LOADING

Type to search

العلمانية في الهلال الخصيب – د. عطا السهوي

الفكر والعقيدة قوميات

العلمانية في الهلال الخصيب – د. عطا السهوي

Avatar
Share

تلبية لدعوة جمعية “الفكر الحر” La Libre Pensée ، ألقى عضو الجمعية في مدينة تولوز الفرنسية الدكتور عطا السهوي الكلمة التالية* من ضمن واحدة من فعاليات الجمعية التي أقيمت في العاشر من شباط (فبراير) الفائت، ناقلاً إلى المشاركين تجربة ونظرة جمعية الهلال الخصيب، وهو عضو فعّال فيها، بالنسبة للعلمانية وفصل الدين عن الدولة. ونظراً لأهميتها وارتباطها بأوضاعنا الراهنة، تضع مجلة الفينيق الترجمة العربية للمحاضرة في متناول قرّائها.

________

* ألقيت الكلمة بالفرنسية وقد ترجمت لاحقاً الى العربية.

أتوجه بالشكر الى العزيز بيار وعبره الى الاتحاد الاقليمي للفكر الحر، على الدعوة التي تلقيتها، بصفتي ممثلاً لجمعية الهلال الخصيب، لأشاطركم الاهتمام الكبير الذي نوليه للعلمنة. يسعدني ان اتكلم في حضرتكم على هذا الموضوع العزيز علينا، نحن رعايا الهلال الخصيب، وتحديداً اعضاء الجمعية التي تحمل الاسم نفسه لهذا الجزء الجغرافي في منطقة الشرق الأدنى.

لقد طُلب مني في البداية التحدث عن موضوع “الاسلام والعلمنة”، وسارعت الى الموافقة لسبَبَين:

اولاً، لان الموضوع يقع في صلب الحدث ويتعين بحثه بكل هدوء من دون الوقوع في الأكاذيب والخلط والمهاترات التي نشهدها في الآونة الاخيرة، من دون أي اسس عقلانية.

ثانياً، وبصفتي عضواً في جمعية الهلال الخصيب، فإن هذا الموضوع يعنيني بعمق لأن شعب الهلال الخصيب على علاقة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بهذه الديانة (الاسلام) التي نَمَت وانتشرت انطلاقاً من هذه المنطقة، قبل أن تصبح عالمية. وبالتالي، اشعر بأني معنٍ، بطريقة او بأخرى، بكل ما يتعلق بالإسلام بحكم انتمائي الى هذا الشعب.

إلاّ أن العنوان تغيّر (بحقّ) مع مسار النقاش ليصبح أكثر شمولية: “مناقشة عقلانية لحرية المعتقد والأديان في الجمهورية”. وهنا ايضاً، نجد أنفسنا في جمعيتنا أول المعنيين لأننا ننتمي الى تيار ناشط وملتزم يدعو الى العلمنة القائمة على فصل الدين، أيا كان، (وينبغي ان لا نتجاهل تعدّد الاديان في تلك المنطقة من العالم، وهو ما قد يشكل غنى في بعض الحالات او … كابوساً حقيقياً في حالات اخرى) عن الدولة، ومنع رجال الدين ‏كممثِلين عن مؤسسات دينية، من التدخّل في شؤون السياسة والقضاء القومييَن للمواطن.

وبهذا الانتماء بالذات، اتواجد معكم هذا الصباح. فأنا لستُ متخصّصاً بالمسائل الدينية ولا الاجتماعية… انا طبيب بحكم مهنتي، لكني متواجد ههنا بفعل الانتماء لهذا التيار الذي يجاهد منذ عقود بهدف إقامة العلمنة، و بودّي مشاطرتكم الحالة التي نعيشها بالإضافة الى خبرتنا ونظرتنا ‏في هذه المسألة.

حالياً ‏لا بد من الاعتراف ان بلوغ هذا الهدف – العلمانية – يبدو أكثر صعوبة، خصوصاً في هذا المناخ الذي لا يصدَّق من الكراهية والعنف، والذي يمكن وصفه بالمناخ الشبيه “بمحاكم تفتيش اسلامية”. (لقد عايشتم في أوروبا مناخاً مشابهاً في ازمنة اخرى، لكننا للأسف نعيشه حالياً في منطقتنا!! وسنعود الى هذا الموضوع لاحقا).

