LOADING

Type to search

الانتخابات النيابية اللبنانية.. ما يجمع وما يفّرق

الوطن السوري شؤون حزبية موضوع العدد

الانتخابات النيابية اللبنانية.. ما يجمع وما يفّرق

نصير رماح
Share

كثيرة هي التيارات والتشكيلات الحزبية والحركات السياسية، منها العقائدي ومنها السياسي ومنها المقاوم ومنها المقاول ومنها الوطني ومنها الطائفي.

الحزب السوري القومي الاجتماعي وبالرغم من وضعه التنظيمي المؤسف نتيجة ظروفه وأوضاعه الداخلية، لا يمكن تصنيفه إلا في خانة الاحزاب العقائدية، التي لا يمكن أن تُشبه أي تنظيم أو تيار أو حركة سياسية من تلك العاملة على مساحة الوطن، فهو ليس حزب الطائفة أو القبيلة أو العائلة أو حتى الكيان،  إنما حزب الامة بأكملها، هو حزب فكرة وحركة تتناولان حياة الأمة بأسرها، وانطلاقًا من هذ التعريف لطبيعة الحزب السوري القومي الاجتماعي، ما الذي يجعله يلتقي مع التيارات والتشكيلات والحركات السياسية، منها الطائفي ومنها المناطقي ومنها الكياني، وأين يختلف معها ويفترق أو يلتقي؟

في المواسم الانتخابية تتزاحم الأخبار وتكثر التحليلات التي تشرح واقع الأحزاب والتنظيمات السياسية وعلاقاتها ببعضها وتحالفاتها الانتخابية والسياسية، ومن بين هذه التحليلات والأخبار والشائعات نقرأ خبرًا هنا وتحليلاً هناك حول علاقة الحزب السوري القومي الاجتماعي مع هذا التنظيم أو ذاك التيار، منها ما يُعبِّر عن حقيقة الصورة والموقف، ومنها ما يتوهم موقعًا أو موقفًا من مخيلته القذرة، لذا وفي ظل هذة  الصورة الضبابية سنحاول الإضاءة على  واقع موقف وموقع الحزب وعلاقته بالآخرين لجهة ما يجمعه بهم وما يفرقه عنهم.

طالما أننا عرّفنا الحزب السوري القومي الاجتماعي كما أراده مؤسسه أنطون سعاده، بأنه فكره وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها، فمن الطبيعي أن نُقيّم علاقة الحزب بالآخرين من خلال هذ ا التعريف.

الحزب السوري القومي الاجتماعي ينتشر على مساحة الوطن السوري، فهو يتواجد في مختلف مناطق الكيان اللبناني، ومن خلال هذا التواجد لا بد من أن يتقاطع سلبًا وايجابًا مع القوى والتيارات الحزبية والسياسية، إذ تكاد لا توجد منطقة أو بلدة لم يكن للحزب فيها شهداء، سقطوا إما غدرًا وإما في صراعاتٍ دموية مع تشكيلات وتيارات أخرى، منها الحليف ومنها الصديق  ومنها  الخصم  أو ما  بين  بين.

ففي منطقة   البقاع مثلاً، سقط لنا شهداء في معارك عسكرية بمواجهة تيارات طائفية بتركيبتها وطبيعتها وعملها.

وفي الشمال اللبناني سقط لنا أيضًا شهداء في مواجهة قوى طائفية ومناطقية وأخرى متعاملة مع العدو، منها في معارك جانبية مع حلفاء كالشهيد عاطف الدنف ومنها مع خصوم وعملاء كشهداء مجزرة حلبا وحادثتي الاغتيال في الكورة وطرابلس مؤخراً.

وفي المتن الشمالي تعرض القوميين لمجازر نذكر منها المجزرة التي تصادف ذكراها هذه الأيام ” مجزرة عينطورة التي استشهد فيها ما يقارب 30 قوميًا ومواطنًا على أيدي قوى ذات توجهات معادية وعميلة ومرتبطة بالخارج.

