القوة وألغازها في الهلال الخصيب من الدولة الفاشلة إلى المفتتة، سوريا نموذجاً 2
Share

إذا، إن الدول الفاشلة في الهلال الخصيب هي دول ناجحة في تقديم الخدمات الاقتصادية والاجتماعية بشكل ترقيعي، لكنها خاوية من أي نظرة جيوسياسية لمصالحها البعيدة المدى، المتمثلة في كيان واحد، هذه النظرة هي لب وفحوى بنود المؤتمر السوري قبل الاحتلال الفرنسي.
ولأننا نتحدث عن الفشل، يطيب للكثير من نخبنا الفاشلة والتي جملة ابداع أفعالها يتجسد في أقوال مبتسرة عن الحقيقة لتوصيف الحدث، فتبتكر الكثير من انصاف الحقائق الكريهة بخلفية لا تبحث عن خلاص لوطن ومجتمع. ومثلاً على هذا السلوك، تلذذ هذه النخب في التعليق الساخر على وصول بشار الأسد إلى رئاسة بعد والده الرئيس حافظ الأسد والتهكم تحت عنوان الجمهورية الوراثية، وهو بالتأكيد جزء من واقع الجمهوريات الفاشلة في المشرق والعالم العربي برمته، ولكن يغيب عن بال هذه النخب التتمة الضرورية لهذه الصورة، أن سوريا كانت الدولة الوحيدة التي نالها التوفيق بانتقال هادئ للسلطة وسط جمهوريات محيطة بها اطيح برؤسائها احتلالاً أو تمرداًعسكرياً مدمراً ومدعوماً من الغرب والخليج.
كان خيال هذه النخب بسخريتهم الفارغة، عقيماً من واقعية الوراثة كفكرة في العراق ومصر وليبيا واليمن والسودان، وبل وللحظة من الصدق مع الذات أن هذه الدول كانت ستكون بحالٍ أفضل في التوريث عوضاً عن تدمير مجتمعاتها بواسطة احتلال مباشر أو تمرد دون رؤية واضحة تكون بديلاً. بالمختصر إن انتقال السلطة بمجمله قضية محزنة من ناحية علاقة القوة بالدولة في دول العالم العربي بعد الاستقلال.
إن ما جرى في انتخاب بشار الأسد مخالفة للدستور!! لطالما نطقها انغلوسكسونيون بيض ناصلي اللون يحاضروننا بالديمقراطية، وترى الحضور حولهم من أبناء جلدتنا بكل تجليات السلوك الدوني. كنت اتمنى الاجتماع بهؤلاء لأخبرهم بسلوك وزارة الداخلية الفرنسية والالمانية المخالف لدساتير دولهم عند إقرار قوانيين وبطريقة تخالف دساتير دولهم لتقييد حرية التعبير والكتابة، وهي قوانيين وضعت اساتذة جامعة ومدرسين وفنانين في السجون وطردتهم من اعمالهم. نعم الانغلوسكسون أنهم القحباء التي تحاضر تلاميذها من نخب الثقافة والسياسة في أوطاننا.
ملامح القوة والدولة في سنوات بشار الأسد:
استلم بشار الأسد الرئاسة في سوريا وأمامه واقعين عدميين:
الأول: غياب الاتحاد السوفيتي بما يشكله من مظلة سياسية دولية للقضايا المحقة للدول الفاشلة، وبالتالي نحن أمام انتصار امريكي تحدث عنه منظروهم كثيراً وأمام تشطيب الكثير من القضايا التي اعتبر الغرب أنها كانت موجود كملف بسبب وجود الاتحاد السوفيتي. الواقع القاتل لسوريا أنها فقدت وزنها وبكل ما تدعمه من حركات مقاومة كبطاقات قوة في دعم توجهها السياسي، ورغم انتصار 2000 الهائل في لبنان، إلا أن أصحاب القرار كانوا يعلمون بالثقب الأسود القادم لهذه الدول بسبب انهيار كتلة وازنة عالمياً كانت شريكة للغرب في تقرير مصير العالم وقضاياه.
