أين نحن؟
Share
أولاً: المشهد
البارحة قلنا: “اليوم حداد وغدًا عمل“. اليوم نكرر ما سبق لنا قوله: “لا نملك ترف الإحباط”.
تمتد دائرة النار من وسط فلسطين المحتلة إلى كامل الوطن السوري، دون أن يكون هناك مؤشر لوقفها. العدو الإسرائيلي يعمل بسرعة متصاعدة لتثبيت واقع يهودية دولة الاحتلال من البحر إلى النهر، مع جزء من لبنان.
هناك جهات في كندا والولايات المتحدة تبيع سندات تملّك للأراضي في غزّة والضفة. وهناك حاخامات يدّعون أن لبنان جزءٌ من “أرض الوعد ويدعون لاستيطانه بعد فتحه“، فيما جمعيات صهيونية أمريكية تجمع التبرعات اليوم لبناء المستوطنات في الجنوب اللبناني. نعم اللبناني.
محور المقاومة ليس متماسكًا كما كان يروِّج، بل يبدو مخترقًا في أعلى مراكز القرار، سواء في بيروت أو طهران. لا نعرف تاريخ هذا الاختراق ولكننا نعتقد أن اغتيال الرئيس الإيراني السابق “رئيسي” – والذي لا نرى أنه كان حادثًا عاديًا، بل مدبرًا – كان محطة مفصلية في هذا الاختراق.
إيران هي في عين العاصفة. هناك تصفية ممنهجة للقيادات الصلبة داخل النظام، ولا نستبعد محاولات جادة لضربه أو تغييره، أو الدفع إلى حرب داخلية. رضا بهلوي الثاني، ابن الشاه المخلوع، يُكثر من طلاته الإعلامية تحت المظلة الإسرائيلية ويدعو إلى إيران جديدة تقيم السلام مع إسرائيل، إلى آخر المعزوفة.
الدول الإقليمية المحيطة بنا تسنّ سكاكينها لتقتطع المزيد مما تبقى لنا من وطن فيما هي تفرك أياديها للتطبيع النهائي مع العدو. أما الدولتان الكبريان، الصين وروسيا، فواحدة مشغولة بأوكرانيا والثانية تنتظر لترى كيف تستفيد من كل هذه المتغيرات.
ثانيًا: إعادة نظر
هذا المشهد يحتّم علينا أن نعيد النظر بكثير من الأمور، بدءًا من طرق تفكيرنا. وسوف نركز على نقطتين: التخطيط والإعداد.
مع الأسف هناك ظاهرة سوف نسميها “العداء للتخطيط”. الناس تفضل العمل على الصدمة، على ردات الفعل: يحدث احتلال، نتظاهر. نحن في قلب الإبادة، نتظاهر. تفتقر البلاد، نرسل تبرعات. ما نحتاجه هو وضع الخطط التي تعالج الأسباب وليس النتائج.
أما الإعداد، استنادًا إلى ما نضعه من خطط، فينطلق من الهدف ليبني الإمكانيات المطلوبة لتحقيقه وليس العكس. أي أنه لا ينطلق من الإمكانيات الحالية بحيث يقف المرء حائرًا وعاجزً عندها، بل من السؤال: ما الذي احتاجه لتحقيق هذا الهدف فيبدأ البناء.
طبعًا، هاتان العمليتان مطلوبتان من الوطن والمغتربات، ولكننا نرى أن المسؤولية الأكبر اليوم هي على المغتربات. رفقاؤنا في الوطن تحت النار وعلينا نحن اليوم واجب التخطيط والبناء والدعم.
لن نطيل. للذين لا يستطيعون العمل من خارج “رد الفعل” نقول: لا بأس، ولكن لا تحاربوا من يفهم أهمية التخطيط، ولا يعمل إلا من ضمنه. للذين يقولون هذا تنظير، نقول لهم: تفضلوا بالبديل العملي الذي ليس تنظيرًا ونحن بإمرتكم.
التغيير مطلوب وليس الذرائع لمنعه.
كلام صحيح وممتاز ويجب ان لا يكون هناك اي مكان للإحباط تزداد المسوولية علينا جميعا ويبدو ان حسابات الحقل لم تكن على مستوى حساب البيدر وتقدير امكانيات العدو كانت ولا زالت اكبر مما تصورنا وأصواتنا لا يجب اصواتاً في البرية . لنرمي خلافاتنا جانبا ونكون صفا واحد
شكرا اوسامة على هذة الصرخة الصادرة من العمق
ريمون الجمل
بعد تحرير الجنوب ..لم يدخل الاحباط منزلا ..بل دخلت التكنولجيا وعيونها المرصعة بالعماله والمراقبة فما يحدث اليوم من اختراق عمره عشرون عاما ولا ننسى العامل البشري ودون رادع ..المشكلة والمرض في ضعاف النفوس والقضاء المتساهل في حالات تصل الى حد العمالة ايضا ..الجزء الاكبر يملك الوعي ومن رحل تاركا زخما وارثا وفخرا سياتي ومن بعده يستلم الراية ويمضي .والامثلة في تاريخنا كثيرة وهي تكفي لتعليم اجيالا لم تولد بعد .
إن سيف الخيانة وهو أشد الأسلحة حدة، ليس الذي استخدمه اعدائنا .. بل الذي استخدمه اصدقائنا!
قد نستطيع قمع غضبنا بمرور الوقت، ثم تحويله أو ربما إعادة توجيهه .. ولكن هل يمكن إعادة الموتى إلى الحياة!
يوم أمس كان كابوسا .. هناك جروح لا تظهر على الجسد أبدًا، لكن هي أعمق وأكثر إيلامًا من أي شيء ينزف!
لا يوجد كلام يعبرّ عما يجول في خاطرنا .. فهناك كلام يُكتب بالدمع وليس بالحبر … ما زلنا في صدمة ولم نستيقظ بعد .. نصمت علّنا نستيقظ من هذا الكابوس !!!