LOADING

Type to search

“الزواج القومي الاجتماعي” نقد وردّ

شؤون حزبية موضوع العدد

“الزواج القومي الاجتماعي” نقد وردّ

الفينيق
Share

(أثار موضوع الزواج القومي الاجتماعي، انتقادات تحولت إلى تجنيّات وجهها من لا يعرفون شيئًا عن الحزب. وفي المقابل كتب الرفيق رامي جلبوط منشورًا على صفحته الشخصية في الفيس بوك، انتقد فيه الزواج القومي ووجه عدة ملاحظات في هذا الشأن، وقد صادف ذلك مع رعاية مؤسسه سعاده لحفل زواج قومي اجتماعي أقيم في العرزال في ضهور الشوير بمناسبة الثامن من تموز، الأمر الذي استدعى ردًا من رئيسة مؤسسة سعاده الدكتورة ضياء حسان على ما كتبه الرفيق جلبوط. الفينيق اتصلت بالرفيق جلبوط فبين أن النقد موجه لفيديوين اثنين انتشرا على مواقع التواصل الاجتماعي، الأول لحفل زواج قومي اجتماعي رعته إحدى المنفذيات في الشام، وهذا الفيديو يتحمل الجزء الأكبر من النقد، في حين كان انتقاد الفيديو الثاني يتعلق بما سماه “التفاف على القانون” ويقصد به الزواج الذي عقدته المؤسسة. مع الأسف، فإن الرفيق رامي لم يشر إلى أن ثمة فيديوين اثنين، والرفيقة ضياء، لم تكن على علم بالفيديو الثاني، كما ذكرت للفينيق بناء على سؤال منا لها. وقد وعد الرفيق جلبوط بكتابة توضيح يزيل الالتباس الحاصل ويبين وجهة نظره. الفينيق تنشر هنا رد الدكتورة ضياء حسان رئيسة مؤسسة سعاده، وفي نهايته تورد المنشور الذي كتبه الرفيق جلبوط، بانتظار أن يرسل إلينا مقالاً موسعًا يشرح فيه وجهة نظره)

رد الدكتورة ضياء حسان رئيسة مؤسسة سعاده

لقد قرأت ما كتبه الرفيق رامي جلبوط على وسائل التواصل الاجتماعي عن خطوة الزواج المدني ومن ثم الزواج القومي الاجتماعي الذي أقامته مؤسسة سعاده للثقافة في 10 تموز 2022.

يحزنني أن الرفيق جلبوط أصدر أحكاماً دون أن يعذب نفسه حتى على الاطلاع على ما حدث في هذا الحفل واعتمد على ما سمعه من بعض المغرضين على وسائل التواصل الاجتماعي وهذا هو الجهل بحد ذاته. مع أني ترددت بأن أرد عليه ولكنني أتوجه بهذا الرد للقوميين الاجتماعيين وليس له.

  1. يقول:

 “جاهل من يظن أنه يستطيع استبدال مصافحة العريس ووالد العروس أمام المأذون بحركات وأوامر شبه عسكرية وأن على المجتمع تقبل هذا الأمر بصدر رحب والاحتفاء به، لقد كان المشهد حقاً مثيراً للرثاء أكثر من السخرية.”

من الواضح هنا أنه لم يشاهد الفيديو، لإنه لو فعل لرأى أنه لا توجد أية “حركات وأوامر شبه عسكرية”، إلا إذا كان يعتبر ان تحية بلاده هي مظاهر عسكرية مثيرة للرثاء والسخرية.

  • نعم لقد استبدلنا الزواج الديني أمام المأذون بالزواج المدني. ويبدو أن رفيقنا لا يفقه الفرق بين الإثنين لأنه حصرها. هنا أود أن أعيده لكلام سعاده في رسالته الى إدفيك شيبوب بتاريخ 17 ديسمبر 1947 “إن كيفية العرس ليست أساسية، وكنت أود لو كان العرس مدنياً.” ثم يقوم بمهاجمة الزواج القومي الاجتماعي الذي “يقوم بمواجهة معهم واحتقار طقوسهم ومعتقداتهم وإهانتها ومعاملتهم بفوقية واحتقار.”

