LOADING

Type to search

أربعون وأُضْرَبُ! – رئيس التحرير

الفينيق

أربعون وأُضْرَبُ! – رئيس التحرير

أسامة المهتار
Share

“الموت أرحم لي من هذه الحياة… أكاد أبلغ الأربعين، ولم أزل أُضرب… أرجو أن تتفهمني، أنا بحاجة أن أقضي فترة من الوقت وحدي… سأكون بخير. فقط أحتاج أن أبقى وحدي… لا أعرف ما الذي يمكنني قوله للزملاء في العمل. روحي منكسرة بما فيه الكفاية… كيف أستطيع أن أكون في مشروع كمشروعنا وأحمل فكرا كفكرنا ولا أستطيع الخروج مما أنا فيه. لا أستطيع أن أتواجد لفترة… اعتذر منهم عني.”

هذا ما قالته صديقتي بعد أن تعرضت لعنف أسري ترك كدمات ظاهرة في جسدها وجراحًا غائرة في نفسها. وليس مهمًا ما إذا كانت صديقتي مقيمة في بيروت أو دمشق أو بغداد أو عمّان أو نابلس أو حتى في المهاجر والمغتربات. إنها امرأة سورية تعيش في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين، وقصتها ليست فريدة من نوعها. إنها قصة عادية تسمع عشرات المرات كل يوم. بل لعل صديقتي كانت محظوظة هذه المرّة، فلم تلق نهايتها بتهمة شرفٍ لا يمكن لمن مدّ يده عليها أن يبدأ بكنه معناه.

أما أن صديقتي امرأة تحمل شهادة دراسات عليا في اختصاص ليس بالسهل الخوض في غماره، وأنها موظفة مرموقة في مؤسسة دولية كبيرة، وأنها تحاضر وتعلم وتدرب، وأنها تتكلم لغتين بطلاقة تامة، وتحظى باحترام زملائها ورؤسائها على السواء ناهيك عن أصدقائها وكل من عرفها، فهذا ما ليس بذي بال لمن لا يعرف العار. لسان حاله يقول، “إنها انثى وأنا ذكر، فأنا قوّام عليها مهما كان رأيي سخيفا ورأيها سديدا. قيمتي لدى جماعتي، هي في هذا الذي يتأرجح بين ساقيّ. هكذا شاء ربك، وله السمع والطاعة.”

“أتدري ماذا حصل حين قلت لعائلتي إني أريد الطلاق من زوجي بعد أشهر من زواجنا بسبب الضرب والاعتداء الجسدي والجنسي المستمر؟ ضُربت إلى أن أغمي عليّ. كذلك حين حاولت الانطلاق إلى رحاب العلم والمعرفة. كنت أضرب حتى أفقد الوعي ثم أُسجن في غرفتي لأسابيع.”

لا أريد التعليق على الموضوع. هذا المقال هو لصديقتي، لكلماتها، لحرقتها، لوجعها، لها.

“أنا لست بخير أبدا. ما الفائدة! أكثر ما أفكر به هو عدم جدوى هذه الحياة. كم أود لو أنام فلا أصحى. لا، لا تفكر بما تفكر به، العنف المضاد خطأ. أنا لا أرضى لسواي ما لا أرضاه لنفسي. كن بخير دائما.”

ترى، هل لمثل هذه الحالة كتب سعاده، “لا يشعر بالعارِ من لا يعرف العارَ ولا يعرف العار من لا يعرف الشرف، ويا لذلّ قوم لا يعرفون ما هو الشرف و ما هو العار”؟

 

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

0 Comment

  1. Avatar
    raymond 23 نوفمبر، 2020

    Did she get any help ? wow do we still have animals like this

    رد

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.