انتخاب مجلس الحيوانات!
Share
انتخاب مجلس الحيوانات في الغابة!
أعلنت حكومة الغابة، انطلاق الحملة الانتخابية لاختيار أعضاء مجلس الحيوانات في الأدغال. وشددت على ضرورة التزام الديموقراطية واحترام الإرادة العامة في انتخاب ممثلي البرلمان بحرية.
صور المرشحين ملأت الأشجار ومروج العشب والأوكار وأعشاش الطيور. وبدأت المناظرات من أجل كسب أصوات المقترعين. المتقدمون عرضوا برامجهم الانتخابية على الجمهور وكان الجميع ينادي بحرية التعبير والتوزيع العادل لمنتجات الغابة وتخفيض الضرائب وملاحقة الفساد.
الاتصالات بين المرشحين كانت حامية الوطيس، بهدف تشكيل الكتل النيابية وعقد التحالفات التي تضمن الفوز. البعض قالوا إنهم يشكلون الأغلبية بين الحيوانات ولابد أن يأخذوا النسبة الأكبر من المقاعد. وحيوانات أخرى رأوا أن منطق الأكثرية والأقلية، هضم حقوقهم التاريخية في الوظائف والامتيازات.
نقاشات واتهامات متبادلة سادت الغابة، بينما هرعت وسائل الإعلام المحلية والدولية لتغطية هذا الحدث التاريخي الهام. الطيور شكلت جوقات على الأشجار لعرض برامجها الانتخابية. والنمور انقسموا مجموعات للزمجرة بقوة من أجل لفت الأنظار. الأفيال استعرضوا أحجامهم الضخمة، والفهود تباهوا برشاقتهم الكبيرة. حتى السلاحف تحدثت عن مساوىء السرعة في اتخاذ القرارات الحكومية!
شهر كامل من المفاوضات بين المرشحين، ظهرت بعدها الكتل النيابية والتحالفات التي تطمح لحسم الانتخابات لصالحها. النمور أقنعوا الغزلان بالانضمام إلى قائمتهم بحجة سياسة المرحلة. والغنمات برّروا الانضمام لكتلة الذئاب، بحجة البراغماتية وانعدام الخيارات. والأرانب أعطوا أصواتهم للثعالب بدعوى أن من تعرفه أحسن ممن ستتعرف إليه! الحمائم ذهبت مع النسور لأنهم الأقوى في الجو. والخنازير لم يجدوا سوى الضباع كخيارٍ سمّوه بالاستراتيجي!
الغابات الاستعمارية، تدخلت هي الأخرى في الانتخابات، فدعمت المقربين لها بالأموال والدعاية الإعلامية، كما أرسلت منظمة الغابات المتوحشة ممثلين لمراقبة نزاهة الاقتراع، والتأكد من أن الانتخابات تجري على “أقدامٍ وسيقان” حسب الأصول!
والنتيجة شو: فازت الحيوانات المفترسة.. بالتزكية.. والفهلوية.. وغباء المتكتلين! عرفتوا كيف؟