الثاني: الاستحقاقات الاقتصادية الهائلة لواقع الإنتاج السوري، فنحن أمام دولة فاشلة اقتصاديا انتاجاً وتصنيعاً وما يرتبط بهاتين العمليتين من علوم وتعليم واموال. وطبعا أقول دولة فاشلة ولكن فضيلتها الوحيدة كانت تقديم الخدمات الحياتية مدعومة لمواطنيها وبناء مؤسسات تدور حول هذه الحالة. فكيف الخروج من هذا الواقع الأقتصادي بوطأته الخاصة ومع أخذ أبعاد الواقع القاتل الأول بعين الاعتبار. بصراحة لم يكن ثمة رؤية محددة وواضحة رغم الكثير من الانجازات الاقتصادية الهائلة التي تمت في ظل حكم الرئيس بشار الأسد، فكانت الأفكار المسموعة في مؤتمرات البعث وصالونات المعارضة والصحف تدور حول افكار من السوق الحر إلى الاقتصاد الموجه بطريقة جديدة إلى أيهما أكثر أهمية ويفترض ان يسبق؟ الأصلاح الاقتصادي أم الاصلاح السياسي، وطبعا إذا غضضنا عن كم الهراء الذي كتب وقيل في مؤتمرات البعث عن العقد الاجتماعي وفصل السلطات وو.
أمام الواقع الأول، وما لا يعلمه الكثير أن الرئيس بشار الأسد في السنة الثانية من رئاسته بدأ بتحريك بعض الشخصيات الأدبية في السورية لتشكيل تجمع من مثقفي ومفكري بلاد الشام لغاية احياء ما يسمى المؤتمر السوري بمقررات ذات سلطة أدبية وفكرية مهمتها مخاطبة المجتمع والذاكرة. بدأت هذه الشخصيات تتواصل بين بعضها وتحضر للفكرة، ولكن احتلال العراق نسف واقعها الوليد .. بصراحة لقد تأخرنا وسبقنا الغرب.
نعم، لقد بدأ بشار الأسد بالخلاصة التي تعلمها حافظ الأسد بعد تجربة حرب تشرين المريرة، أن شعار الأمة العربية وهم قاتل وأن أسرار المنطقة وألغازها تنحل عند تعاون دول الهلال الخصيب بين بعضها، فتوجه فوراً إلى الخطأ القاتل بالنسبة إلى الغرب الذي صنع سايكس بيكو، ويعد إحياء المؤتمر، قتلته فرنسا وبريطانيا وامريكا. إن الغرب الذي كان يحصي انفاس بشار الأسد رئيساً ويتابع بمجهرية سنواته الأولى في الحكم ليعرف ما يدرو في رأسه، أطلق خطة إنهاء هذا الرجل في الأعوام الأولى من حكمه، ما يجعل كل ما سرب من وثائق أثناء الحرب السورية عن استعدادت لوجستية بدأت منذ 2002 لتدمير سوريا مفهموماً ومنطقياً. بالمختصر لن يسمح الغرب لشخصية مشرقية أن تضع لبنة في بناء الحقيقة التي تنطق بوحدة مصيره الوجودي.
النقلة الثانية في فعل الرئيس الأسد على الواقع الأول هو ربط سوريا بمشاريع الشرق الاقتصادية العابرة للحدود، وهو ما يعتبره البعض الورطة التي أدخل بها سوريا، بينما الحقيقة أنها كانت إحدى القطع الخشبية لخلاص سوريا من واقعها الدولي العدمي بعد 2000م. فدون هذه الخشبة كان على سوريا أن تقدم فرادى أو بالجملة كل بطاقات قوتها التي جمعتها منذ الثمانينات، وهي بالفعل قد بدأت تقديمها كقضية أوجلان مثلا وتمانع عن البقية لتحافظ على وزنها. نعم كان حدث غزو العراق 2003 بداية مؤقت السباق لدخول سوريا في نفق مظلم.
