إسرائيل من الداخل.. المقاومة تستنزف مستوطنات النقب الغربي
Share
تبدأ الفينيق بنشر سلسلة من المقالات يعدها الباحث أحمد أشقر عن الوضع الداخلي في دولة الاحتلال بعد احداث السابع من تشرين اول 2023.
أدى الهجوم الذي شنته المقاومة في غزّة صبيحة يوم السبت، السابع من شهر أكتوبر 2023، إلى تحويل منطقة النقب الغربي إلى ساحة معركة داميّة، منذ أن احتلها اليهود سنة 1948. فقد أدت ألى مقتل حوالي 1350 إسرائيليّا، وأسر واختفاء المئات، وجرح وتهجير عشرات الآلاف من الإسرائيليين الآخرين. ولا تزال وسائل الإعلام المختلفة تبثّ مشاهد، أنباءً وتقارير عن الوضع السيىء الذي يعيشه المستعمرون في هذه المنطقة منذ ذلك اليوم. في هذا النصّ سأقوم بإلقاء الضوء على هذه المنطقة وسكانها وما قد يحدث لهم مستقبلأ، الذي من شأنه أن يشكل مدخلاً لدارسيها في المستقبل. “أحمد”.
بات واضحاً من مذكرات رواد الصهيونية وإسرائيل أن “الصهاينة العرب”- كما يسمونهم- لم يكونوا في الحسابات الصهيونية قبل ما حلّ باليهود في الحرب العالميّة الثانية. لكن بعدها تم استجلابهم على عجل دون استعداد واعداد مسبقين. وحتى نهاية ثمانينات القرن الماضي تم التعبير عن هذه الحالة بنوادر شعبيّة مثل: أحضروا العراقيين كقطع غيار للغربيين، والمغاربة للعراقيين، واليمنيين للعراقيين، والأثيوبيين لليمنين.
تم توطين اليهود الشرقيين في المناطق المحاذية لأحياء عرب 48 في القدس ويافا واللد والرملة، والمستعمرات المحاذية لقطاع غزة في النقب الغربي، وغور الأردن والجليل الأعلى. ويوضح أحد أبرز منظري الفهود السود والمحامي (كوخافي شيميش 1944- 2019) السبب بقوله: “يشكل الشرقيون رافعة معادية للعرب. إذا كان الجزء الأكبر من ميزانية الدولة موجهاً إلى الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني والدول العربيّة، فمن الواضح أن الكثير من أبناء الشبيبة وسكان الضواحي [اليهود الشرقيين] سيحاولون الاندماج في المؤسسة الأمنيّة. وبالفعل، يخدم الكثير من الشرقيين في الجيش والشرطة كضبّاط أو في الخدمة الدائمة في الشرطة، وفي مصلحة السجون و’المؤسسات الأمنيّة’. من يتابع هذا الملف يمكنه ملاحظة ما يلي: في الستينيات كان اليهود الشرقيون في منطقة مستعمرات غور الأردن، هدفاً لعمليات الفدائيين الذين تسللوا من الأردن. وفي الثمانينيات- التسعينيات، هدفاً للمقاومة من لبنان في الجليل الأعلى. وبعد الانسحاب من غزة سنة 2005 تحولوا إلى هدف لصواريخ المقاومة من غزة. بدا هذا أكثر وضوحاً في المواجهة الأخيرة التي بدأتها حركة المقاومة في غزّة صبيحة السابع من أكتوبر 2023 عندما هاجمت المقاومة مستوطنات جنوب فلسطين بالآليات البريّة والبحريّة والطائرات الشراعيّة والصواريخ الأمر الذي اعتبره بعض المحللين الإسرائيليين الأخطر منذ الحرب العالميّة الثانية. هذه الحالة ورغبتهم المستميتة بالإفلات من هويتهم العربيّة جعلت منهم الكتلة الأكبر التي لا تزال تنتخب حزب (الليكود) والأحزاب اليمينية الأخرى.
أصابت صواريخ المقاومة كامل المنطق المسماة غلاف غزّة ومستعمرات النقب الغربي (موضوعنا الحالي) التي تبعد حوالي 40 كيلمتراً عن حدود قضاء غزّة. أي أنها تجاوزت منطقة غلاف غزّة الذي يقع غلى بعد 8 كيلومترات فقط من هذه الحدود. باستثناء مستعمرات، “الكيبوتسات” الأشكنازية، كانت هذه المستوطنات توصف حتى منتصف تسعينيات القرن الماضي بأحياء الفقر، ثم تحولت إلى مدن التطوير والآن يُطلق عليها مدن الضواحي. ونتيجة للمعركة التي شنتها المقاومة في غزّة غادر هذه المنطقة حتى نهاية الأسبوع الثاني من المعركة حوالي 70 ألفاً. كما أن الحكومة تخطط لإخلاء 60 ألفاً آخرين من مستوطات شمال فلسطين ليصبح العدد الإجمالي 130 ألفاً من 97 مستعمرة. فعملية الإخلاء هذه “ليس لها مثيل في تاريخ إسرائيل”. رصدت الدولة لإيوائهم في أمكان نزوحهم 600 مليون شاقل، أي ما يعادل 150 مليون دولار ttps://www.globes.co.il/news/article.aspx?did=1001460723
وتكشف عملية الإخلاء والإيواء هذه موقف الدولة التمييزي ضد المستعمرين الشرقيين منذ نشأة الكيان إلى هذا اليوم، حيث منحتهم ما سمّته “خيارات الراحة” لفترة محددة- بينما قامت بنقل الأشكناز من (الكيوبتسات) بصورة منظمة إلى فنادق إيلات، البحر الميت وتل أبيب https://www.haokets.org/2023/10/18.