وفي الجنوب اللبناني سقط لنا شهداء ايضاً في مواجهة قوى حليفة تسعى لتطويب المنطقة باسمها تماماً كما في منطقة الجبل حيث حصلت عدة اشكالات تطورت إلى اشتباكات مسلحة، فسقط لنا شهداء واغتيل آخرون غدرا في أماكن مختلفة نذكر منها على سبيل المثال الرفقاء الشهداء خالد علوان كفاح ابو راشد ومحمود التقي الذين اغتيلوا في منطقة الجبل، وهم في طريقهم لتنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال…

وهناك قوى وتيارات سياسية وحزبية لم تحصل معها أية معارك على النفوذ ولكن خلافنا معها كان حول خيارات سياسية لم تكن تنسجم مع توجهاتنا على المستوى الوطني والقومي كالتيار العوني وتيار النائب السابق ميشال المر، هذا بالإضافة إلى علاقة ملتبسة مع التيار الارسلاني – الحزب الديمقراطي حالياً، الذي لم تحصل معه اية معارك عسكرية إلا أن بعضاً من القوميين يأخذ على ” الحزب” الديمقراطي الذي انطلق من رحم الحالة الارسلانية، أن “الأمير”  مجيد أرسلان وبصفته وزيرا للدفاع اللبناني آنذاك، سبق أن وقع على قرار اغتيال انطون سعادة في تلك الليلة السوداء في الثامن من تموز عام 1949.

هذه هي باختصار صورة العلاقات المتشابكة مع القوى السياسية والحزبية على مساحة الكيان اللبناني، وبالتالي فإن من لم ندخل في صراعات مسلحة معه، كانت لنا صراعات على الرؤية والتوجهات السياسية حول الهوية الوطنية للكيان اللبناني وعلاقته بمحيطه القومي…

وانطلاقاً من هذه السردية الموجزة لإشكالية العلاقة مع الأحزاب والتيارات والقوى السياسية في الكيان اللبناني تأتي الانتخابات النيابية اللبنانية لتضيف الى الإشكالات إشكالاً جديداً…حيث يتخبط القوميون في المواقف المتناقضة بعيدًا عن الموقف الرسمي للحزب، فهنا تجد من يبرر التحالف مع هذا الفريق ويحرّم التحالف مع ذاك، هنا رفيق يشتم وهناك رفيق يمدح العلاقة مع نفس الفريق وتظهر الصورة وكأننا جماعة لا تجمعها لا وحدة الرؤية ولا الأهداف…،

في الحقيقة أننا تقاتلنا مع هذا الفريق وسقط لنا شهداء، وتخاصمنا مع ذاك وانقطعت العلاقات، فكيف سنتحالف مع هذا ونفترق عن ذاك وما هو المعيار الذي علينا اعتماده لتمرير الاستحقاق؟

برأينا، إن المعيار الوحيد الذي نقيس عليه خطواتنا ونحدد علاقاتنا هو معيار أنطون سعاده حصرًا، الذي علّمنا بأن السياسة من أجل السياسة لا يمكن أن تكون عملاً قوميًا، وأن السياسة بالنسبة لنا هي فن خدمة الأغراض القومية.

انطلاقًا من هذه المعايير الواضحة يمكننا القول إننا نلتقي مع من يلتقي مع توجهاتنا الوطنية والقومية،  والحد الفاصل في تحالفاتنا الانتخابية وعلاقاتنا السياسية يرتكز على النظرة لهوية الكيان اللبناني وطبيعة نظامه وعلاقته بمحيطه القومي والموقف من صراع الوجود مع العدو، وبالتالي فان ما يجمعنا او يفرقنا مع هذا الحزب أو ذاك التيار، ليس نائبٍ هنا ولائحة مشتركة هناك، إنما ما يجمعنا هو خط واضح المعالم لا لبس حوله عنوانه الأول العداء “لإسرائيل”، عنوانه الثاني السعي لبناء دولة يشعر فيها المواطن بالانتماء للوطن لا لدويلات الطوائف والمذاهب، والعنوان الثالث هو الانتماء  لمحيطنا  القومي   والسعي لأفضل العلاقات بعيداً عن مصالح الطوائف والمذاهب والانتماءات المصلحية للغرب وسواه من المحاور التي تتناقض مع مصالحنا وهويتنا القومية. وبالتالي من الطبيعي أن نلتقي في لائحة واحدة أو ندعم لائحة أخرى لمن يشاركنا الرؤية الوطنية على مستوى الكيان والخيار الاستراتيجي على مستوى المدى القومي.

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.