عنهنّ وعنّا
من يومين، وأنا بس بحاول ألاقي إجابة على وين الجيل اللي خلانا نحب الوطن من النساء؟
أنا صحيت ع الوعي، وقبالي ست اسمها صباح أبو هديب الله يرحمها، وحوليها مجموعة من السيدات اللي كانن يلقّن الوحدة منا على ثمها إذا كان في رمز غير الوطن والشهيد والأسير. مع إنه بوقتها كنا لسانا بنغني لانتفاضة الحجر، وأوسلو مكنش إلها وجود. لكن لما صار وتم إقرار نكبتنا الأكبر بأوسلو، هاي الستات نزلن قبل الكل ع الشارع يرفضن أوسلو، ويشنعن بالهتاف ضد كل من مشى بطريق أوسلو.
تعرفت بحياتي على نساء بتذهلك وبتسحرك. نساء مثل المرحومة سحر عبد الله الريماوي، المتقدمة جداً في الفكر والصبر والعمل السياسي، الأم لكل رفيق والحضن لكل تايه.
وترفة أي نعم اسمها ترفة، الست اللي ساكنة بحسبان، اللي لما ترملت عصت على الدنيا كلها وقالت ولادي وبناتي بزتهمش للعمام، وراح يتعلموا لو بنحت في الصخر، ومش موديتهم لا ع الأمن ولا ع الجيش. ترفة اللي نذرت إذا يا علي خلصت من مؤتة لأخلي لحافك بيرق ع عامود الكهربا، ترفة اللي حصدت وضمت وذابحت عشيرة بحالها عشان اكتفت بجوز واحد، لا هي حبته عايش ولا حبته ميت، لكن أولادها أهم من كل زلم الدنيا.
أنا قابلت نسوان كف الإيد للوحدة منهم خارطة بلاد، وثمرتها ناصعة، وين راحن ووين اختفن؟ صارت القصة نسوية وبتقبض، وسياسية بتكايد، ونسوان همها الاستهلاك حتى في أتفه الأمور، صار نفسي أقابل الست اللي أمدحها وأقول هاي هي المرة وغيرها مافي نسوان، صار نفسي أعرف كيف هالنسوان اللي ربن وعلمن وناضلن بالسياسة والمجتمع والاقتصاد بنمحى نموذجهن مقابل نماذج للاستهلاك اليومي. شاعرات تذكرة عبورهن علاقة مع موظف.. سياسيات تذكرة عبورهن علاقة بمؤسسة.. وناشطات بطاقة عبورهن صبغة وتاتو.