LOADING

Type to search

المسيرة الإسرائيلية Lanius واختلاف المواجهات المقبلة

الوطن السوري موضوع العدد

المسيرة الإسرائيلية Lanius واختلاف المواجهات المقبلة

جودي يعقوب
Share

الفينيق

كشفت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية عن الطائرة المسيرة الجديدة Lanius التي صنعتها شركة Elbit Sytems وهي بحجم راحة اليد وتستخدم الذكاء الاصطناعي، كما يمكنها الدخول إلى المباني وجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ الاغتيالات.

ولا يعتبر استخدام إسرائيل للمسيرات أمراً جديداً، ففي عام 2000 استخدمت المسيرات بشكل كبير ضد المقاومة الفلسطينية إثر الانتفاضة الثانية، وقد استخدمت مسيرات “هيرمس” في اغتيال القيادي بسرايا القدس تيسير الجعبري خلال الحرب الأخيرة. وتملك إسرائيل عدة أنواع من المسيرات إلى جانب “هيرمس” بأجيالها المتعددة، فهناك المسيرة “إيتان” والمسيرة “نيتسوس”.

التطور في حرب المسيرات ارتفع بشكل كبير بين الدول وكانت الحرب الأوكرانية خير مثال على ذلك بعد دخول المسيرات التركية والإيرانية في جبهتي القتال بين روسيا وكييف. واليوم تجري منافسة شرسة بين شركات صناعة السلاح للوصول إلى أحدث المسيرات وأكثرها فتكاً ودقة من حيث التدمير وجمع المعلومات.

اختارت شركة Elbit Sytems الإسرائيلية إطلاق اسم Lanius “الذخيرة المتسعكة” على المسيرة الجديدة وكانت في ذلك ترسل رسالة غير مباشرة إلى طائرة إيران المسيرة Shahed-136 التي نالت سمعة جيدة بعد استخدامها من قبل روسيا في الحرب الأوكرانية.

يؤكد الخبراء أن التسارع في تطوير المسيرات بات أمراً حاسماً في الحروب القادمة من ناحية الاستطلاع والأعمال القتالية وجمع المعلومات ومباغتة العدو. ويبدو أن الأنباء المعلنة عن هذه الصناعة لا تصور حقيقة ما تم التوصل إليه حقيقة في صنع المسيرات متناهية الصغر وبالغة التأثير. وقد رفضت إسرائيل البوح بنوعية المتفجرات التي ستحملها الطائرة Lanius التي لا يتجاوز وزنها 1.25 كليوغراماً ويمكن أن تحمل 150 جراماً من المتفجرات ويمكنها أن تعمل في الأماكن المغلقة. ورغم مداها القصير وقدرتها على الطيران لمدة سبع دقائق منطلقة من الطائرة الأم التي تحمل هذه الميسرات، إلا أن فعاليتها في المدى القصير ستكون كبيرة نتيجة صغر حجمها وصعوبة إنزالها بالطرق التقليدية.

تمكنت المسيرات الإسرائيلية من إرباك المقاومة الفلسطينية في جولات المواجهة السابقة نتيجة الإنذار المبكر للهجوم وكشف المقاتلين الحاملين لمضادات الدروع التي تخشاها إسرائيل في حرب الدبابات أثناء الاقتحام، وأيضاً في تنفذ الاغتيالات، مما يفرض على المقاومة الفلسطينية اعتماد تكتيك حربي مختلف للتغلب على عمل المسيرات وتطور صناعتها وهذا ما يظهر واضحاً في التنافس الإيراني الإسرائيلي في صناعة تلك المسيرات.

للأسف، تعتبر الكيانات السورية ومعها الدول العربية، من أضعف البلدان في امتلاك المسيرات وصناعتها ومهارة استخدامها، فمعظم الأسلحة المتوفرة لديها تنتمي إلى حروب سابقة، وبالتالي فإن تلك الكيانات محكومة إما بقلة الإمكانات أو بالعوامل السياسية والحسابات الإقليمية والدولية التي لا تجعلها قادرة على اتخاذ قرار الحرب.

شدة التنافس في صناعة المسيرات ظهرت مؤخراً في حطام إحدى الطائرات الإيرانية المسيرة التي أسقطت في أوكرانيا وعثر بداخلها على معدات غربية استخدمتها طهران في صناعة تلك المسيرات. ويتوقع المراقبون أن تكون إيران قد قطعت شوطاً مخفياً في هذه الصناعة الحساسة.

لاشك أن التطور التكنولوجي في الحروب سيتطور بشكل أكبر خلال المراحل القادمة، وهو ما يذكرنا بالفترات التي تم فيها اختراع الصواريخ المضادة للصواريخ والصواريخ العابرة للقارات التي لم تستطع منع المقاومة من ابتكار أدواتها وإن كان بمعدات بسيطة وأبرز مثال على ذلك كانت الصواريخ المنطلقة من غزة تجاه الأراضي المحتلة، وأيضاً العمليات الفدائية التي اخترعتها المقاومة القومية في جنوب لبنان وكانت فاتحتها وجدي الصايغ وسناء محيدلي.

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.