تقع مستعمرات اليهود الأشكناز في الدرجات الثامنة، التاسعة والعاشرة في سلم مستوى العيش المكون من عشر درجات- بينما تقع مستعمرات اليهود الشرقيين في الدرجات الثالثة، الرابعة والخامسة فقط، لذا فإن صراخهم من أول أيام المعركة إلى اليوم يقول بأن الدولة أهملتهم، وأنهم لن يعودوا إلى السكن في هذه المستعمرات.
يمكن القول إن عمليّة عودة هؤلاء المستعمرين إلى هذه المستعمرات باتت معقدة وغير مضمونة، خاصة إذا علمنا أن غالبية الذين يسكنونها قبل هذه المعركة غير راضين عن مستوى العيش فيها، خاصة الشباب، الأزواج الشابة والأكاديميين لتدني مستوى العيش، وأن هذه المناطق باتت غير آمنة منذ أن أطلقت المقاومة في غزّة صاروخها البدائي الأول قبل أكثر من عقد ونصف من الزمن. هذا ما تدركه الدولة لذا أعلنت عن إقامة “مدينة مؤقتة” داخل الأرض المحتلة سنة 1948 إلى الغرب من الجدار الفاصل- غربي مدينة قلقيلية.
بناءً على ما تقدم يمكن أن نخمّن ونرجّح إلى حدّ معقول ما يلي: إن غالبيّة الأُسَر التي فقدت فرداً أو جُرح أحد أبنائها لن تعود إلى المستعمرة. كذلك الأمر بالنسبة للأسر التي هُدم منزلها أو لم يعد صالحاً للسكن، كذلك العائلات الشابة التي لها أطفال. يُضاف إلى هذه الأسر قطاع لا بأس به من أبناء الشبيبة الذين يخدمون في الجيش أو على مشارف هذه الخدمة والدراسة الجامعية والانخراط في سوق العمل، الذين يفكرون دوماً بالانتقال للسكن في تل أبيب ووسط البلاد. والأفراد الذين يعملون خارج هذه المناطق إلا أنهم يسكنون فيها. والأجيرون الذي فقدوا عملهم لفترة مؤقتة أو بشكل دائم نتيجة لقيام بعض المُشغلين الانتقال إلى مناطق أكثر أمناً. والمزارعون الذين يعتمدون على الزراعة التكنولوجيّة الحديثة في منطقة غلاف غزّة، والعمال الأجانب من تايلاند البالغ عددهم نحو 30 ألفاً في الكيان من المتوقع أن يكون عاد نصفهم البالغ 14 ألف عامل إلى وطنهم، ومن المتوقع أن يغادر ما تبقى منهم. http://www.zman.co.il/432372 فهذا الوضع أو الحالة وإن استقر عند هذا الحدّ فإنه سيؤدي إلى مغادرة الفئات التي ذكرناها. أما إذا تم التصعيد العسكري الذي لم يعد حكراً على إسرائيل، وإزداد الوضع سوءاً، فإن الدولة لن يكون بإمكانها إقناعهم بالبقاء فيها. والتصعيد الذي قد يحصل لألف سبب وسبب، سيفتح هو الآخر ملف مستعمرتي الجليل الأعلى والجولان، اللتين بنيتهما الإثنية تشبة بنية مستعمرة النقب الغربي.
وان عادوا ولن يعودوا ..دراسة منطقية لحدود غزة ولبنان وهم يدركون ان ما جلبوه للبنان وفلسطين منذ ذلك التاريخ وما قبله يحصدونه اليوم وهم امام نظام تعسفي حتى في حقوق يهودييه بين العؤبي والاشكينازي والغربي والروسي حتى الافريقي فيما بينهم بعد خدمات النميري وامثاله ..ان واقع العدو اشبه بمربعات كل منه يحمل درجة وثقافة مغايرة لمحيطه ولا تنتمي الى عصبة موحدة لهذا القرار الدائم للحكومة وللعسكر وليس لهم وكما وضع توراتهم وتلمودهم بتثنيف البشر وتراتبية اللون والعرق ونسل الدم هكذا سيتوزعون ..او كل يعود الى بلده الام وهذا ما سيفرغ الارض ولن يآوى اليها الا اصحابها ولو بعد حين ..شكرا استاذ احمد الاشقر
الشكر الجزيل على هذه المعلومات القمينة بالاهتمام، ويبدو أن استيعابهم كان في الجامعات وسكنها، ألم تكفيهم الملاجئ؟