‏الله … في كل قول ومكان

هنا افتح قوسين ‏لأذكِّر بخصوصية تزيد الطين بلة عندنا في الهلال الخصيب: وهي ان الناس يتخاطبون يومياً بلغة لا علاقة لها البتة بالعلمنة (راجع ‏كتاب “المسيح السوري” لإبراهيم متري الرحباني) وسواء كان المتكلِّم شخصاً مؤمناً ام لا، وأيا تكن الديانة، فان كلمة “الله” تتكرر في كل المخاطبات:

فبهدف الترحيب بشخص ما، تقول “الله معك” وبهدف الاجابة عن صحتك واحوالك، تقول “نشكر الله”. ولتحديد موعد لقاء مع شخص ما والتأكيد عليه، تقول “ان شاء الله”. ولكي تقرر المغادرة، تلتمس الله وتقول “يالله”. وهكذا اذن، يكمن “الله” في اللاوعي لدى الناس الى حد أنك إذا تنازعت مع شخص ما وتريد ان تحطّ من قدره وتعزله وتُظهر انه على خطأ…، فأنك تصفه بـ “عدو الله”. انها الشتيمة القصوى! فالمشكلة لم تعد بينك وبينه، وانما بينه وبين الخالق، وهو ما يعني ضمناً إنك مطلق الحرية في الغائه! انها مشيئة الله!! وهذا ما يفسر، بطريقة ما، لماذا أصبح “القتل” سهلاً الى هذا الحد، ولم نعد نخشى اخفاءه. فنحن نتصرف وفقاً لمشيئة الله! آمين…

لنقفل القوسين.

إذن ما هي مقاربتنا لهذه المسألة؟

اسمحوا لي ان اعتمد الاسلام كمَثَل راجح عندما اتكلم على الديانة. على اي حال، ان الحالة السائدة في الهلال الخصيب والعالم تفرض ذلك.

احرص في البداية على القول إني من الذين يؤمنون بقوة ان الاسلام ليس في الاساس أكثر عنفاً من اي ديانة اخرى! ويمكننا ان نسرد أمثلة كثيرة عن كل الديانات: المسيحية واليهودية والهندوسية وحتى البوذية في الآونة الاخيرة، مع مجزرة الروهينغا… ان هذا العنف مرتبط في الاساس بفعل الترابط بين السلطة والدين! هذا كل شيء!

وبالتالي، كنت اقول كيف نريد التحرك لتطبيق العلمنة والعمل على احترامها؟

هناك طريقتان للعمل في الواقع:

الطريقة الاولى التي الأبسط، هي تطبيق القانون (إذا وُجد) واقامة علاقة قوة، تحت ذريعة ‏عدم قانونية الربط بين الدين والدولة. اي ‏العمل بمفهوم “لا علاقة لي بمعتقداتك ونصوصك المقدسة، ‏فهذا شأنك. لكن القانون ينص على فصل الدين عن الدولة، والقانون هو السائد. في فرنسا مثلاً يمكننا تطبيق هذه المقاربة، لان القانون يسمح بذلك. لكن لا يمكن تطبيقها في جمهوريات المشرق (التي لا تملك من “الجمهورية” سوى الاسم)، حيث لم تتمكن الحكومات المتعاقبة خلال العقود التي تلت ‏ما يسمى بالاستقلال، أو لم تعرف او لم تشأ ان تلزم فعل القوة هذه مع الدين ‏‏فتسنّ قوانين لفصله عن الامور المدنية للدولة.

“تكتلات” المؤسسات الدينية ضد التوجه العلماني

من الملاحظ أنه كلما قامت مبادرة ما يمكن أن تضع ولو حداً بسيطاً لتدخل الدين في الأمور المدنية، تتكتل المؤسسات الدينية  وتتراصف متضامنة فيما بينها ‏لتقف سداً بوجه التغيير (فالمسالة لم تعد مسألة مسيحيين او مسلمين، سنّة او شيعة).  والتاريخ المعاصر في لبنان يشهد على ذلك. فكلما صوّت مجلس الوزراء، في لحظات نادرة من “التخلّي “على قانون علماني الى حد ما تحت ضغط بعض الوزراء التقدميين، تنشئ المؤسسات الدينية “تكتّلاً” وتهدد السلم الاهلي. ويشكل قانون ‏الزواج المدني الاختياري ‏الذي وضع على طاولة البحث في مجلس الوزراء في الجمهورية اللبنانية في تسعينيات القرن الماضي أبرز مثل كاريكاتوري لهذه الحالة.

الطريقة الثانية التي تبدو أكثر صعوبة ولكن نتائجها أكثر ديمومة في الزمن، (والتي تعتبر شروط تطبيق الطريقة الاولى ‏أي تشريع القوانين اللازمة)، هي اعادة التفكير بالأسس واستعادة النصوص المسماة “مقدسة”، لإعطاء تفسيرات اخرى بديلاً لما قد يبدو لنا تفسيرات شاذة لرؤية الاسلام. ينبغي ان لا نخاف!  يجب ايجاد تيارات من رجال دين متنوّرين او مساعدتهم،  على التواصل والتواجد ومقاومة التيارات الظلامية. قد يقول قائل: لا يتعين علينا التدخل في الشؤون الدينية! لكني اقول لكم بلى! انه واجبنا. لا بل من غير المعقول ان نبقى سائرين وفق رؤية ثنائية متخلفة ومحدودة تحجّم العالم: المؤمنون من جهة، و”الكفّار” من جهة اخرى!!

وفي هذه المهمة، يمكن لعدد كبير من رجال الدين “المتنوّرين” ان يساعدونا. وبهذه المناسبة، لا يسعني الا ان أرحب بالمبادرة التي اطلقها “مسجد باريس الكبير” حول الاسلام في فرنسا التي لم تكن – ويا للغرابة- موضع تغطية إعلامية جديرة بالحدث. ‏بالرغم من أنها  قاربت، وبطريقة حداثية مدهشة، لمسائل إشكالية مثل مكانة المرأة في الاسلام، وأساليب منع الحمل…الخ.  انه لأمر يتخطى كل ما تمكنت من سماعه على لسان رجال دين كاثوليك! ومع ذلك لا يحظى الامر بأي تغطية اعلامية! ‏هناك خطأ يبدو متعمداً في مثل هذه التعمية !

لقد اخترنا في جمعية الهلال الخصيب، الطريقة الثانية، مستندين الى إرث ثقافي وكفاح منذ عقود يقوده مفكرون متنورون من كل الاديان (لا تفكروا ان المسيحيين وحدهم الذين يطالبون بالعلمنة وان المسلمين يرفضونها). واذكُر البعض منهم بشكل سريع: الشاعر والفيلسوف السوري ابو العلاء المعرّي، المفكرون البستاني واليازجي وخليل جبران والشيخ الكواكبي من حلب الذي دعا الى فصل الدين عن الدولة في القرن التاسع عشر (رجل دين مسلم). والذروة كانت مع المعلم انطون سعاده الذي أسس في الثلاثينات حزب نهضة ثقافية وسياسية قائمة على مواطنة علمانية في مجمل اراضي الهلال الخصيب: سوريا الطبيعية.

على ان لا ننسى النساء اللواتي اضطلعن بدور مهمّ مثل الكاتبة الفلسطينية الشهيرة مي زيادة التي عاشت بين مصر وبيروت في بداية القرن العشرين. وهكذا، ترون انه كان لنا نحن ايضاً “عصر انوار صغير” مع مفكرين وناشطين كانوا يدعون الى تحكيم العقل والمقاربة العلمية والاجتماعية، ‏بدل المقاربة الماورائية واللاهوتية.

فلماذا اذن وصلنا الى ما نحن عليه على الرغم من كل ذلك؟

حركات الإسلام السياسي، منشؤها وغاياتها

من اين تأتي حركات الاسلام السياسي هذه التي اجتاحت كل شيء في مسيرتها، لتصل ‏للمشهد الاخير المؤسف أي “داعش”؟

دولة داعش ودولة اسرائيل.

