LOADING

Type to search

12 يوماً للحرب وليس لصنع القنبلة النووية!

العالم موضوع العدد

12 يوماً للحرب وليس لصنع القنبلة النووية!

الفينيق
Share

تصريحات مسؤول وزارة الدفاع الأميركية من أن إيران تحتاج فقط اثني عشر يوماَ لصنع القنبلة النووية، ليس إلا تبريراً مسبقاً للحرب التي يمكن أن تنشأ خلال الأيام القادمة. وهو ما أكده نتنياهو في أكثر مناسبة عندما قال إن إسرائيل ستفعل المستحيل لتمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية. لكن هل تكفي مدة 12 يوماً لإعلان حرب لا يعرف أحد متى تنتهي؟

رعب امتلاك القنبلة النووية من قبل إيران، اكتسح المشهد الغربي، بعدما اضطرت إسرائيل إلى القول إنها ستتصرف وحيدة بما أن الغرب مشغول بالحرب الأوكرانية، وبما أن علاقتها بروسيا قد ساءت بسبب هذه الحرب وبات الضغط على طهران من قبل موسكو صعباً ومستبعداً، لأن التعاون العسكري الروسي الإيراني في أوجه اليوم خاصة عبر صفقات الطائرات المسيرة وعبر طائرات السوخوي التي يقال إنها وصلت إلى الجيش الإيراني من روسيا.

بالعودة إلى عام 2015 عندما ألغت واشنطن الاتفاق النووي مع إيران، فقد كانت نسبة التخصيب التي وصلت إليها طهران تصل إلى ستين بالمئة، أو أن الوقت المتبقي أمامها للوصول إلى تخصيب نقي يؤهل للصناعة العسكرية النووية يقارب العام تقريباً، وذلك حسب التصريحات الأميركية. وهذا يعني خطأ استراتيجياً أميركياً كبيراً، لأن إلغاء الاتفاق لم تجر بعده حرب ولم يحدث تطوير لمواد الاتفاق ترضي جميع الأطراف، وبالتالي فإن وصول إيران إلى نسبة 83.3 من التخصيب، يعتبر أمراً طبيعياً ومشروعاً لأنها لم تكن وراء إلغاء الاتفاق النووي.

من الوارد جداً أن يكون الإعلان الأميركي عن وصول إيران إلى صناعة القنبلة النووية خلال 12 يوماً، إعلان حرب أو تبريراً لها، فالخط الأحمر الذي تعتبره إسرائيل محرماً، قد لامسته إيران، وما كان حكراً على إسرائيل التي لم توقع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، صار متاحاً للجميع، وإن أسوأ خطأ استراتيجي ثان وقع فيه هذا الكيان العدواني عندما اعتقد أنه بامتلاك السلاح النووي وحجبه عن الدول الأخرى، يعني زيادة في الأمن واستمراراً في الوجود بالنسبة إليه.

هل اتخذ قرار بشن الحرب؟ هذا ما ترجحه التوقعات، ولكن ما تتوقف عنده إسرائيل هو مدى اتساع هذه الحرب وكم ستسمر، فهي قد تتمكن من إعلانها لكنها بالتأكيد لن تمتلك صافرة النهاية لجميع التطورات التي يمكن أن تحدث وتؤدي إلى خسارات كبيرة بالنسبة لإسرائيل. من ناحية ثانية، فإن المشاكل الداخلية التي انفجرت مع تشكيل الحكومة الجديدة، والعنف المتزايد الذي رافق مظاهرات يوم الأربعاء، أول آذار، يضعف من احتمال شن هجوم على إيران.

قلة الخبرة في التحليل السياسي والعسكري، جعلت البعض يقتنعون بالرواية الأميركية عن قرب صناعة القنبلة النووية الإيرانية، وهو تصريح يراد به أيضاً إخافة الدول العربية المتخوفة من التمدد الإيراني، بحيث تهرع هذه الدول إلى تقوية حلفها مع إسرائيل ومن ثم دفع تكاليف الحرب القادمة التي يمكن أن تنتقل إلى الخليج بسبب استخدام إسرائيل لأجواء الدول العربية وأراضيها في الهجوم على إيران.

القراءة المنطقية لتطورات الملف النووي وظهور الصناعات العسكرية الإيرانية بشكل متدرج خاصة في الحرب الأوكرانية، كل هذا يوصل إلى احتمال أن تكون إيران قد تقدمت كثيرا باتجاه صناعة القنبلة النووية. فالحماية النووية أمر استراتيجي ضروري لجميع الدول خاصة في ظل سباق التسلح والأجواء المتوترة التي تسود العالم. وبالتالي فإن إعلان إيران في أية لحظة عن امتلاكها صواريخ تحمل رؤوساً نووية لن يكون مفاجئاً، بل إنه سيلجم الحرب ويجعل إسرائيل تحسب ألف حساب قبل أن تبدأ الهجوم.

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.