صريح حتى الفجور-بلال جابر
نقلا عن صفحة بلال جابر
“لمن يهمه الامر، انسحاب من الترشح لعضوية مجلس الشعب.
صدقا ترشحت دون إشارة من أحد وفقط باعتباري مواطن في دولة ويحق لي قانونيا. ومن يعرفني جيدا يعرف بأنني لست من طلاب السلطة ولا حتى الكراسي وحيث لا نحتاج لصفة جديدة لنكون بجانب الناس. ومن اسبوع وانا اراقب السلطة بإدارتها لملفات الغلاء والأسعار والمؤسسات وكيفية مراقبتها الخجولة إن لم نقل المعدومة. وأراقت الأحزاب التي استخسرت حتى بيانا بخصوص ما يحصل في البلاد من انتهاكات خارجية تحت اسم عقوبات وقوانين قاتلة، اضافة الى الانتهاكات الداخلية بغض الطرف عمّا يحصل بالشعب من خلال الذل الذي يلاقيه ابناءنا وبناتنا الكرام.
انسجاما مع نبض الناس برفضهم لما يحصل بالبلاد على كل المستويات لاسيما التي تنتهك السيادة الوطنية ومع نبضهم ورأيهم بمجلس الشعب ومرشحيه اليوم..
وقفت كثيرا امام مشهد زيارة بوتين لبلدي …وأقف كثيرا امام المادة الثالثة من الدستور والتي تؤكد على دين رئيس الجمهورية وعلى مسرحية شركة “تكامل” وعلى مؤسسات كانت فارغة من المواد وعلى مرأى كل مسؤولي المنطقة، وعندما حضرت السلطة الرابعة خرج علاء الدين من فانوسه السحري.
للمعلومات…اهم ما اثار رغبتي بالانسحاب الذي أدوِّنه لكم وانا مرتاح الضمير ما قام به رئيس الحكومة الحالي بالموافقة على إيقاف القروض من المصارف العامة والخاصة إضافة الى رفع تسعيرة النقل التي تم تداولها والتي تضاعفت أكثر من 100/100. والأهم ان وزير التجارة الداخلية الجديد يستعيد برؤيته الثاقبة التسعيرة بتخفيضها ل15/100 تبين لي بان مسؤولينا والمكلفين بإدارة ملفات وجودنا كأحياء وفقط ليسوا على قياس ما نعانيه كشعب…
لفتتني تسعيرة البنك المركزي للصرف حيث رفعت البيع والشراء للواردات والصادرات مقابل اللعين الاميركي وكأن قرار رفعها فاتحة اصلاح.
ما بين ليلة وضحاها يصبح الناس بين مطرقة وسندان الاخضر الأميركي.
اليوم لفتني طفل يأتي بعلبة دواء الى أحد اصدقائي ليشتريها له وهي من النوع العصبي. ورجل آخر البارحة يستعطف من يبدل له او يشتري له القسطرة البولية التي سيغيرها كل شهر والتي لا قدرة له على شرائها ((30)) ألف ليرة شامية..
واخرون يطبخون برغلهم المدولر بالمااااااء.
رأيت ما رأيت على تلفزيونات الوطن ممن يعلنون رغبتهم برؤية الفواكه التي لا يقدرون على شرائها.
رأيت ما رأيت على ابواب مؤسسات حماية المستهلك كيف يتقاطرون على الشراء خشية المجهول الفضائي وكأن السلطة تتمركز بمكان خارج الحدود.
رأيت ما رأيت بعيون وسلوكيات الناس من قلق وخوف ورعب من قادم مجهول يجعل مني صريحا الى حد الفجور.
الناس ينقصها مرشحون يحافظون على كرامتهم، ولأنني لست قادرا على فجور التجار الذي استثمروا بالدم والانتصار فيما سياسيونا يتداولون الازمة من خلف منابر.
ولأن الشعب في وادٍ والسلطة التنفيذية في وادٍ آخر. وما بالكم بالتشريعية التي ما قدمت ملموسا لصالح الناس إلا من كان يترصد ترشيحا جديدا فقام بخدمات خاصة..
اقول ما تربيت على ان أسكت عن الظلم ولا عن المفاسد ولأنني اعرف كيف تدار الامور ولاسيما بالسياسة والأمن، ولأنني من تيار سياسي تلقنت فيه الكرامة والعز مع الخبز والماء، ولأنني لست براضٍ حتى عن حزبي الذي انتمى اليه بتجاهله لما يحصل مع الناس وكأن ذلك لا يعنيه بالمبدأ…
أعلن انسحابي من الترشح على عضوية مجلس الشعب انسجاما مع قناعتي التي لم تتبدل ولن تتبدل ومن لا يعرفني فليسأل عني…
المهمة تكليف وليست تشريف ولأن ما لاحظته على مستوى القوى السياسية كيف تُدهِلز الأمور للوصول ولأنني ما اعتدت ان اكون من هذا النوع… اؤكد على انسحابي من الترشح.”
احييك مع الاحترام الذي تلتصق به لنفسك واويد موقف حضرتك , لم يكن زعيمنا يعتبر كرسي نيابي او وزاري من ضمن غايته في تاسيس حزب النهضة والانسان الجديد