يئس حمار سانشو من معارك طواحين الهواء. واتهم سيده بالانصياع لأوامر دون كيشوت وحروبه الفاشلة. فجمع معشر الحمير وقرر القيام بانقلاب عسكري على سانشو والدون المجنون مع حصانه الأرعن!

الحمار وقف يخطب بالجحاش قائلاً: لقد حرف الدّون مع خادمه سانشو، القصة عن مسارها، فهم لم ينتصروا في أية حرب، وعيّشونا زمناً طويلاً على الشعارات الفارغة واستنزفونا في حمل الأثقال وتعتيل معدّات القتال دون أن نشمّ رائحة النصر مرةً في العمر!

الجحاش المجتمعين أيدوا كلام الحمار، وأبدوا استعدادهم لمساعدته في الانقضاض على قيادة دون كيشوت وسانشو المهتمَّين فقط بجمع المكاسب والاحتفاظ بالسلطة!

علت أصوات الحمير عالياً بالهتاف، وزاد عددهم بعد انضمام أعداد كبيرة من البغال المهجّنة التي تقاطرت من كل حدب وصوب كي تشارك في هذا اليوم التاريخي الذي سيعيد الأمور إلى نصابها.

تم حبك خطة الانقلاب جيداً، وفي ليلة ليلاء انقضّت جموع الحمير على دون كيشوت وسانشو والحصان، بينما كانوا يغطون في نوم عميق. لقد استخدموا الحوافر والرفسات بجميع أنواعها فسحقوا، الجماجم ومزّقوا الأجساد وحوّلوا المكان إلى أثر بعد عين!

ابتهجت جموع الجحاش بالنصر، وحملوا الحمار على ظهورهم وداروا في الساحات العامة، ثم ألقى الحمار خطاباً أعلن فيه إبرام اتفاق سلام مع الطواحين، مقابل تعهدها بتوفير العلف للجحاش من بقايا الحبوب في كل موسم.

من يومها.. درج المثل القائل: من قلة الأصايل.. شدّينا ع الحمير سروج!

عرفتوا كيف؟

0

0