“منقول شعب.. بقولوا احلبوه!”
Share
شحّت الموارد في قرى مضيق الدردنيل، بسبب الخطط الفاشلة والفساد وغياب الرؤى الاستراتيجية. فقررت الحكومة حَلْب الشعب لتأمين مصاريف البنزين لسيارات المسؤولين، وتكاليف الولائم للحواشي، واستيراد الدهان من أجل كتابة الشعارات على اللافتات في المناسبات الوطنية الضخمة.
المواطنون قالوا للحكومة إنه ليس من المنطقي حَلْب الشعب، فهو لا يتغذى بالشكل الكافي وغير مؤهل لهذه العملية لأنه لا يمتلك ضروعًا تدرّ الحليب!
غضبت الحكومة، وذكّرت الشعب بأنه حَلَب التيسَ يومًا، وطالع الكر على الجوزة وجعل الديك يبيض، ولن يصعب عليه الآن أن يدرّ بعض الحليب ليساند الحكومة في المواجهة التاريخية ضد الأعداء.
حاول الدرادنة إخبار الحكومة بأن الحَلْب خاص بالبقر والنعاج، وبأنه لم يحدث تاريخيًا حلْبُ الشعوب من أجل رَبْرَبة الحكومات وتوسيع أرصدتها في البنوك. لكن الحكومة تحدثت عن المشاريع المنتظرة من حليب الشعب، وراح الوزراء يعدّدون معامل الجبنة واللبن والقريشة والشنكليش التي ستدرّ الملايين وتقوّي موقف البلد في مواجهة الامبريالية وعملائها في المنطقة!
حاول الشعب “المسحوب خيرو”، إقناع الحكومة بالعزوف عن حلبه، لكن بلا جدوى، وكان كلما ذكّرها بأنه الشعب، تقول الحكومة: احلبوه.
توسّل الشعب كثيرًا، وحاول أن يناقش الأمر بشكل منطقي مع الحكومة، لكن قرار حَلبه كان قد صدر، وبدأت الدوريات بالنزول إلى الشوارع حاملة السطول والقطارميز والبيدونات، من أجل الحصول على حليب الشعب!
اصطف الشعب بالطوابير أمام المؤسسات وإشارات المرور ومواقف الباصات وصروح الشهداء، مستسلمًا لعملية الحلْب، لكن السطول والقواديس عادت فارغة إلى المخازن المخصصة لجمع الحليب..
الشعب الذي تربّى على حليب السباع، أعلن فطام الحكومة! عرفتوا كيف؟