يتابع الرفيق جلبوط: “عند القول بأننا نريد استبدال العادات والتقاليد بتقاليد قومية جديدة، فهذا دليل جديد على حجم الفجوة بين ممارسي الطقوس القومية الإجتماعية، وبين المجتمع. عادات الزواج، الولادة، الوفاة، الختان…الخ، عادات لم تظهر بين يوم وليلة، بل طورتها مجتمعاتنا على مدى آلاف السنين…”

هنا أود أن أعيده الى كلام سعاده بهذا الموضوع عندما يذكر في “بيان مرشحي الحزب القومي في جبل لبنان” عام 1947 أن “الزواج والعائلة والصحة والتعليم في حالة سيئة لا تساعد على نهوض الشعب.” (الأعمال الكاملة مجلد 7 ص. 257). وكذلك ما ذكره الأمين الياس قنيزح عن تحدي سعاده للتقاليد: “إبان وجود سعاده في سان بولو البرازيل سنة 1928 كان هناك تقليد شائع يقضي على المرء أن يحتفظ بلباس لرأسه أمام الناس… وكان من يخالف هذا العرف يتعرض للانتقاد الشديد ويجلب لنفسه المتاعب التي هو بغنى عنها. تلك الأثناء بالذات تفاجأ الجالية السورية في سان بولو بأن أنطون سعاده يتجول في الأسواق وهو حاسر الرأس خلافاً للعرف المتبع ولا يبالي باستنكار الناس لتصرفه الشاذ. فهبت عاصفة حادة من الاستهجان لما أقدم عليه هذا الفتى من خروج عن التقاليد التي تجمع الجالية على احترامها والأخذ بها. هل هو تحدٍ من قبله ل”الرأي العام”، استخفاف هذا أم مجرد غلطة يقترفها من كان في مثل سنه غير مكترث بالعواقب؟” (الياس جرجي قنيزح، مآثر من سعاده ص. 25) ثم يذكر رد سعاده على أقرب أصدقائه الذي جاء مستفسراً “… أردت أن أمتحن صمودي إزاء موقف أجمع الناس على مخالفتي به ورفضه لي بالضغط واللفظ وشتى وسائل الممانعة والمقاومة. فهل أتراجع لكسب رضى الآخرين تخلصاً من حملتهم على خروجي عن تقاليدهم وأعرافهم… هل أتنازل عن قناعتي بصحة موقف أو تدبير معين تحت الضغط والإكراه أم أصر وأصمد في موقعي وأستمر لإثبات حقي في الحرية والاختيار لما أصبو إليه وأسعى لبلوغه؟” (نفس المصدر ص. 27)

  • أليس الحزب ثورة على التقاليد الرثة، المهترئة، والمنافية لوحدة الأمة؟ ألم يتكلم سعاده عن التقاليد المتنافرة المستمدة من أنظمتنا المذهبية وتأثيرها في مقاومة وحدة الشعب القومية؟ ألم يأتِ الحزب بتعاليم جديدة وتقاليد جديدة تؤمن حياة جديدة فيها العز والكرامة والخير والمجد للأمة كلها؟ نذكركم بما يقوله سعاده في خطاب أول حزيران 1935:

“وأول ما يعترضنا من الصعوبات الداخلية، هو خلو مجموعنا من تقاليد قومية راسخة نتربى عليها ونتمسك بها. فنفسياتنا الشخصية هي دائماً في تضارب مع نفسيتنا العامة في كل ما له علاقة بقضايانا العامة وكيفية التصرف فيها. أضف إلى ذلك التقاليد المتنافرة المستمدة من أنظمتنا المذهبية وتأثيرها في مقاومة وحدة الشعب القومية. ولا بد لي هنا من التصريح بأن الحزب السوري القومي الاجتماعي قد أوجد طريقة التغلب على هذه الصعوبات بنظامه الذي يصهر التقاليد المنافية لوحدة الأمة والنفسيات الشخصية المنافية لنفسية الأمة. والنجاح الأخير يتوقف فعلاً على إدراكنا قيمة هذه الحقيقة وعلى تطبيقنا رموز الحزب الأربعة التي تربطنا ربطاً لا يحل التي هي: الحرية والواجب والنظام والقوة. وإن إدراكنا لحقيقة التغير الذي شرع الحزب السوري القومي الاجتماعي يحدثه في حياتنا القومية يجعلنا لا نغفل عن طبيعة التغير وما يصحبه من حوادث.” (المحاضرات العشر، المحاضرة الثانية، الخطاب المنهاجي)

