LOADING

Type to search

القيادي السابق

موضوع العدد

القيادي السابق

أسامة المهتار
Share

“… وضيفي اليوم في هذا الحوار هو القيادي السابق في الحزب….” 15 نوفمبر 2022. “… وضيفي اليوم في هذا الحوار هو القيادي السابق في الحزب….” 14 أيلول 2023. هذا التعريف نفسه كان استهلالا لمقابلتين تلفزيونيتين مع شخصية معروفة، وفيما بينهما عشرات المقابلات التي تزين صفحته على فايسبوك وتحت التعريف نفسه. فما هي هذه الصفة، “قيادي سابق في الحزب الفلاني…” ولماذا يتخذها البعض، وما هي التبعات المترتبة عنها؟

نحن نعتقد أن هذه الصفة هي من اختراع مطلقها. فمن عادة وسائل الاعلام ان تسأل من تقابلهم عن الصفة التي يرغبون بالتعريف عن أنفسهم بها عوضًا من فرض ذلك عليهم. ولكن لماذا؟ هناك عدة أسباب محتملة سوف نعرضها دون أن يكون لنا بيّنة على أن أي منها هو الأكثر انطباقا على من يصرّ على استخدام مثل هذا اللقب.

السبب الأول للتذكير، “نحن هنا”. بمعنى أننا إذا كنّا الآن “قيادي سابق”، فهذا أمر مؤقت، وسوف نعود بعد قليل إلى “قيادي حالي.” السبب الثاني هو نتيجة الهزال الشخصي. فهناك من إذا عرّينا اسمه عن صفته السابقة، خاصة إذا كان قياديًا سابقًا في حزب تاريخي له اسم عريق، لا يبقى له شيء يتميّز به. السبب الثالث هو رغبة المؤسسة الإعلامية بالإثارة. فرأي شمدص جهجاه (بالإذن من سعيد تقي الدين) في موضوع ساخن، لن يكون له نفس الوقع كالرأي الذي يقدمه القيادي السابق في حزب له صولات وجولات مع أحزاب أخرى في هذا الموضوع الساخن.

نكتفي بهذه الأسباب الثلاث، وننتقل إلى التبعات فنسأل، ما هي قيمة رأي قيادي سابق في حزب ما في أي موضوع؟ في رأينا لا شيء، فصفة “القيادي السابق” هي صفة من لا صفة له. ولكن كلام “القيادي السابق” يصبح إشكاليًا في بعض الأحيان ويدفع لطرح عدد من الأسئلة: هل يعبّر عن رأي القيادة الحالية إذا كان منسجمًا مع طرحها؟ هل هو للنكد في حال كان معاكسًا لموقفها؟ هل يُلزم هذا التصريح المؤسسة؟ وهل يؤجج نار خلافات سابقة للحزب المعني مع خصوم تاريخيين في حال كان هجوميًا؟ ماذا يفعل الأعضاء الممارسون لحقوق عضويتهم في الحزب المعني حيال تصريحات “القيادي السابق”؟ عشرات الأسئلة التي تطرح نفسها بمجرد أن يقدّم شخص نفسه على أنه “قيادي سابق” بغض النظر عن أي حزب كان. وللعلم، فإن شخص “القيادي السابق” لا يعنينا من قريب أو من بعيد، ولكننا نكتب للعبرة. تخيل لو أن كل من مرّ في مسؤولية عليا في حزب ما، عرّف عن نفسه بأنه قيادي سابق في هذا الحزب. خذ على “قيادات سابقة” تتنافس على الشاشات الإعلامية.

في معظم دول العالم، حين يتخلى مسؤول قيادي، حتى لو كان في أعلى المراتب، عن مسؤوليته، يعود “مواطنًا عاديًا” ويمتنع عن الإدلاء بتصريحات سياسية. يمكن لهذا الشخص أن يتحول إلى محلل سياسي، أو تاريخي، ولكن ليس بصفته “قياديًا سابقًا” وإنما بصفته كمحلل أو معلّق على الأحداث.

معظم الأحزاب السياسية في الوطن السوري اليوم تعاني الكثير، ومن أكثر ما تعاني منه ضعف قياداتها وابتعادهم عن هموم الناس ومشاكلهم، وقضية الوطن الكبرى وما يتعلق بها. آخر ما تحتاجه الأحزاب السياسية هو إلى “قادة سابقين” يملؤون الشاشات والصحف بالتصريحات السياسية. ليعلق كل كما يشاء ومتى يشاء، ولكن باسمه الشخصي وليس باسم صفته السابقة.

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

2 Comments

  1. Avatar
    Hussein Bazzi 18 سبتمبر، 2023

    للااسف الشديد لمجرد دخولنا في متاهات النظام اللبناني حتى اضعنا الطريق وكما قلت سابقا حين دخلنا في عمق النظام من نيابة ووزارة لنحطم الهيكل الفاسد والطائفي والمتعجرف على رؤوس هؤلاء لنتفاجاء نحن اننا اصبحنا حراس للهيكل ..فمن المدير العام السابق والوزير السابق والنائب السابق وفخامة الرئيس السابق وصولا الى القيادي السابق حتى الرفيق السابق وهذا ليس وقفا على حزب او فئة بل حالة تعصف كل من دخل النظام او يحاول الدخول اليه من اي باب او نافذة او حتى زحفا على البطون ..

    رد
  2. Avatar
    Walid Naouchi 19 سبتمبر، 2023

    مجردا من وضع الحزب في الداخل او في الخارج وما حاله به من تقسيم وانحراف عن فكر سعادة فان كلمة القيادي السابق في حزب فلان او حزب فلان لها واقع في مجتمعنا الذي يمجد الزعامة … الغريب في الامر هو الاقتباس من الواقع اللبناني فكلمة قيادي ممكن ان تغني لص يعمل في مجلس النواب او وزير معروف لديه تاريخ في الفساد والدليل موجود في مجتمعنا من اعلى الهرم الى اسفله .

    رد

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.