يقول الشعار المكتوب على أبواب بعض المدارس: “لغتنا العربية هويتنا الحقيقية”! وذلك يبدو طبيعياً في أمةٍ انتقلت، قبل مئات السنين، من دائرة الفعل إلى القول وروي الكلام عن الأسلاف دون اجتهاداتٍ أو نقد، كأننا أصبحنا “كتيرين حكي” في جعجعةٍ لم...
استيقظ الموتى في أحد البلدان، على صوت رجلٍ مخمور كان ينفخ في البوق داخل مقابرهم طالباً منهم النهوض لمواجهة يوم الحساب. لكن الأموات توجّسوا من هذه الدعوة البشرية، واتهموا الحكومة بأنها وراء الموضوع بهدف فرض الضرائب على الموتى ومصادرة أملاكهم،...
كلما كتبتُ “سوريا” بالألف الممدودة، بدّلها المدقق اللغوي في الجريدة إلى “سورية” بالتاء المربوطة! أقول له: يا أخي إن تسمية “سوريا” ليست عربية، وفي اللغات القديمة ليس هناك تاء مربوطة مثل “شبعا، داريا، حرستا، كفر شوبا..” حيث الإطلاق في...
اجتمع اتحاد “الكندرجية” العرب على جناح السرعة، بعد أن اشتدَّ الخلاف بين الأحذية والأقدام، حول المسؤول عن ضياع الطريق من أمام الشعوب وحالة الضلال التي استمرت طويلاً دون وصول البشر إلى وجهتهم المنشودة في السياسة والحب والاقتصاد والتوزيع العادل للحزن...
في سالف الزمان، استيقظ أحد الملوك صباحاً، على رائحة “فطايس” أزكمت أنفه، “فقبّ من أربعته”، ثم نادى الحرس يسألهم عن مصدر الرائحة. الجنود استغربوا الأمر فهم لا يشمّون شيئاً مما يشمّه الملك! قلبوا البلاط رأساً على عقب. في البداية ظنوا...
يسألني الطبيب: هذه إلى أين؟ أرد بسرعة: إلى الأعلى. يشير بالعصا النحيلة ثانيةً: وتلك إلى أين؟ أقول بلا تردّد: إلى اليسار. يعكس الحكيم الاتجاه ويسأل: طيّب هذه إلى أين؟ أجيب مباشرة: إلى اليمين! يصرخ الطبيب: رائع.. ويتابع: والآن هذه “الفستوكة”...
يعاني السياسيونَ من مشكلة مع الهمزات، ففي حين يتطلب الموقف استخدام همزة القطع بلا تردد، فإنهم يتفذلكون على أساس أنهم شطّارٌ دبلوماسياً، فيستخدمون همزة الوصل واهمينَ أنهم يحافظون على استمرار المياه في “مجاريرها”! وعندما يبدو الوصال نتيجة طبيعية لمعطيات التاريخ...
اجتمعت حكومة إحدى البلدات الواقعة في ريف القطب الشمالي، على جناح السرعة، وقررت شراء “جيجة” مستوردة، “عليها العين”، من أجل النهوض بالاقتصاد والحفاظ على الأمن الغذائي للمواطنين، ثم أصدرت في نهاية الاجتماع بياناً أعلنت فيه تأسيسَ أول معمل “عجّة” في...
في إحدى البلدات الواقعة في ريف المحيط الهندي، وقف الملك على شرفة قصره الفاره، بعد أن أحسّ بدنوّ أجله، وانتابه القلق حيال ما ستؤول إليه المملكة بعد موته، فراح يفكر وهو يتأمل الشعب المعتر أثناء انهماكه بأعماله اليومية، ثم قال...
يسكن في رأسي شرطيٌّ برتبة مساعد أول!. في البداية، احتلَّ المطبخ بحجة الإشراف على طهو النصوص والاطمئنان إلى خلوّها من ملح السياسة وبهارات الديموقراطية ودسم الحرية والشرحات “المطفّاية” بالتوزيع العادل للثروة .. ثم كبرت الخسَّة في رأس هذا الشرطيّ الغيور...