مطر- شعر عفاف إبراهيم
Share
مطرٌ
قطرة قطرة
تتوسّع مسام التربة
وتمتلئ عيناي بماء غريب
عينُ الماء صارت بحيراتٍ كبرى
والبلاد البعيدة
المبلّلة برائحة الحرب
تغرق بالصفير
وبصلوات الريح
قطرة قطرة
تسقط السماء
تشربُ الأرضُ الوقتَ
تنتفخ أثداؤها
يلتحف بعل فصوله
نحن المؤمنين به
نمزّق قميصه
ولا نتقاتل أبداً!
لأن لكلّ منّا سلّة
ولكلّ منّا نصيب
بعْدنا
كلّ البلاد بحيرات
فليكن الطوفان
غرقت هياكل كثيرة من قبل
بناة الهياكل
كانوا رهبان التراب
والتراب،
هذا السيّد الأعمى
وأيضاً هذا العبد
إِبَرُ الماء
تنْسِل من السماء
خيوط أرواحنا
والفجر يفيق
يعبّر عينه بخيوط الضوء
ليرتق ما مضى
وفراغ الغياب
هشاشة لا تحتمل
قلبي “كسّار الزبادي”
نسمة
وترحل أمانينا
لن يوقف هذا الفناء
سوى فيض العطر
تعال كالرّيح
ضمّني
عرس البتلات والريح
والضوع
خطو الطريق
عناقنا
حقول من القطن
وسلال القاطفات
تفيض بالأغاني
ونفيض.