  • يعتبر الرفيق جلبوط ان ما قمنا به مجرد “طقوس مسرحية” فهو “طقساً” أدى الى “السخرية الشديدة التي قابله بها الشارع”. في الحقيقة، نحن بدأنا بالزواج المدني الذي أراده سعاده، وبعدها مارسنا الخطوة المتطورة في عقد الزواج القومي الاجتماعي الذي ذُكر فيه حرفياً كلام سعاده فجاء التعاقد كما يلي:

باسمِ سورية وسعاده أفتتحُ مراسِمَ الزواجِ السوري القومي الاجتماعي.

إن هدفَ الزواج القومي الاجتماعي كما جاءَ في البندِ الأولِ من البرنامجِ الإصلاحي الذي طرحَهُ أنطون سعاده “إيجادَ تشريعٍ للزواجِ يؤمِّنُ العائلةَ الراقية”. (الأعمال الكاملة مجلد 7 ص. 250)

لقد علمنا سعاده أن الزواجَ هو “تعاقدُ عقلينِ واعيينِ معنى المسؤوليةِ المترتبةِ عليهما. هما عقلانِ قد قررا الحياةَ معاً والتعاونَ الصميمَ معاً بمنتهى الصدقِ والنبلِ والوفاءِ لغرضِ الزواجِ الذي هو المثالُ في الرصانةِ والرَفاقةِ والثقةِ بالنفس.

إن الزواجَ قبلَ كلِ شيءٍ وفوقَ كلِ أمرٍ هو التزامٌ مسؤولٌ تجاهَ كرامةِ الأمةِ والمجتمعِ، لتأسيسِ العقليةِ الأخلاقيةِ الجديدةِ وغرسِها في بنيةِ النشء جسدياً وعقلانياً ثم تعهدُ تنميتِها بقدوةِ الأخلاقِ والمناقبِ القوميةِ الاجتماعية.

هكذا يتمُ الزواجُ ليكونَ أساسَ العقدِ الاجتماعيِ والتعاقُدِ القومي لخيرِ الأمةِ وعزِها وكرامتِها، الأساسَ الراسخَ عبر تلاحقِ الأجيالِ.

ويحققُ الزواجُ أغراضَهُ الحقيقيةَ حين تحصُلُ لَدى الزوجينِ النظرةُ الواحدةُ الكليةُ الى الحياةِ والكونِ والفنِ، الى الحبِ والجمال.” (الياس جرجي قنيزح، مآثر من سعاده ص.250-251)

حضرة الرفيقة … هل انتِ مستعدةٌ بملء إرادتِكِ للالتزامِ بهذا الزواجِ القومي الاجتماعي؟ وهل انتِ على هذا الأساس مستعدةٌ بملىءِ إرادتكِ للزواجِ من الرفيق …لتُنشِئا معاً عائلةً قوميةً اجتماعية؟

حضرة الرفيق … هل أنتَ مستعدٌ بملءِ إرادَتِكَ للالتزامِ بهذا الزواجِ القومي الاجتماعي؟ وهل أنتَ على هذا الأساس مستعدٌ بملءِ إرادتِكَ للزواجِ من الرفيقة … لتُنشِئا معاً عائلةً قوميةً اجتماعية؟

إذن رددا ورائي:

متعاهِدَينِ بالحبِ الذي هو اتحادُ نفسينِ فكراً وعواطفَ في الوقوفِ معاً والمضيِ معاً مُتخذينِ المبادىءَ القوميةَ الاجتماعية إيماناً لنا ولعائِلتِنا وشعاراً لبيتِنا عملاً لخيرِ سورية وتحقيقاً لمُثُلِها العليا.

باسمِ سورية وسعاده أُعلنُ الرفيقين … و… زوجينِ سوريينِ قوميينِ اجتماعيين

هذا ما ورد حرفياً في عقد الزواج القومي الاجتماعي، فاذا كان رفيقنا يراه طقساً يؤدي الى السخرية الشديدة فلا بد أن لديه مشكلة.

