LOADING

Type to search

زراعة الأسنان في سوريا.. تجارة الذهب الأبيض!

الوطن السوري موضوع العدد

زراعة الأسنان في سوريا.. تجارة الذهب الأبيض!

شام قطريب
Share

زادت التكاليف الباهظة لمعالجة الأسنان وزراعتها، من معاناة السوريين الذين تقول الأمم المتحدة إن 90% منهم يعيشون تحت خط الفقر. ويبلغ معدل راتب الموظف 100 ألف ليرة، قرابة 30 دولاراً في الشهر، بينما تتراوح تكلفة زراعة السن الواحد بين 200 و 1000 دولار حسب نوعية مواد الزرع. وتبعاً لأرقام نقابة أطباء الأسنان السورية، فإن عدد أطباء الأسنان وصل إلى 18 ألف طبيب قبل الحرب، يمارسون مختلف الاختصاصات السنية، لكن 20% منهم هاجروا بسبب الأحداث.

وتقول المريضة “أم ناجي”: “نقبض رواتبنا بالليرة السورية، لكن معالجة الأسنان تُحسب علينا بالدولار. فكيف نؤمّن تكاليفها المرتفعة؟”. ويقول وسيم: “زرعت ستة أسنان في الفك العلوي وستة في السفلي، وقد كلفتني أكثر من 2400 دولار، رغم اختياري لأرخص نوع من الأسنان”.

ويقول الدكتور جاد: “زراعة الأسنان في سوريا هي الأرخص عربياً، وهناك الكثير من المرضى العرب يأتون إلى دمشق بهدف معالجة أسنانهم”.

وتبدو المشكلة مرتبطة بانخفاض دخل المواطن. حيث يفيد برنامج الغذاء العالمي بوجود 12.4 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وتقول الموظفة “سها”: “يقطعون من راتبي قرابة 4000 ليرة شهرياً للضمان الصحي، لكنني لا أحصل بالمقابل على أية خدمات”.

وبسبب انخفاض قيمة الليرة، عزفت معظم المشافي عن المعالجة وفق بطاقة التأمين الصحية بسبب التعويض المنخفض الذي تدفعه لها شركات التأمين.

وتقول “سها”: “زراعة الأسنان تكلف قرابة 3000 آلاف دولار، أي عدة ملايين ليرة سورية، فمن أين يؤمن المواطن الفقير هذا المبلغ؟”.

وتعتبر معالجة الأسنان مشكلة بالنسبة لجميع الأسر السورية، ويفضل البعض اللجوء إلى الوسائل البدائية عوضاً عن الزرع بسبب التكلفة العالية.

وتقول أم قاسم: “أنا أم لأربعة أطفال، ولدي مسؤوليات كثيرة تجاههم، لذلك فضّلت تركيب “بدلة” متحركة لأن طعام أبنائي ودراستهم أهمّ من أسناني!”.

ويفضل بعض الفقراء تركيب جسور اصطناعية فوق أسنانهم الطبيعية، لكنها لا تدوم كثيراً مما يضطر المريض إلى اللجوء للزرع. ويقول الدكتور جاد: “إذا كان المريض لديه بعض الأسنان القوية، نقوم ببردها وتركيب جسر عليها، لكن نجاح هذا الحل يعتمد على متانة أسنان المريض”.

وتبعاً لأرقام المكتب المركزي للإحصاء عام 2018، يبلغ عدد الموظفين والمتقاعدين في سورية 2.1 مليون شخص. وتقول “سها”: “اضطررت لسحب قرض من البنك لمعالجة أسناني. فالوظيفة والنقابة ومؤسسة الضمان الصحي لا تتكفل بمعالجة الأسنان”. ويعاني المرضى من التباين في أسعار معالجة الأسنان. وتخضع المسألة لشهرة الطبيب وتقديره للأسعار حتى لو كانت المواد رخيصة. ويقول المريض وسيم: “زرعت أسناناً من النوع الكوري، وكلفني الواحد 200 دولار، بينما جارنا كلفه السن من النوعية نفسها 1500 دولار عند طبيب آخر”.

ويسمي السوريون زراعة الأسنان بتجارة الذهب الأبيض. ويتندّرون بالقول: كنا سابقاً نعضّ على الجرح، وبعد غلاء الأسنان، حتى العضّة أصبحت محسوبة بالدولار!

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.