لا غدَ لي- عفاف ابراهيم
أيُّها السّاقي
مدّ قلبك
وادفق نبع الحبّ
كلّنا عطشى كنهر
لا يعرف ما في قلبه
من عطش
ولا ما في جريان صوته
من ماء
أيُّها السّاقي
بلّل ريقنا
أيلول شهر جافّ
والشمس تبتعد قليلاً عن الأرض
تاركةً عصير قلبها الأرجوانيّ
قلب أقبية النهار
أيُّها السّاقي
الخريف فصل سريع
وكبير الحظ
يبذر أيلول أوَّل الكرم
ويحصد بدل تشرين
اثنين
أيُّها السّاقي
في بلادي نحن الأوفر حظّاً
حصدونا في أوَّل تشرين
طحنونا في الثاني
وكأيلول المزار
جعلوا منّا قرباناً
عجنونا
وقدّمونا خمراً
على مائدة الفصول
أيها الساقي
اسقني
أنا التائهة عن الخمر
لم أعرف سحره من قبل
قالوا لي أنّه فاتح شهيّة الشعوب
يقلب النحف سمنةً
الهزيمة انتصاراً
والحريّة عارْ
أيها الساقي
الكرمة نضجت
وتدلّت
كقلادة على صدر الحقول
كأيقونة نور
وأنا ما عدت أنتظر شيئاً
غدي في قبو قلبي
يلفّ يدور
يدوخ في اللحظة
كأنّه إسوارة الزمان
اسقني
لا خمرة لي سوى حبّك
ولا غدَ لي سوى الآن