صدر مؤخراً عدد شهر آذار من المجلة الفصلية “الفكرة الحرة “L’IDÉE LIBRE والتي تصدرها جمعية “المفكرين الأحرار Libre Pensée” في فرنسا. وهذا العدد مخصص لما يدور في بوتقة الهلال الخصيب ولو كان عنوانه فقط “ملف دجلة والفرات”. فمم لا فيه شك أن هذين النهرين هما المدخل للتحدي الوجودي الأساس لهذه المنطقة.

‏وكان للقوميين مساهمة بارزة في هذا العدد عبر مقالة لكل من الرفيقين راجي سعد وأسامة المهتار.

‏مقالة الرفيق راجي المعنونة “من هلال خصيب الى هلال نضيب”، تتناول بطريقة جغرافية وتاريخية هذين النهرين العظيمين، والتحدي الوجودي أمام شعبنا والمتمثل بسرقة المياه عبر شبكة من السدود الهائلة التي تقيمها تركيا في منطقة كيليكيا الشرقية غير مكترثة للمواثيق الدولية، والذي يقابله جهل لدى القيّمين في حكومات الكيانين العراقي والشامي وضعف أدائهما السياسي تجاه هذه المشكلة.

‏تحتوي المقالة على معلومات مهمة جداً موجهة للقارئ الفرنسي الذي يكتشف للمرة الأولى أهمية هذا الموضوع، ونتائجه الكارثية على أمتنا.

اما ‏مقالة الرفيق أسامة فعنوانها “انطون سعاده والقومية الاجتماعية”، وتتناول بشكل موجز حياة سعاده ولمحة تاريخية عن تأسيس الحزب ومبادئه وغايته. وقد ركّز الرفيق أسامة أيضاً على الفرق بين القوميات الليبرالية العنصرية وقومية سعاده الاجتماعية الجامعة.

‏إنها لحد علمي المقالة الأولى بقلم قومي تصدر في دورية فرنسية وتتناول مفاهيم سعاده والغاية من إنشاء حزبه.

‏وفي هذا العدد أيضاً نقرأ مقالة تمهيدية للمفكر الحر المسؤول عن اصدار هذا العدد ميشيل غوديشو عنوانها “علم الآثار والدين والإمبريالية” يقول في متنها: “سومر وبابل تسحر الغرب، ولكن السكان الحاليين للمناطق التي كانت تقع فيها هذه الحضارات لا تفتن كثيرًا. يمكننا قصف الجنة الأرضية.”

من جهة أخرى ‏يتناول الباحث دومينيك غوسو (نائب الامين العام لجمعية الفكر الحر) في مقالته حياة الأمير عبد القادر الجزائري الذي نفته السلطات الاستعمارية الفرنسية إلى دمشق سنة 1855 وبقي فيها حتى وفاته سنة 1883، والذي ‏ لعب دورًا هاماً في جهود التهدئة والوفاق في أعقاب المجازر الطائفية عام 1860.

ونقرأ في هذا العدد كذلك مقابلة مع الباحث بحار كميونغور، المناضل البلجيكي المولود في لواء الإسكندرونة والمهدد دائماً من السلطات التركية، حول كتاب له أصدره مؤخراً عنوانه: انشقاق لاهوتي وتمرد اجتماعي في الإمبراطورية العثمانية في القرن الخامس عشر.

 ‏ننتقل مع الكاتب كريم حيدر العضو في حزب “مواطنين ومواطنات في دولة” إلى الانتخابات اللبنانية لسنة 2022 وتحليل كينونتها ونتائجها.

أما البروفيسور جورج سعد الأستاذ في الجامعة اللبنانية فيتناول في مقالته تاريخ الأكراد وعلاقتهم بما يدور حالياً في تركيا وإيران وسوراقية.

في مقاله يتناول الامين العام لجمعية الفكر الحر، كريستيان إيشين، الفكر السياسي وعلاقته بالدين. ويمهد له الطريق بالقول: هناك حقيقة لا يمكن ان يتنكر لها أحد وهي أن “حضارتنا” لن تكون على ما هي عليه اليوم بدون الثقافة العربية-الإسلامية.

وينتهي هذا العدد الخاص بمقال “أرض إسرائيل” للعضو المناضل في “الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام” بيار ستامبول الذي شارك في إصدار كتاب عن “مسارات اليهود المعادين للصهيونية في فرنسا”. إذ يقدم مقاله كما يلي: في البداية، هو (أرض إسرائيل) مصطلح ديني يدل على الأرض التي أعطاها الله لليهود ليستوطنوا فيها ويؤسسوا دولة. لقد أصبح الآن أداة للغزو الاستعماري وسلب أرض الفلسطينيين في بلادهم.

‏ندعو الرفقاء والأصدقاء المقيمين في فرنسا إلى اقتناء هذا العدد وتوزيعه على معارفهم لقيمته الفكرية.

لمن يرغب بالاشتراك بالمجلة، يرجى الكتابة إلى:

Fédération Nationale Libre Pensée-10-12, rue des Fossés-Saint-Jacques – 75005, Paris, France