تنهال الانتقادات على الحزب السوري القومي الاجتماعي من اهل البيت ومن المحيط، منهم من يقوم بجلده منذ ما بعد إعدام زعيمه، بسبب الأداء الذي قدمته قيادة ذاك الزمن. ومنهم من يتناول هذه المرحلة او تلك، بحسب قراءته أو موقعه القريب من هذه الفئة او تلك. إلا أن الجميع مجمع على أن نظرة الحزب ورؤية زعيمه، مازالت تحمل الترياق لأمة ظنّ أعداؤها أنها مندثرة.

مما لا شك فيه أن غياب زعيم الحزب ومؤسسه، شكل ضعضعة في صفوف المنتمين آنذاك. وإذا ما أضفنا التنقية التي أقدم عليها لجسم الحزب بعد عودته من مغتربه القسري، الأمر الذي جعل الحزب بين أيدي أغرار لم تكتمل لديهم ملكة القيادة، ناهيك عن الروح الفدائية التي مارسها قدوتهم ولم تلامس الا القلة القليلة المؤمنة، والتي ما إن غابت حتى ظهر التشلع بين صفوف القوميين.

إن معالجة ما لحق بالحزب من اعتوارات في هذه الحقبة أو تلك، يتطلب من المعالجين ليس فقط التجرد الكامل إزاء هذه القيادة أو تلك، تعديلات جرت هنا وهناك، بل وأيضاً قراءة موضوعية لراهنية الصراع والأطراف المنخرطة فيه في الاقليم والعالم. لأن الاعتبار الفكري البحثي وقياس المواقف على أساسه، إنما رومانسية لا تعدو كونها فعلاً صبيانياً كما هو حاصل في المذاهب الدينية على اختلافها. كأن نقول ماذا يفعل المسيح في هذه الحالة أو محمد في تلك، ونبدأ بالقياسات على ما وصل إلينا من تراث مكتوب أو مسموع.

في النهاية، إن اختيار أنطون سعاده لفكرة الحزب، لم يكن هدفه من ذلك العمل السياسي التقليدي، بل نهضة أمة تعاني شتى الويلات، إن بتاريخها القديم أو الوسيط أو الحديث منه. والنهضة بدون وحدة متحدات، أصبحت تامة بفعل الانتداب، قيامها من سابع المستحيلات، خصوصاً مع الهجمة الانترنسيونية لنهب الموارد ناهيك عن عملية الحماية المقدمة من قبل جماعة النهب الدولي للصهاينة في الكيان الغاصب.

على أولئك الذين ينتقدون الحزب صبحاً ومساءً، أن يأخذوا بعين الاعتبار أن القوميين منذ فعل التأسيس، لم يتركوا ساح الصراع يوماً، وإن تشتت قيادتهم في حقبة ما، تحديداً عندما يتعلق الامر بالهجمة الشرسة من قبل الصهاينة ومحاولة تطويع الأمة لتكون لقمة سائغة للناهب الدولي.

0

0