ندخل هنا في منطقة ملغمة، هي الربيع العربي وشعار الثورات العربية ضد الدكتاتوريات والثورة السورية بالتحديد. اطلعت لحد متواضع على الدراسات التي تحدثت عن المقدمات الاقتصادية والاجتماعية لهكذا ظواهر، وكانت تستند إلى احصاءات ممتازة عن نسب البطالة والهجرة العقول والفاسد ومعتقلي الرأي، وبالتأكيد في “الجمهوريات العربية فقط” التي خرجت تلك الظاهرة فيها، وهي احصاءات ودراسات تعطيك لحد ما صورة صحيحة جزئياً عن واقع مجتمعات تلك الدول، ولكنها تتلاعب بالقارئ لتعقلن النتيجة التي تقدمها بأن خروج الجماهير إلى الشارع كان قضية منطقية، وهذا نمط مضحك من الدراسات الذي يشبه ما يكتبه هنتجتون من ترهات كتابه على سبيل المثال من نحن؟ عندما يخبرك أن الاحصاءات في الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر ان 99 بالمئة من الشعب الامريكي يؤمن بالله وبالتالي يبدأ باستناجاته الخاصة ضاربا عرض الحائط جميع الاحصاءات التي تتحدث عن سلوك المجتمع الأمريكي الإجرامي من اغتصاب وسرقة ومخدرات وتجارة رقيق أبيض و و و. عليك يا عزيزي القارئ أن تعرف خلفية مراكز الدراسات التي تطبع مؤلفات كهذه لتدرك أن غالبيتها ينفق عليه خليجياً، فالخليج هو الذي يقدم الكثير مما تجتره نخبنا سياسياً.
إذا كنا ندخل عند توصيف الربيع العربي والثورة السورية بالخصوص في منطقة ملغومة، فعلينا أن نركب كاسحة ألغام محصنة لتجرف ما تحت هذه الالغام، وسأقدم لك يا عزيزي القارئ صورة هذه الثورات، وما عليك سوى أن تمسك بقلم وتكتب في رأس الصفحة حدث “أحتلال العراق” وتضع تحته قائمة الدول التي ساهمت عام 2003م بهذه النتيجة، ثم تنتقل إلى رأس الصفحة وتضع عنوان “الحرب الليبية”، وتضع قائمة بأسماء الدول التي ساهمت بسقوط الدولة الليبية. ثم تعود إلى رأس الصفحة وتضع عنوان “الحرب السورية” وقائمة بأسماء الدول التي أشعتها تمويلاً وتسليحاً واعلاماً (خاصة أصدقاء سوريا) ثم تعود أخيراً إلى رأس الصفحة وتضع عنوان “الحرب على غزة” وقائمة بأسماء الدول التي ساهمت في حصار وقتل أهل غزة .. لتكتشف معي الحقيقة المقرفة التالية:
أولا، أنها تقريبا ذات الدول، فالولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وقطر ساهموا في تدمير العراق كمجتمع وحراثة منطقة الفلوجة السنية مثلاً! ولكنهم ذرفوا دموع الحزن على سنة حمص وحماه فبذلوا المليارات سلاحاً ومالاً وتحريضاً! بالمقابل كأن سنة غزة وفلسطين يستحقون الموت والتجويع، لأن أبي عبيدة لم يكتف بالحض على السنن.
إنها نفس الدول، ولكنها في كل مرة تحمل خطاباً جديداً ويقوم مسوق الخطاب القديم بتسويق الخطاب الجديد. بالمختصر، هل أريد أن أقول أن دول الخليج تنفق على مشاريع الدول الأنغلوسكسونية؟ هل تستطيع أن تستنتج حقيقة سوى هذه؟ إن عزمي بشارة يبقى عزمي بشارة حلق شاربيه أم أبقاهما، وربما كتاب هنري برنار ليفي عن ليبيا (الحرب دون أن نحبها) يجب أن يكون (الحرب كما نحبها تماما) والسبب؟ أن جميع هذه الدول تصل إلى الواقع نفسه كنتيجة مقرفة: أنها تتحول من دول فاشلة إلى دول مفتتة.
