أربع سنوات من المغامرة – رئيس التحرير
مع هذا العدد، التاسع والأربعين، تكون مجلة الفينيق قد أنهت سنتها الرابعة ودخلت في الخامسة من عمرها. أربع سنوات كناية عن مغامرة مستمرة للكتّاب والقراء على السواء، رافقت فيها الفينيق أحداث الوطن السوري والحزب السوري القومي الاجتماعي بكل منعطفاتها وتقلباتها.
مراجعة إحصائية سريعة ترينا أن همَّ الحزب السوري القومي الاجتماعي هو أكثر المواضيع اهتماما من القراء، وهم في غالبيتهم من أعضاء هذا الحزب وأصدقائه. ولعل ميزّة الفينيق تكمن في عدم تهيبها من الخوض في أزمة الحزب علنا ودون وجل، مشاركةً في النقاش حينا، وموجهةً له أحيانا. وهذه الميّزة هي ما يثير إعجاب معظم القراء ونقمة بعض منهم.
القاعدة العامة في معظم الأحزاب والمؤسسات العامة هي عدم نشر ما يسمى بالغسيل الوسخ. قاعدتنا في الفينيق، لا “توسخوا فلا ننشر غسيلكم.” وقدوتنا في هذا المسار هو سعاده نفسه. فحين واجه الحزب مسائل داخلية خطيرة بعد انتخابات سنة 1937 في لبنان، لم يتوان عن النشر في مجلة النهضة أن عددا من الأعضاء لم يتقيدوا بقرارات الحزب من جهة، وأن عددا من خصوم الحزب تمكنوا من اختراقه. (مقال الأخلاق الحزبية).
إن قرار سعادة نشر بعض مواقع الخلل في الحزب سنة 1937 يعود إلى أمرين، الشفافية في الإدارة والصدق مع الشعب. ونحن في الفينيق نلتزم بهاذين الأمرين.
انطلاقا مما سبق، فإن هذا العدد سيكون صافعا في بعض نواحيه لناحية كشفه للمستوى الذي انحدر إليه بعض القوميين. ولكن، في المقابل، فإننا ننشر نداءات ومقالات من رفقاء يدعون إلى التعقل والحكمة قبل أن يتحول العنف اللفظي الذي نشير إليه إلى عنف جسدي.
مع كل شمعة نضيئها في عمر الفينيق، نرى حجم المسؤولية الذي على عاتقنا. مجلة سورية قومية اجتماعية ملتزمة بفكر سعاده وأخلاقه، وتعمل لتحقيق غاية حزبه وإحقاق نظرته.
الشكر الكبير لقراء الفينيق وداعميها بالرأي والمال. هذه المجلة بحاجة إلى الاثنين معا.
والشكر الكبير أيضا لجهاز الفينيق، كتابا ومحررين وفنيين. لقد عملتم بإخلاص وتفان طوال هذه السنة. بعضكم في ظروف صحية صعبة وقاسية لم تنته بعد. قلبنا معكم ومحبتنا وشكرنا.
ولتحي سوريا وليحي سعاده