ماذا عن الرحلة؟
Share

انتشرت في الأيام الأخيرة، على مواقع تواصل للسوريين القوميين الاجتماعيين، مادة ساخرة تحت عنوان “الحصان الميت”. زبدة المادة هي إنكار لواقع أن الحصان ميت، فلا حاجة لِسَرْجِهِ، أو شراء علف له، أو تغيير الفارس، أو استنباط تعريف جديد لكلمة “ميت”. الحصان قد مات فلندفنه.
واضح أن ناشري هذه النظرية إنما يتكلمون عن واقع حال التنظيمات الأربعة حاملة اسم الحزب السوري القومي الاجتماعي، خاصة بعد إعلان أكبر هذه التنظيمات عن انتخابات جديدة له في شهر أيّار القادم وفق الآلية نفسها التي أنتجت كل القيادات السابقة منذ عقود. هذا بالرغم من كل النداءات والمحاولات التي قام بها أعضاء مخلصون على مدى أربع سنوات ونيّف، لتغيير هذه الآلية بما يسمح بالإتيان بقيادة من خارج المستنقع. في مطلع عهد هذه القيادة، وحين كانت تُطالبُ بهذا الأمر كان جوابها، “مش وقتها”. الآن وفي اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات المتأخرة عن موعدها تقول: “ما في وقت”!!!
بهذه البساطة، ودون اعتبار لما حصل منذ تشرين الأول 2023، وبإنكار تام لموت الحصان، تبحث هذه القيادة عن فارس جديد له!
ولكن ماذا عن الرحلة التي من أجلها أتينا بالحصان لينقلنا من “ويل العبودية” إلى “حياة أجود في عالم أجمل وقيم أعلى”. هذه الرحلة ما هي عدّتها؟ فالويل الذي كنّا فيه سنة 1932، قد استفحل، والعبودية الآتية ستكون أكثر إذلالًا بكثير من سابقتها.
لن نقرأ في الفنجان، بل سوف ندرس “الواقع الاجتماعي”، واقع الحال، دائمًا. وواقع الحال يشير إلى تنظيمات “إصلاحية” موجودة منذ فترة، وأخرى “تأسيسية” تتوالد بسرعة في الوطن وعبر الحدود. هذا أمر طبيعي. فالذي حاول معالجة مرض الحصان قبل موته، كان محقًا، والذي يبحث اليوم عن وسيلة نقل جديدة، هو أيضًا محق. إنه لأمر طبيعي ان يخلق الناس مؤسسات ينتظمون بها لمعالجة شؤون حياتهم. فإن كانت قائمة على أسس متينة وكان أصحابها ذوي رؤية واضحة وقدرات تنظيمية وإدارية خارقة، تكتب لها الحياة، وإن لم تكن، تَموتْ.
هل هذا يعني أحزاباً سورية قومية اجتماعية “متنافسة”؟ نعم. تحت مسميات مختلفة، عاملة ليس على استقطاب ما تبقى من قوميين متناقصين موتًا وإحباطًا، بل على استقطاب الشباب السوري وفق نظرة سعاده إلى الحياة، ووفق ما توخاه من نتائج لغاية حزبه: “إعادة الحيوية إلى الأمة السورية، وتثبيت سيادتها، ورفع مستوى حياتها، والمساهمة في إقامة سد منيع في وجه الاستعمار.” سوف تتنافس هذه التنظيمات، سلبًا وإيجابًا، تحالفًا وتنافرًا، فمن يستقطب الناس ويصبح “حركة الشعب العامة” ينتصر، ومن يفشل يندثر. هذا هو واقع الحال.
هل هذا الكلام جديد؟ كلا. كتبنا مثله في مقالات عديدة لعلّ أهمها مقال “ما بعد الحزب“، سنة 2021. ونحن إذ نكتب مقالنا اليوم فبحزن شديد. لقد كان هناك فرصة أخيرة أمام قيادات التنظيمات المنتحلة اسم الحزب السوري القومي الاجتماعي للتخلي عن أنانياتها ونزعاتها الفردية وإعلان إنهاء الانقسام، والأخذ بآلية وضعها القوميون بتصرفها تُفضي إلى قيادة انتقالية مؤقتة قائمة على المؤهلات، فرفضت. هذه القيادات مسؤولة عن موت الحصان. التحدي اليوم هو خلق الآليات الجديدة لمواجهة تحديات الرحلة المتزايدة.
كان يمكن للعنوان ان يكون رحلة شاقة …فبرغم من السنوات التي قضت على الحزب وعلى النخب بالتوالي استمرت الانشقاقات تضاف على رزنامة الحزب ..وجوه ومشاريع مثل الحصان الميت تماما ..ان لغة العقل وحدها الكفيلة لتدع مصلحة الحزب والامة فوق كل مصلحة ..وهنا بيت القصيد فلا عقل ولا عاقل ولا فارس استطاع السير بالحصان فكان الموت الحتمي ..في غزة مات الحصان ولم يبقى لهم وسيلة نقل غير الحمار …وانتصروا لسنا بحاجة لحصان اعطني حمار وسانتصر ..
حالة الاحتضار البطيء .
لا ادري ان كانت افكاري مجرد كلام 🗣 او هي كلمات مبعثرة في قلبي ولكن وضعنا اليوم اصبح اسواء بكثير وخصوصا في الكيان السوري وذلك لان عدد كبيرا من القوميين تخلو عن هويتهم. تشبه حالتنا اليوم الاحتضار البطيء. وفي هذه الحالة هناك مسارين الاول هو الموت المحتم والثاني يقتضي بالعمل لخلق فكر جذري لانشاء طاولة حوار تجمع جميع الاطراف ابتداء من الاول من اذار في حضور المجلس الاعلى لاعلان صيغة جديدة للانتخابات في ايار واختيار رئيس يمهد الى بعث الامل في المستقبل القريب. لا داعي للقول كم نحن نواجه اخطر عدو على مستقبل الامة. والوقت يقتضي تغير المسار او مجابهة الاحتضار.
I left a comment but it does not show ? وانتقاد الحزب والشريحة بهذه الطريقة لا ينفع ويزيد وطق الحنك ومتصبر كل من حارة ايدو الو
ايها المثقفون انتبهوا ما تفعلون سفسطة ما بعدها سفسطة
حتى الحزب الاشتراكي عاد إلى الانضباط
اصبح يصح عليكم قول سعيد تقي الدن
ما افصح القحباء عندما تحاضر بالعفاف
روق يا فاروق رجاء وما بعده رجاء
مع الأسف هذا هو الواقع المتجلي في أربعة تنظيمات وعدد من التجمعات المتنافسة. إنه واقع لا نحبه ولكنه حقيقة لا يمكن تجاهلها بغض النظر عن رأينا فيها.