  • ونسأل من أعطى الرفيق جلبوط الحق بأن يتكلم باسم “الشارع” وعن “السخرية الشديدة التي قابله بها”؟ علماً بأن الانتقادات كانت محدودة جداً بالمقارنة مع التعليقات الإيجابية والاطراءات التي استلمناها. إن ما نُشر على معظم وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي دليل على ذلك.

الدكتورة ضياء حسان – رئيسة مؤسسة سعاده للثقافة

4/8/2022

منشور الرفيق رامي جلبوط

منذ فترة، ضجت صفحات الرفقاء القوميين احتفالاً بما سمّوه الزواج القومي الاجتماعي، كنت أنوي الحديث عنه، ولكن آثرت الصمت وقتها نظرًا لاحتفال القوميين بالزواج  وكأنه حدث سيغير التاريخ، وليس كفعل كشفنا أننا بالفعل أصبحنا خارج التاريخ. اليوم وبعد انتشار فيديو للزواج القومي كما يسمى، والسخرية الشديدة التي قابله بها الشارع، أصبح انتقاد هذا الطقس مباحًا. عند القول بأننا نريد استبدال العادات والتقاليد بتقاليد قومية جديدة، فهذا دليل جديد على حجم الفجوة بين ممارسي الطقوس القومية الاجتماعية، وبين المجتمع. عادات الزواج، الولادة، الوفاة، الختان، الحداد…الخ، عادات لم تظهر بين يوم وليلة، بل طورتها مجتمعاتنا على مدى آلاف السنوات، وبكل تأكيد تركت جميع الأديان التي اعتنقتها مجتمعاتنا خلال هذه الألفيات بصماتها على هذه الطقوس، وجاهل من يظن أنه سيستطيع استبدال مصافحة العريس ووالد العروس أمام المأذون بحركات وأوامر شبه عسكرية وأن على المجتمع تقبل هذا الأمر بصدر رحب والاحتفاء به، لقد كان المشهد حقًا مثيراً للرثاء أكثر من السخرية. إن على من يريد العمل على قوانين مدنية، عليه أن يبدأ بالحاضن والمصدر الطبيعي للتشريع، من المجتمع ذاته، والعمل مع المجتمع لا يمكن أن يعطي أي نتيجة بمواجهته، العمل الاجتماعي عمل نهضوي، أي أنه عمل ذو نفس طويل، يستغرق سنوات طويلة، يبدأ من استيعاب المجتمع وفهمه، تشخيص عيوبه وأمراضه، والعمل على معالجتها بهدوء وبدون اصطدام ومواجهة، وكلمة سر النجاح هي الحب، يجب أن تحب مجتمعك وأن تؤمن به وأن تحب هؤلاء الجاهلين المتعبين وأن تعمل بصبر وهمة لتوعيتهم والأخذ بيدهم والارتقاء معهم نحو الأعلى، وليس بالانعزال عنهم والدخول بمواجهة معهم واحتقار طقوسهم ومعتقداتهم واهانتها ومعاملتهم بفوقية واحتقار وأنت لست سوى طائفة باطنية جديدة تضاف إلى قائمة طوائفهم ومشاكلهم العويصة. لم أجد فيما سمي بالزواج القومي الاجتماعي أكثر من التفاف على قوانين ظالمة موجودة بطقوس مسرحية لا يوجد أي فائدة أو طائل منها، وهروب من المسؤولية الحقيقية في العمل مع المجتمع لحين قدرته على تبديل القوانين الظالمة بقوانين تضمن وحدته واستقراره وكرامته ورفعته. القوميون اليوم، ولحين ظهور تريند جديد، تحت المجهر ويتلقون نيران السخرية من كل مكان، فهل يستوعبون الدرس هذه المرة؟ أم كالعادة؟ (منقول عن صفحة الرفيق رامي جلبوط)

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

1 Comment

  1. Avatar
    ناصيف رزق الله 8 أغسطس، 2022

    يعلن الرفيق رامي انه آثر الصمت في البداية
    المؤسف انه عدل عن الصمت ليخرج عن المنطق ومرتكذات نهضتنا

    رد

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.