كتب تافهة في صوبيات “الشمس”!
Share
أمّا وقد شارفت أربعينية الشتاء على الانتهاء، فلابد أن نرفع بطاقة شكر وامتنان، إلى المؤسسات العامة ودور النشر الخاصة، على جميع مطبوعاتهم التافهة التي صدرت خلال السنوات الماضية، فقد حمتنا من البرد، وقطّعتنا حتى أواخر كانون الثاني. وهو إنجاز لم تقدر عليه وزارة النفط والثروة المعدنية. كما أننا مدينون بالعرفان بالجميل، إلى جميع الشعراء والشاعرات والروائيين والروائيات وأصحاب النصوص المفتوحة، الذين لعب أحدٌ ما بعقولهم، وأقنعهم بأن ما يكتبونه يشكل فتحاً في الحداثة، فسارعوا إلى المطبعة، مستفيدين من وساطاتهم وأموالهم وعلاقاتهم مع المدراء. كما نُكبر جهود لجان القراءة الذين لم تثنهم المنعطفات المصيرية الصعبة التي تمر بها الأمة، عن تغذية مدافئنا بنار المعرفة، حتى لا تصقّع مخيلاتنا، وتزنطر من البرد!
شكراً لورق الكلاسيه والمَتّ. للكرتون المسلفن. لأغلفة التجليد الفني التي تغري المؤلفين أبناء الذوات. شكراً لملاحق الصحف والدوريات الأسبوعية والفصلية. للبوسترات والبروشورات، وفواتير الكهرباء “المقطوعة” والمياه. لقد فضلتم على رؤوسنا أيها السادة، فأباريق متتنا من خيركم!
شكراً، لكلمات الأمناء العامين للأحزاب، ولمذكراتهم الشخصية ورؤاهم الفكرية، التي طبعوها برمش العين بعد إلحاح كبير من الشعب. صحيح أنها رمّدت بسرعة في مدافىء الشمس، لكنها، للأمانة، أفلحت كتشعيلة، لكتب أكثر عمقاً، تحدثت عن إنجازات الوزارات والبلديات في تعتير الناس وجعلهم يشهقون ولا يلحقون مسيرات التنمية والقهر!
شكراً لشعر الهايكو. لقبائل الشاعرات الحنونات اللواتي تفرّغن للكتابة بعد التقاعد. للمحللين الاستراتيجيين، ومؤلفي كتب الأطفال في المؤسسات العامة. لشعر النثر والتفعيلة، وقصائد أصوات أقدام الإبل.. لقد غمرتونا بدفئكم في هذه المربعانية التي لا ترحم.
أما وقد شارفت أربعينية الشتاء على الانتهاء، والخوف مازال قائماً من ثلوج الخمسينية، كما تتوقع نشرات الطقس، فإننا نهيب بكم ألا تتوقفوا عن التأليف وكتابة الشعر والقصة والرواية ليل نهار، كي لا تتعطل رولات المطابع أبداً.. فالمثل الشعبي يقول أيها المبدعون الكرام: “خبّي كتباتك الكبار.. لعمّك آذار” عرفتوا كيف؟.