استهلّ إجابتي على هذا السؤال، بقَولين. الاول لابن رشد الفيلسوف الذي عاش في القرن الثاني عشر في الأندلس. قال: “ان الجهل يؤدي الى الخوف، والخوف يولِد الحقد والحقد يؤدي الى العنف. تلك هي المعادلة!” وبعد قرنين، كان ابن خلدون مؤسّس علم الاجتماع باللغة العربية يقول “إذا اردت ان تتحكم بالجاهلين، فغلّف كل باطل بغلاف ديني”. ان هذين الاستشهادَين يسمحان لنا بفهم الكثير من الامور. يكفي ان تكون لدينا الرغبة في ذلك.

إذن كيف وصلنا الى هنا؟

لا نؤمن، في جمعيتنا، بالجدلية المادية الصرفة (او المادية الجدلية). لتفسير الوقائع التاريخية او الاجتماعية، بل نستخدم منظوراً مادياً وروحياً او ما يعرف بالنظرة المدرحية.

الجانب الروحي، هو التلاعب بالعقائد الدينية وتفسيرها بغير إطارها الصحيح لتحفيز الناس على الانضمام الى هذه التنظيمات ومحاربة كل من يقاوم لإلغائه باسم الدين. هذا يعيدنا الى ما سبق وقلته: لا يمكننا ان نقاتل التكفيريين بالحديد والنار فقط!! ان معركتنا هي تغيير العقليات وضرورة تفسير النص بطريقة مختلفة بعيدة عن الغوغائية. تعرفون ان النص واحد، والتفسيرات متعددة. لا يوجد إسلام واحد !!

‏افتح قوسين لأقدم مقارنة في مجال التلاعب بالعقائد. ان علاقة الحركات الاسلامية المتطرفة بالإسلام تشبه الى حدٍ ما علاقة الصهيونية باليهودية: الانطلاق من ديانة اياً كانت، وتحويلها الى ايديولوجية سياسية للفتح والسيطرة

ويمكننا ان نذكر نقطة مشتركة اخرى.  هل تعرفون دولة يمكن ان تمنح جنسيتها لأيّ كان في العالم، بمجرد ان ينتمي هذا الشخص لديانة هذه الدولة؟ انا اعرف دولتين: دولة داعش ودولة اسرائيل.

‏أقفل القوسين.

الجانب المادي يتضمن تفسيراً إقتصادياً وديموغرافياً وصراع القوى الغربية، غالباً بطريقة منحرفة للحفاظ على مصالحها والوصول الى منابع الطاقة. وإذا أردتم ان تفهموا داعش من دون ان تبذلوا جهداً لفهم هذه العملية فذلك يعني انكم لم تفهموا شيئاً! ولفهم داعش، ينبغي العودة الى تاريخ افغانستان (التقارب بين وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه وحركة طالبان) الذي دار تحت أعيننا لينتهي بهذا الشكل الرديء في الهلال الخصيب، دون ان ننسى المرور بالمحنة التي أدمت الجزائر ما يقارب عقداً من الزمن. مع ان الفصل الاخير في منطقة الساحل الافريقي وسيناء وليبيا لم يقل كلمته الاخيرة بعد…

ان وجود مثل هذه التنظيمات يشكل سبباً قيّماً للقوى الكبرى للتدخل في شؤون هذه الدول ووضع اليد على ثرواتها. اصبحت الحرب مشروع ذات مردود على الصعيد الاقتصادي (راجع المقابلة التي اجريت مؤخراً مع عالم السياسة الايطالي ريكاردو بيتريلا).

https://m.youtube.com/watch?v=tK9g4HY0fSk

وفي كل هذا، شكّل النفط لعنة وليس نعمة كما كان يجدر به ان يكون. لأنه من دون البترودولار الذي ‏شكل مساعدة أساسية وثمينة، لم يكن بإمكان هذه المدرسة القديمة في الاسلام الآتية من صحراء العربة، التي تشكلها الوهابية (التي قام عليها الفكر التكفيري)، ان تعبر حدود الصحراء العربية.