دولة الشرع القوية:
علينا بداية أن نهنئ تركيا وقطر على انجازهما الباهرحقاً، فقد استطاعتا بعد صبر وعناد إنجاح التنظيم المصنف ارهابياً على لوائح دول العالم أن يحكم سوريا. هو انجاز فج بانكشاريته ولا يشبه بفجاجته إلا الطريقة التي يشتري بها أمراء الخليج فريقاً كروياً أو متحفاً أو مراكزاً ترفيهياً في أوروبا.
يبدو بهذا النصر أن سفاح العراق “الجولاني” في نسخته السورية وفي الواقع أعلاه، متربعاً على أسفل هرم السلم الغذائي لهذه النتيجة تماما كان في العراق، فهو لم يكن يعلم عند انطلاق العملية (ردع العدوان) بامكانية استلامه حكم سوريا، وإلا لكان اختار عنواناً مبهماً يتسع لأحتمالات الوصول إلى دمشق على الأقل. كما أن الخلاف الذي بدأ يتضح منذ فترة أن ثمة من سبقه في دخول دمشق من جهة درعا، وهو خلاف يذكرنا بالنقاش بين المؤرخين على من دخل دمشق أولاً الأمير فيصل وجيش الثورة العربية أم الأنكليز.
رافق هذا الوصول إلى السلطة في سوريا، وكنتيجة أولية لنجاحه وفي ساعاته الأولى، تدمير اسرائيل لكامل مقدرات الدولة السورية العسكرية وخاصة في سلاح الجو وعتاده.
لا يملك الشرع لدولته الجديدة خطاب انتصار أمام المجتمع، فكل تصريحاته وخطاباته وبأطولها يصح أن تطلق في الساعات الأولى من سقوط الدولة السورية. جاء هذا الحرمان الخطير من خطاب للنصرٍ كنتيجة لطبيعة النصر والمنتصر الفاضحة، وليربط بوضوح أن ثمة فقدان لخطاب للهزيمة أيضاً، والأكثر عمقاً، عدم حصول معركة سقوط.
نعم إنها من نوادر التاريخ أن يرتبط مصير استمرار المنتصر الغامض، بطبيعة الهزيمة المبهمة، وعليه لا يستطيع المنتصر أن ينظر إلى المجتمع إلا ككتل وهويات، تشكل خطراً يهدد انتصاره أمام شركاء يفترض أن يشاركونه غبطة النصر أي المجتمع، وبالتالي المجتمع السوري بحد ذاته هو مكمن الخطر على نصر كهذا، ببساطة المجتمع السوري هو الذي هُزم أو بدقة تاريخية يتم منذ تاريخ 8-12 ممارسة تجربة فريدة على هزيمة هذا المجتمع بشكل هندسة اجتماعية واضحة المقدمات لمنتصر لا يملك خطاب نصر.
ماذا ننتظر من هكذا انتصار؟ إن النتيجة الطبيعة لهكذا معادلة ستكون ارتباط كل الملفات الداخلية والخارجية السابقة للمنتصر والتي وجدت بفضل انتصاره، مع الضغوط الدولية والمساومات التي لا تتعلق بخير المجتمع رغم ظاهرها، فلا دستور ولا حوار ولا مصالحة ولا محاسبة ولا رقابة ولا مؤسسات ولا عدالة انتقالية ولا علاقات جوار طبيعية دون ضغوط خارجية تحدد طبيعة ماذا يحتاج الخارج الذي يمارس هذه الضغوط لملفات يعتبرها مستحقة وعلى المنتصر تنفيذها دون شركاء (المجتمع) أو بالحد الادنى منهم.
عادة ما يملك المنتصر قائمة بأسماء المهزومين من أصحاب القرار في السلطة المهزومة ليتم اعتقالهم، ولكن التجربة التركية مع مرسي وخوفها من الجيش الذي اطاح بحليفها العثماني جعلها تدفع الشرع إلى ابتكار فكرة التسوية لأكثر من مليون انسان. لهذه التسوية وببساطة فكرتين: إذلال هؤلاء والتمهيد لتصفيتهم حسب مقتضى الحاجة إي بسرعة أو ببطىء. وكتتمة للوصفة التركية، تم حل الشرطة والأمن بكل أنواعه، فهكذا منتتصر وانتصار يشكل خطراً عليه أدنى جهاز منظم يمت إلى المجتمع بصلة تفاهم او تضامن.
