من عيون العطش – عفاف ابراهيم
كالسِّحْر
نبتْتُّ في قلبِ ليلةٍ شتويّةٍ
وفي قلبي نبتَت قرية جبلية
تمطّت إلى حدود السهل… وأنجبت ساقيةً ونهر
منتصف العمر نبت في القرية قبيلة وحشيّة
شربت النهر
من عيون العطش صار الدمع بحيرة
وصار لها فارسٌ يَدّعي أنّه خيّال
أغرق فيها الليالي
وبعضَ الأهالي
وصار القمر يعبرها مرّة كلّ شهر
يفتّش عن أسماء الأهالي الحُسنى-
كي يعيدها للعشيرة
وباقي الليالي –
تحوّل أهل القرية إلى بجع
البحيرة صارت عيون ماء
في كلّ غسقٍ –
أضاء لها الأهالي برجاً من أبراج السماء..
صلّوا وصاموا
إلى أن أقامَ لهم مسيحُهم “تشايكوفسكي” من بين الأموات
صار السهلُ كفناً أبيضَ ملقىً على شفاه النهر
جنّت الليالي
كما بعض الأهالي
رقص بعضهم على حوافّ القبر،
بعضهم الآخر خفضَ جناحَ ذلّ النهار
أغمض عيونَ البلاد
دسّ نبضها
صفّق
وطار