الرز المسوّس على المائدة.. والبطاقة الذكية تنتظر التعديل!
الفينيق
منذ فترة وصل الرز المسوّس إلى مائدة السوريين الذين يعتمدون بشكل أساسي في غذائهم على هذه المادة، فقامت السورية للتجارة الداخلية بالإعلان عن إمكانية المواطنين استبدال الرز المسوس الذي استلموه برز سليم بعد أن تزايدت الشكاوى وأثارت انتقادات كبيرة لأداء المؤسسة! والطريف في الأمر أن هذا الرز تعرض للإصابة بحشرة السوس بسبب التخزين لفترات طويلة بانتظار توفر مادة السكر لأن آلية عمل البطاقة الذكية يلزم بتوزيع المادتين معاً، أي أن الرسائل التي ستصل إلى المواطنين ستطلب منهم استلام السكر والرز معاً، لكن السكر تأخر والرز ينتظر في المستودعات الأمر الذي أدى إلى إصابته بحشرة السوس!
في كل مرحلة نكتشف مشكلة جديدة في البطاقة الذكية وآلية عملها، وكل مسؤول يتسلم وزارة التجارة يجري التعديلات التي يراها مناسبة من حيث آلية العمل وإرسال
الرسائل وهذا الأمر لا يتضمن المواد الاستهلاكية الغذائية وحسب بل الغاز والمحروقات.. المهم في الأمر أن خبراء الجودة ومراقبة المواصفات القياسية لم ينتبهوا إلى إمكانية إصابة الرز بالسوس بسبب التخزين الطويل، وكان على الوزارة أن تتكبد عناء تنقيته بعد استعادته من المواطنين من أجل توزيعه ثانية معقماً وخالياً من السوس وهي العملية التي ننتظر أن تنتهي في هذه الأيام لكن إلى الآن لم يظهر شيء في الأفق!
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا، لماذا لم يتم إرسال الرسائل من أجل استلام الرز المخزن حتى لو كانت الرسالة تتضمن عبارة السكر والرز معاً؟ على أن يتم شرح الغاية من هذا الإجراء الاحتياطي عبر وسائل الإعلام للمواطنين لأن هذا سيكون أفضل من استلامهم للرزّ المسوّس؟
من جهة
ثانية، فإن مادة السكر تشهد ندرة في الأسواق السورية خاصة بعد انتشار أنباء عن ارتفاع سعر الكيلو عالمياً، وقد أدى ذلك إلى قيام تجار السكر والمستوردين إلى احتكار الكميات الموجودة لديهم بانتظار رفع الأسعار بشكل رسمي مع أن هذه الكميات مستوردة وفق أسعار قديمة وضمن تمويل المصرف المركزي بناء على تسعيرته ومخلصة من الجمارك أيضاً، وقد أدى الجدل بين الوزارة والتجار إلى إرسال دوريات تموينية إلى المستودعات لمصادرة الكميات وإجبار التجار على البيع بالسعر النظامي.