تحدث المنتصر عن اقتصاد السوق الحر، والوصفة التركية تحدد: لا تنتظر خصخصة المؤسسات لتقوم هي بطرد الفائض من موظفيها بل انطلق أنت بوضع المعايير وأطرد من تراه يجب أن يطرد، وبل تجاوز أمر الطرد إلى إلغاء مؤسسات خدمية بكامها من المجتمع كالمستوصفات في ريف طرطوس.
الرغبة بـ اللا شركاء، وتحت حجة أنهم كانوا على قيد الحياة في ظل الدولة السورية السابقة، يفسر تماماً كل ما يتعرض له المجتمع من إلغاء للأحزاب والمؤسسات، فما تعرضت له الطائفة العلوية منذ أسابيع من مجزرة في منطقة الساحل السوري ومعهم المسيحيين وبعض الأسر السنية، جاء كنتيجة مطلوبة (بأقل تقدير اخلاقي) لكل التراكمات التي تم تسميتها بحالات فردية من تاريخ 8-12 2023م. فتصعد العنف والإهانة والسرقة والاستفزاز والتصفيات والاغتصاب والذي لم يجد أي رادع له، الذي لا يمكن لأي عاقل إلا ان يعتبره نهجاً، وفي أي مجتمع سوي سينتج خوفاً لمدة شهر ثم يغضب لمدة شهر ثم الانفجار، وهذا ببساطة ما جرى، وهذا ببساطة ما كانت ينتظره هذا النهج، وبالتالي يغدو من الطبيعي ومنذ توقف المجزرة أن يعود ذات النهج “الحالات الفردية” الذي يتنظر ويريد نفس النتائج أن تتكرر.
ليس التركيز الرسمي على اعتبار الحدث مخطط إنقلابياً منظماً إلا رغبة منه في التصعيد لابتكار الوحش الذي تستطيع معاقبته دائماً، بينما الواقع يقول إن الأمر لو كان مخططاً، لأستطاع العلويون ابتلاع الساحل كاملاً. بالمختصر عندما ترفض أي سلطة التعامل مع حدث بواقعية حدوثه، فهي تحتاج إليه. فكما تم تنصيب أمير دم على اللأكراد خلال حرب لمدة 14 عام وتم تنصيب أمير دم على الدروز، وتم تنصيب أمير دم على السنة حالياً يجب دفع العلويين إلى الحالة التي يظهر بها أمير دم قادر، إما للدوخل بما يبشبه اتفاق الطائف اللبناني أو للدخول في تهجير منظم للطائفة العلوية من سوريا.
إن واقع اللا شركاء، إلا بالحد الأدنى، وبناءً على ضغط خارجي وبتوقيت مناسب، يفسر التقارب مع قسد بعد هكذا مجزرة وربما على حسابها، وهو أيضا نهج سنراه في مجازر قادمة تبتكر تقاربات تلحقها لتنظم وجه سوريا المفتت.
إن واقع اللا شركاء إلا بالحد الأدنى وبناءً على ضغط خارجي وبتوقيت مناسب، وفي ظل المخاطر التقليدية التي تحيط على السيادة السورية من الجنوب والشمال، ينقل سوريا برمتها من الدولة الفاشلة إلى الدولة المفتتة، وهو انتقال تم في لبنان مع اتفاق الطائف وتم في العراق بعد عام 2003 وتم في ليبيا بعد سقوط القذافي، وتم في سوريا بعد 8-12 وربما يتم في تركيا مع ما يجري حالياً، وربما مصر بعد الانتهاء من السودان.
إن شعار الدولة المفتتة بكل بوضوح هو تدمير البنية التحتية المادية والروحية في كامل الهلال الخصيب، كما جرى سابقا تقطيع أوصال الحياة فيه مع اتفاقية سايكس بيكو.