اليوم العالمي للمختلّين عقلياً!
Share
احتجّ المختلون عقلياً على تخصيص الأمم المتحدة يوماً للصحة النفسية، وطالبوا بتحديد يوم عالمي للجنون.
المختلون عقلياً، قدموا إحصاءاتٍ تؤكد أن المجانين هم الأكثرية، وأن الشعب الذي طقّ عقله بسبب سياسات الحكومة، أصبح يعتبر “الوشّة” نعمةً في هذا العصر، بعد أن ضاع الصالح مع الطالح، والفاسد مع النزيه، والتقيّ مع شذّاذ الآفاق.
المختلون عقلياً، حملوا بطاقاتهم “الذكية” وتجمهروا أمام وزارة التجارة الداخلية، مطالبين باستبعادهم من الدعم، حرصاً على زيادة إيرادات الحكومة ودعماً لأساطيل سيارات المارسيدس، بعدما تعفّف المسؤولون المناضلون عن ركوب سيارات “شام” الوطنية. الحكومة التي تضع رجلاً في الاقتصاد الاشتراكي وأخرى في الرأسمالية، ثم تميل فجأة نحو اقتصاد السوق الاجتماعي، لتعود أدراجها نحو الخصخصة وبيع القطاع العام، ترحّمت على أيامٍ تحلى فيها الشعب بالعقل والمنطق، وتوجّست من دعاوى الاختلال العقلي التي من الصعب ملاحقة أصحابها لأنهم مجانين!.
المختلون عقلياً قالوا للوزارة أن تأخذ وقتها الكافي في التخطيط، فهناك مئة عام أخرى يمكن أن تجرب فيهم كل السياسات الاقتصادية التي مارسها الإنسان منذ عصر الالتقاط والصيد، إلى اكتشاف النار وصولاً إلى تقديم وجبات البحص للجائعين في العصر الإلكتروني، كما بإمكانها الذهاب بالشعب إلى البحر ومن ثم إعادته عطشاناً، مادام يبصم بالعشرة أنه مختل عقلياً ويطالب بعيدٍ لأجل ذلك.
المختلون عقلياً، تجمهروا أمام مجلس الشعب، مطالبين بوجود ممثل عنهم تحت القبّة، أسوة بالعمال والفلاحين وصغار الكسبة والبروليتاريا الرثة، التي رست أحوالها بقدرة قادر على شاطىء الثروات وتبييض العملة!.
جُنّ جنون الحكومة بعد أن شككت بدعوة المختلين عقلياً وشمّت فيها “ريحة المؤامرة”، فأصدرت بيانات تؤكد أن عدد العصفوريات وموارد الطعام المخصصة للمجانين، لا يمكن أن تكفي هذا العدد الهائل من المختلين عقلياً، وطلبت من الجميع التحلي برجاحة المخّ وهدوء الأعصاب، لأنه الوضع الأنسب للشعب الذي يمر بمنعطف تاريخي كبير، يشبه الأكواع واللفّات التي مر بها خلال المئة عام الماضية!.
المختلون عقلياً، طالبوا بكرسي في البرلمان وحقيبة في الوزارة والنقابات والمجالس المحلية. وكلما أصدرت الحكومة نداءً تقول فيه إن “العقل زينة”، كان الشعب يقلب على ظهره من الضحك ويقول: أرسلوا لنا منه “دزينة”.. عرفتوا كيف؟