قلتُ “نعمة” لان البترودولار كان يمكن ان يحمل هؤلاء الجماعات التي كانت وما زالت تعيش في ظروف بيئية واقتصادية قاسية، وتحافظ على رؤية ضيقة ومنغلقة للإسلام، على الانفتاح على عوالم اخرى في الاسلام واكتسابهم بذلك رؤية لنقل “اكثر تمدناً” لهذه الديانة. هل سمعتم، عندما قامت الامبراطورية الاسلامية، أحداً يتحدث عن عاصمة في الجزيرة العربية؟!. بالتأكيد لا! كانت دمشق او بغداد او غيرها لاحقاً.

لم يستطع البترودولار أن يساعد هؤلاء الناس على التأثر بحضارات اخرى والانفتاح بذلك على عوالم اخرى وحسب، بل شكَّل على العكس، فرصة لنشر رؤيتهم الضيقة والمحدودة للإسلام في دمشق وبغداد والقاهرة ووهران، وكذلك في بروكسل وباريس او تولوز، وهكذا نشأ وترعرع تيار تكفيري وراءه طابور من الأئمة والدعاة في كل أنحاء المعمورة.  وهكذا يمكننا الكلام على “محاكم تفتيش اسلامية”.

لكن حذار الاستسهال في الحكم على الاسلام عبر تيار واحد، سواء كان يمثل الغالبية او الاقلية، وعبر النظر الى حقبة واحدة قصيرة من التاريخ. وهذا ينطبق على كل الأديان.  والا، فكيف كان يمكن ان نحكم على المسيحية لو كنا من سكان اوروبا خلال محاكم التفتيش المسيحية او لو كنا من سكان سوريا ابان فترة الحروب الصليبية؟ (وقد حصلت حالات من التوحّش على يد الصليبيين وصلت لأكل لحوم البشر. راجع كتاب امين معلوف “الحروب الصليبية كما رآها العرب”). كيف كان يمكن ان نحكم على المسيحية والمسيحيين لو كنا من يهود اوروبا الشرقية في القرن التاسع عشر ايام الإبادة الإثنية والدينية التي قامت بها السلطات القيصرية في أوج نشاطها. من جهة اخرى كيف كان يمكن لنا أن نحكم على اليهودية لو كنا فلسطينيين في قرية صغيرة في الجليل في العام 1947؟ كيف كان يمكن لنا ان نحكم على البوذية لو كنا من الروهينغا في شمال بورما في العام 2017؟

لقد قلت انه لا يمكننا الاكتفاء بمقاتلة الاسلاميين بالحديد والنار. ان معركتنا هي معركة تغيير العقلية. ان أحد شعارات جمعيتنا هو “ان النهضة واجبنا”، لكن ما معنى كلمة “نهضة” بالنسبة الينا؟ يمكن للثورة ان تغيّر نظاماً سياسياً، اما النهضة فتغيّر النظرة الى العالم والمجتمع والدين، والعلاقة بين الرجل والمرأة، ومعاني الكلمات. نعم حتى الكلمات!

وأستشهد هنا بمثَل كلمة “جهاد” (واختم هنا لأني لا اريد ان اطيل الكلام على الرغم من وجود الكثير لقوله). كلمة “جهاد” تعني حرفياً نضال. وفي القرآن، انه فعل ايمان بين المؤمن وخالقه، وليس بين المؤمن وعدوّه. على ما اذكر، فإن مناضلي اليسار في الهلال الخصيب كانوا يطلقون على اولادهم اسم جهاد الذي يعني النضال من اجل الحرية او الكفاح من اجل العدالة… اترون كيف ان كلمة جهاد تقصد كل ذلك قبل ان تجري قرصنتها وتحجيمها في خانة التكفير؟

هذا باختصار “الجهاد” الذي تنوي جمعيتنا القيام به من اجل مجتمع افضل خال من التضارب بين مؤمنين وكفار، بين جنس متفوق واجناس اخرى ادنى مرتبة!!!

عطا السهوي

تولوز في 10 شباط/فبراير 2018

 

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.