمسألة ليس في الحكام بل في الشعوب التي اخترعت مصلحة الضرائب والجزية على نفسها ليس لحماية نفسها بل لحماية محتل ومستثمر ومستعمر ..ولو عبر البوارج من نيوجرسي الى ايزنهاور ..في ذاكرة الشعوب وحدها الثورات تبقى واسماء شهداءها وقادتها تستذكر عند كل غضب حتى ولو احتالوا على التاريخ بطمسها . فمنذ 40 عاما .ما زلت اتذكر فيلما عنوانه الرصاصة في الجيبة .نعم وتلك الابتسامة ان الاوان لتسحق .

    رد
  2. غازي خليل
    غازي خليل 17 أكتوبر، 2023

    نعم، آن بل وجب ان تنسحق كل هذه الابتسامات.
    وكم من بارجة عتيقة مع طواقمها البالية موجودة في بلادنا من أجل حماية الاستثمار لا بل للاستثمار. لكنها باتت بوارج صوتية لا تنفع للفعل. بوارج تبتسم للاستثمار ويجب سحقها أيضا…
    ما أكثر وما أخطر استثمارات الداخل وبوارجها
    كم انت خصبة للاستثمارات والبوارج يا بلادي…
    ما كان في لزوم تعذب حالك يا ريس جو

    رد

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.