وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد والحرب مع إيران
Share
الفينيق
اهتمت الصحف الإسرائيلية بتعيين “يوآف غالانت” وزيراً للدفاع، في إشارة إلى تصاعد احتمالات الحرب مع إيران، حيث يعتبر غالانت من المؤيدين بشدة لهذه الفكرة.
وعادت صحيفة “جيروزاليم بوست” بنسختها الإنكليزية إلى تاريخ السادس من آب عام 2010، فقالت:
“كان رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، اللذان قالا إنهما يريدان ضربة جوية استباقية ضخمة ضد برنامج طهران النووي لمنعها من تجاوز خطوط معينة. على الجانب الآخر كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك غابي أشكنازي، ورئيس الموساد مئير داغان، ورئيس الشاباك (وكالة الأمن الإسرائيلية) يوفال ديسكين، وجميعهم عارضوا أي هجوم على إيران قبل وجود خطر نووي إيراني حقيقي ضد إسرائيل، ونظروا إلى نتنياهو وباراك على أنهما مثيران للقلق ويفضلان الحرب رغم وجود خيارات أخرى، مثل التخريب السري لتجنب الحرب.”
في ذلك الوقت تراجع نتنياهو وبارك مؤقتاً، وانتظرا حتى يكون لديهما رئيس جديد للجيش الإسرائيلي، وكان غالانت هو الرجل المراهن عليه، لكن تسريب ما عرف “بوثيقة هارباز” أو وثيقة غالانت، إلى القناة الثانية، أثرت على تقدم الجنرال الجديد إلى منصب قيادة الجيش. ورغم أن الشرطة أثبتت أن الوثيقة مزورة، إلا أن البحث في تاريخ غالانت كشف عن وجود إساءة في استخدام سلطته العسكرية من أجل تحقيق أهداف شخصية ومكاسب عقارية.
وتضيف الصحيفة: “في ذلك الوقت، استسلم نتنياهو وباراك للمؤسسة الأمنية القائمة وألغيا الهجوم، وكان هذا يعني أن إيران تمكنت في النهاية من تجاوز الخطوط التي أراد نتنياهو وباراك (وربما غالانت) منعها من عبورها.”
وتصف الصحيفة غالانت بالقول: “في الجيش الإسرائيلي، كان غالانت معروفًا بكونه قائدًا بارزًا لا يعرف الخوف، وعلى استعداد لتحمل مخاطر كبيرة، سواء في غزة أو إيران، فضلاً عن كونه أقل قلقًا بشأن الخسائر المدنية والتداعيات الدبلوماسية.”
وتساءلت الصحيفة إن كان نتنياهو قد حصل على الرجل الذي انتظره منذ اثني عشر عاماً، والذي يمكن أن يمنحه غطاء لضرب إيران؟ تقول الصحيفة: “من المعروف أن أحد الأسباب الرئيسية لغزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، هو أن مجموعة مماثلة من المسؤولين أرادت الإطاحة بصدام حسين في عام 1991، وقرروا أنه خلال فرصتهم التالية في المنصب، سينهون المهمة. فهل تكون هذه فرصة نتنياهو وجالانت لإعادة الفرصة الضائعة في عام 2010 للهجوم؟”
غانتس يتوقع هجوماً ضد إيران
في حديث إلى طلاب متخرجين حديثاً من سلاح الجو الإسرائيلي، قال وزير الدفاع الحالي بيني غانتس: “ربما تعبرون السماء باتجاه الشرق لتشاركوا في هجوم على مواقع نووية في إيران”
وأوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تصريحات لجانت يقول فيها: “إن إسرائيل قد تهاجم مواقع نووية إيرانية في غضون عامين أو ثلاثة أعوام.”
وأضافت الصحيفة: “مع تعثر الجهود الدولية لتجديد الاتفاق النووي المبرم عام 2015، كثف الإيرانيون تخصيب اليورانيوم، وهي عملية ذات استخدامات مدنية، لكن يمكن أن تنتج في النهاية وقودًا للقنابل النووية رغم النفي الإيراني. ويقول الخبراء إن إيران قد ترفع درجة نقاء اليورانيوم الانشطاري إلى مستوى صنع الأسلحة في وقت قصير. لكنهم يقولون إن بناء رأس حربي يمكن إطلاقه سيستغرق سنوات – وهو تقدير ردده جنرال في المخابرات العسكرية الإسرائيلية هذا الشهر.”
وشككت الصحيفة في قدرة إسرائيل “على إحداث ضرر كبير ودائم في الأهداف النووية الإيرانية البعيدة والمشتتلة التي تتمتع بحماية جيدة.”
وقالت الصحيفة: “توقعت المخابرات العسكرية الإسرائيلية لعام 2023 أن إيران ستواصل طريقها الحالي للتقدم البطيء في المجال النووي. وقال تقرير للمخابرات إن إيران لن تغير سياساتها، إلا إذا تم فرض عقوبات شديدة عليها.”
وتختم الصحيفة بالقول: “في ظل سياسة الغموض، لردع الأعداء المحيطين بإسرائيل، مع تجنب الاستفزازات التي يمكن أن تحفز سباقات التسلح، لا تؤكد إسرائيل ولا تنكر امتلاك أسلحة نووية، ويعرف العلماء أنها حصلت على القنبلة الأولى في أواخر عام 1966. على عكس إيران، فإن إسرائيل ليست من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار الطوعية لعام 1970، والتي تتيح الوصول إلى التقنيات النووية المدنية مقابل التخلي عن الأسلحة النووية”.