أربع سنوات من المغامرة – النهج المضاد

image_pdfimage_print

منذ يومين فجع القوميون بخبر وفاة الرفيق رامي سلوم وتناقلوا هذا النداء الذي ربما كان من آخر ما كتبه. البقاء للأمة.

إلى الرفقاء السوريين القوميين الاجتماعيين

في الوطن وعبر الحدود

سأبدأ كلامي معكم أن عودوا إلى رُشدكم إن كنتم تعقلون حيث لا مكان للنظرة العاطفية في معالجة الأمور الحسّاسة، فنحن أبناء ثقافة “العقل في الإنسان وحده الشرع الأعلى” ويُفترض أن يكون بيننا الكمّ الأكبر من الأعضاء الذي يحملون هذه الثقافة فلا مكان لتغليب العاطفة والحدس على العقل في مثل هكذا أحداث خطرة.

تتذكرون جيّداً انّني بالأمس القريب حذّرتكم من الانشقاق ومنذ اللحظات الأولى لأحداث 13 أيلول 2020 ولربما الكثير منكم استهتر بهذا التحذير ولم يُقنعه، ومردّ ذلك يكمن في ضعف الاطّلاع على تاريخ الحزب، ولولا ان البعض قد يرى في تقييمي لهذا الأمر بعضٌ من التغالي في سوء الظنّ لربطتها بجماعة خطة (11 أيلول) لأنّ المُستفيد الأكبر هُم هُم أنفسهم أصحاب هذه المشاريع ومُدبّريها للسيطرة على مقدّرات الشعوب، لأنّهم وكما قال فيهم سعاده “حركة منّظمة وقويّة” ولا مكان للعواطف والمشاعر في أعمالها فهُم يعملون وفق خُطط مُحكمة ودقيقة، وكما ترونها اليوم فهي حاضرة بقوّة بين إدارات الدول السورية وشعوب كياناتها وأحزابها بشكل واضح لا يقبل شكّ، وما الأحداث التي تعصف بكياناتنا إلّا الدليل القاطع على صحّة ما نقول .

رفقائي الأحبّة إذا لم يكن لدينا المَقدرة على التصدّي لها في الوقت الحاضر والانتصار عليها، فلا يجوز أن نكون وقودها، ونكون العناصر المُساعدة في إنجاحها وتقدّمها، والحزب السوري القومي الاجتماعي يُعتبر الهدف الاستراتيجي رقم (1) بين الحركات المُستهدفة في المنطقة إن لم نقل العنصر الرئيس الأساس فيها، ليس لقوّة تنظيمه اليوم، على العكس تماماً فهم يعرفون جيّداً أدق أدق تفاصيله ويتحكّمون بها.

بل لأن العقيدة التي يحملها أتباع هذا التنظيم خطرة للغاية على مشاريعهم تجاه المنطقة، خاصّة متى وُجدت الظروف المناسبة لإطلاقها لتكون “حركة الشعب العامة” وما التأثير الذي أحدثه عناصر هذا التنظيم خلال الحوادث الجارية رغم ضعفه الكبير سوى الدليل القاطع على دقّة ما نقول.

لذلك أربأ برفقائي ألّا يكونوا وقوداً لخُططهم وحالةً تصعيديّة تخدم المشروع الانشقاقي من خلال نشر ثقافة المهاترات والشتائم بين جناحي “الانشقاق الوظيفي” كما أرغب بتسميته، وأتمنى عليكم أن تُبقوا على ثقافة الألفة والمحبة قائمة بينكم إن لم نستطيع حتى الآن تشكيل قوّة ضاغطة لاستعادة وحدة الحزب للقيام بالمهمة المُقدّسة التي من أجلها أنشأه سعاده واستشهد في سبيل غايته النبيلة، وكذلك صوناً لدماء رفقائنا التي لم تجفّ بعد شُهداء النهضة السورية القومية الاجتماعية الذين ضحّوا بأغلى ما يملكون كي نبقى في ساح الصراع ثابتين مع الأقوياء هذا من جهة .

ومن جهة ثانية يجب على القوميين الاجتماعيين أن يضغطوا لإجراء تحقيق شفّاف وعلني وهي قاعدة وضعها سعاده عندما يشعر أي رفيق أو طرف بالغُبن من جرّاء قرار أو إجراءٍ ما تعرّض له، للوقوف على حقيقة ما جرى، لأنّ السكوت عن حماية الحقيقة أو الاصطفاف مع أي جهة منشقّة كانت يعتبر شراكة عملية في جريمة الانشقاق .

تشبثوا بالوضوح قاعدة سلوكٍ حتميّة حتى يتم جلاء الأمر والوقوف على الحقيقة لأنّ في ذلك عدالة للجميع ومصلحة عليا للحزب، حتى تتمكّنوا من حماية النهضة المقدّسة واستمرارها إلى أن يأتي الظرف المُناسب لاستعادة المبادرة والانقضاض على عدوّنا الوجودي وسحقه.

تقبّلوا مني فائق المحبة والاحترام

لتحي سورية نعمل …. وستحيا

الرفيق رامي سلوم

 

في هذا العدد<< أربع سنوات من المغامرة -بطاقة معايدة إلى (فينيق) – نزار سلّومأربع سنوات من المغامرة – رسالة إلى رفقائي القوميين الاجتماعيين – ماهر يعقوب >>
1.5 2 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments