المدرحية علمٌ وفلسفة-شحادة الغاوي
Share
الحلقة الخامسة: الثقافة النفسية تُجاري الثقافة المادية وتقوم عليها
نتابع قراءتنا للكتاب العلمي “نشوء الأمم” في فصليه الأخيرين السادس والسابع، وهدفنا هو دائماً: بيان الجذور العلمية للفلسفة المدرحية.
الفصل السادس عنوانه وموضوعه “نشوء الدولة وتطورها”، والفصل السابع عنوانه “الإثم الكنعاني” وموضوعه تحديد معنى الأمة والقومية.
يستهل سعاده الفصل السادس بالقول: “رأينا في ما تقدّم من فصول هذا الكتاب الأسس والخطط العامة لتطور البشرية وارتقائها في ثقافاتها المادية الناتجة عن تفاعل الانسان والطبيعة بقصد تامين الحاجة وبقاء الذرية، ورأينا أيضاً كيف أن الثقافة النفسية جارت الثقافة المادية وقامت عليها، إذ الحياة العقلية لا يمكن أن تأخذ مجراها إلا حيث تستتب لها الاسباب والمقومات”. إن في هذا القول تأكيد من سعاده لصحّة ما ذهبنا إليه في قراءتنا للفصول الخمسة الأولى، وهو أن موضوع علم الاجتماع هو القوى والعوامل المادية والروحية الموجودة معاً والمتفاعلة دائماً والتي تشكل معاً أساس الاجتماع الانساني.
في هذا الفصل سيتوسّع سعاده في درس “الثقافة النفسية” التي جارت “الثقافة المادية” وقامت عليها. سيبدأ بدرس موسّع “للبناء النفسي” الذي يقوم على “الاساس المادي”. يقول في ذلك: “تقصينا فيما دونّاه آنفاً الأساس المادي للاجتماع البشري وأحواله، وبهذا الفصل نبدأ بدرس البناء النفسي لهذا الاجتماع“. ولا يجب أبداً التسرّع والظن أن سعاده يناقض نفسه عندما يقول أنه في الفصل السادس “يبدأ” بدرس البناء النفسي بينما يقول في نفس المكان ونفس الصفحة أنه كان قد بدأ في الفصول السابقة ببيان كيف أن الثقافة النفسية، أي البناء النفسي، قد جارت الثقافة المادية وقامت عليها. فالصحيح هو أن سعاده في الفصول السابقة قد بيّن وجود الثقافة النفسية – البناء النفسي وفعله في الاجتماع الانساني ونشوء التاريخ، ولكنه الآن في الفصل السادس سيدرس بالتفصيل ويتوسّع في إيضاح دور هذا البناء النفسي للإجتماع البشري.
وأيضاً لا يجب تأويل قول سعاده هذا بأنه يعني أن الأساس هو مادي فقط والبناء هو نفسي فقط، فلسعاده قول صريح فصيح عن “الأساس المادي الروحي للحياة الانسانية”. (في خطاب أول آذار 1940، …نعلن للعالم مبدأ الأساس المادي الروحي للحياة الانسانية)، كما أنه من البديهي أن يكون “البناء” هو أيضاً بناءً مادياً وروحياً معاً.
ويحسن التذكير هنا أننا في هذه السلسلة لسنا بصدد درس مفصّل لكتاب نشوء الامم وتدريسه وشرحه للقراء، بل نحن بصدد متابعة تقصّي فكرة التفاعل المادي الروحي فيه وتبيان أنها حقيقة علمية قبل أن تكون فكرة فلسفية.
الفصل السادس
عندما نتتبع سعاده في درسه لنشوء الدولة وتطورها، أي للبناء النفسي للاجتماع حسب تعبيره، وبأسلوبه التركيبي التسلسلي الواضح، نراه يبدأ بتقصّي نشوء الحقوق (والحقوق شأن روحي) لأنه “ليست الدولة في ذاتها مقياساً للثقافة العقلية بل بما تنطوي عليه من حقوق، فلا بد من إلقاء نظرة على بداءة الحقوق لكي نتمكّن من فهم نشوء الدولة وتطورها في ظروفهما. يجب أن ننظر الى الحقوق إذا كنا نريد أن نحصل على تحديد حقيقي للدولة”. وتبعاً لذلك إستعرض نشوء الحقوق كي يتوصّل الى بدء نشوء الدولة، وبدأ من أحط درجات الاجتماع البشري وأبسطها وأخذ يتابع نشوء حقوقها (الحقوق الأولية) وتطورها تحت عناوين الجماعة والفرد، الطوطمية والتناسخ، الزواج الخارجي، الحقوق الامومية، الحقوق الابوية، الزواج الفردي والعقد، الزواج بالشراء، الاستعباد، الثأر، وفي كل طور من أطوار هذه الحقوق يحرص على بيان الظروف المادية الاقتصادية الباعثة والمولِّدة لها والمتأثرة بها بنفس الوقت. فالدولة وحقوقها، هذا البناء النفسي، لا يمكن فهمها إلا مع فهم الظروف والعوامل المادية المولدة والمرافقة لها. وفي تقصّيه لهذه العوامل يبحث عمّا سمّاه “واقع الدولة”، أي نوع وخصائص ومرتبة وأطوار المجتمع الذي ظهرت فيه الدولة لأول مرّة في التاريخ. يقول في ذلك: “وقد أُختُلِفَ في بدائة الدولة هل هي في بداءة الاجتماع البشري (بدء البشرية) أو في طور معيّن من أطوار إرتقاء هذا الإجتماع” ويخلص للقول “بأن كلامنا على الدولة يجب أن يتخذ نقطة الإبتداء في واقع الدولة، أي في المجتمع المركّب ولو تركيباً بسيطاً“. ويضيف: “ولسنا نجد واقع الدولة إلّا حيث نجد في المجتمع قوة فيزيائية (مادية) تُخضِع أو تُرهِب“. وهذا يعني أن واقع الدولة هو المجتمع، لكن ليس أي مجتمع بل المجتمع المركّب، وليس أي مجتمع مركّب بل المجتمع المركّب الذي فيه قوة فيزيائية (مادية) تٌخضِع وتٌرهِب. هنا نجد بوضوح أن قيام الدولة الذي لا يكون إلّا في مجتمع مركّب فيه سلطة فيزيائية – مادية، يتوافق مع القاعدة العلمية التي أعلنها سعاده في بداءة هذا الفصل وهي: “إن الثقافة النفسية لا يمكن أن تأخذ مجراها إلاّ حيث تستتب لها الاسباب والمقومات المادية“.
بعد وضوح معنى الدولة وواقعها وإبتداء نشوئها والعومل المادية والروحية لهذا النشوء، يأتي سعاده الى درس أشكال الدولة، أي أنواعها وأصنافها وخصائص كل منها، فيبتدئ بدرس موجز للدولة الأولية وأشكالها من ديموقراطية وأوتوقراطية وإقطاعية وأرسطوقراطية. ثم ينتقل الى درس موسّع للدولة التاريخية البرية والبحرية والمدينية والدولة الدينية مستعرضاً خصائص كل من هذه الاشكال. وفي النهاية ينتقل الى درس “الدولة الديموقراطية القومية”.
في كل هذا الدرس لكل أشكال الدولة الاولية والتاريخية والديموقراطية القومية الحديثة، نرى بوضوح وجلاء تام تفاعل القوى والعوامل المادية والروحية المؤدي الى نشوء الدولة والمرافق لها ولتطورها، أي الى نشوء التاريخ وتطوره.
ففي الدولة التاريخية مثلاً، بجميع أشكالها، يشرح كيف أن التاريخ والحياة ينشآن الدولة، وكيف أن الدولة نفسها تعود وتأخذ دورها وتنشىء التاريخ وتكيِّف الحياة والإجتماع الانسانيين.
في كل هذا الدرس نفهم لماذا يخلص سعاده للقول بأن التاريخ لا يسير بعوامل مادية فقط أو روحية فقط، بل بفعل عوامل مادية روحية تتفاعل دائماً. نفهم لماذا يقول: “إن التاريخ غير مكتوب في الأديم، إنه غير حتمي” (الأديم هو البيئة الطبيعية – أرض الوطن)، أي أن الأديم وحده بما يعنيه من موارد وإمكانات مادية ثابته ليس وحده من يقرر سير الحياة وتطورها وإتجاه هذا التطور، بل أن لأحوال الجماعة البشرية وقواها النفسية، أي مؤهلاتها وثقافاتها ومعارفها وإرادتها وأستعداداتها الذاتية، دوراً فاعلاً في ذلك. يقول سعادة: “يظهر لنا في ما تقدم صورة جلية لكيفية نشوء الدولة بعامل الحياة الانسانية“، ثم يبيِّن كيف تعود “الدولة تشكِّل المجتمع وتعيّن مداه وتكيِّف شؤون حياته وتمثِّل شخصيته…هكذا نجد الدولة المنبثقة مع فجر التاريخ، وهكذا تنشىء الدول التاريخ“.
ويقول أيضاً في الدولة الديموقراطية القومية إنها “تقوم على إرادة عامة ناتجة عن شعور بالإشتراك في حياة إجتماعية إقتصادية واحدة“. هكذا تكون العوامل المادية (الاشتراك في حياة إجتماعية إقتصادية) تؤدي الى نشوء عوامل روحية (إرادة عامة واحدة)، وهذه الأخيرة تؤدي الى نشوء دولة قومية ديموقراطية تعود بدورها لتنظِّم وتنمّي الحياة الاجتماعية الاقتصادية الواحدة التي كانت سبب نشوئها.
هذا هو الاساس العلمي للفلسفة السورية القومية الاجتماعية المدرحية التي تقول “بالتفاعل الجامع الموحِّد القوى الانسانية”، كما سنرى في الحلقات التالية.
الفصل السابع والأخير.
الفصل الاخير هو النتيجة المنطقية للمعارف والحقائق العلمية الواردة في الفصول السابقة، وهو فوق ذلك يحتوي على الغرض من إنشاء الكتاب كله: “تأسيس معنى الأمة والقومية”. وكان سعاده قد ذكر ذلك في نهاية المقدمة إذ قال: ” عسى أن يفي هذا المؤلف بالغرض الذي وُضِع من أجله فيوضح من حقائق الاجتماع ما يجلو الغوامض في فهم الأمم والقوميات”.
ونحن نقرأ في الفصل الأخير من كتاب نشوء الأمم نرى بوضوح وجلاء تام كيف يتدرّج سعاده من تحديد وتعريف “المتّحَد” من أصغره وأبسطه الى أكمله وأعقده ليصل الى معنى الأمة كأتمّ متحد، وفي بحثه عن معنى المتحد (كوميونتي) تبرز القوى والعوامل المادية والروحية المتفاعلة معاً. وحيث أن المصلحة والإرادة هما قطبا المتحد، يحدد معنى المصلحة وأنواع المصالح المادية والنفسية وكيف تنشأ من العلاقات الاجتماعية، ويحدد معنى الإرادة ودورها في تحقيق المصلحة، فالإرادة هي بنت المصلحة ولا إرادة من دون مصلحة.
“الاشتراك في الحياة بكل مصالحها المادية والنفسية، هو ما يعمى عنه عدد وافر من الكتّب والدارسين“، هذا ما يقوله سعاده وهذا هو جوهر نشوء متّحد الأمة ومعناه كما علّمه سعادة.
هكذا تسقط دفعة واحدة ومرة واحدة جميع الأوهام والاعتقادات غير العلمية.
هكذا تسقط المفاهيم العاطفية “الروحية” التي تردّ الامة الى وحدة اللغة والدين والآمال والآلام والعواطف والمشاعر فتخلط هذه المفاهيم بين ما هو سبب وما هو نتيجة.
وهكذا تسقط المفاهيم المادية العرقية الدموية العنصرية السلالية التي تتجاهل حقائق الحياة الانسانية في التمازج والاختلاط والانصهار والتفاعل الاجتماعي الإنساني عبر التاريخ.
هكذا تكون “الأمة جماعة من البشر تحيا حياة موحدة المصالح، موحدة المصير، موحدة العوامل المادية – النفسية في قطر (وطن) معيّن يكسبها تفاعلها معه في مجرى التطور خصائص ومزايا تميزها عن غيرها من الجماعات“.
“…هذه هي نقطة الإبتداء الحقيقية الاساسية لوجود الأمة ولتعريف الأمة. شرط المجتمع، ليكون مجتمعاً طبيعياً، أن يكون خاضعاً للإتحاد في الحياة والوجدان الاجتماعي، أي أن تجري فيه حياة واحدة ذات دورة إجتماعية إقتصادية واحدة تشمل المجموع كله وتنبِّه فيه الوجدان الاجتماعي أي الشعور بوحدة الحياة ووحدة المصير فتتكوّن من هذا الشعور الشخصية الاجتماعية بمصالحها وإرادتها وحقوقها“.
لا يخفى على القارىء أن عبارات الوجدان الاجتماعي والوعي والشعور بوحدة الحياة والمصير والشخصية الاجتماعية وإرادتها وحقوقها، الواردة في كلام سعاده بالخط الأحمر، إنما تعبِّر عن العوامل الروحية – النفسية التي تؤلِّف مع العوامل المادية، كالمصالح والاقتصاد والاجتماع والوطن والمزيج العرقي الدموي السلالي، معنى المجتمع القومي، أي الأمة. فالأمة في ذاتها ليست شأناً مادياً فقط، إنها لا وجود لها دون “الوجدان الاجتماعي” الذي سيسمّيه سعادة: “القومية”.
“الأمة هيئة تحقق فيها الوعي“، وما الوعي هنا غير القومية.
معنى القومية
في نهاية الكتاب يأتي سعاده الى تقديم التعريف العلمي لمعنى القومية.
لا بد من لفت النظر هنا أن لفظة “القومية” هي النسبة للقوم (كما الفردية هي النسبة للفرد والطائفية هي النسبة للطائفة…الخ)، والقوم هنا هم الأمة، فتكون القومية هي النسبة للأمة.
أما لماذا إختار سعاده لفظة القومية بدلاً من لفظة “الأميّة”، فلأن هذه الاخيرة تسبب إلتباساً بالمعنى لأن لها معنىً أخر هو جهل الكتابة والقراءة. وقد نوّه سعاده الى ذلك بنفسه في هامش الفصل السابع رقم 2 حيث قال عن لفظة القومية ما يلي: “إن إختلاف اللفظ في النسبة الى الأمة في اللغة العربية قد أدّى الى إلتباس في المعنى كثيراً ما إنتهى الى تشويش في الأبحاث”.
في التعريف العلمي الذي خلص إليه يستعمل سعاده كلمات: اليقظة، التنبّه، العصبية (بالمعنى الايجابي الجيد)، الوجدان، الروحيّة، الشعور، العوامل النفسية، وقد ذكرها كما يلي:
القومية هي يقظة الأمة وتنبهها لوحدة حياتها ولوحدة مصيرها.
القومية هي الوجدان العميق الحي الفاهم الخير العام المولِّد محبة الوطن والتعاون الداخلي…الموجد الشعور بوحدة المصالح الحيوية والنفسية.
القومية هي الروحية الواحدة أو الشعور الواحد المنبثق من الأمة من وحدة الحياة في مجرى الزمان.
إن القومية هي عوامل نفسية منبثقة من روابط الحياة الاجتماعية الموروثة والمعهودة…
هذه أربعة تعاريف تحمل نفس المعنى، وفيها أن القومية هي عوامل روحية منبثقة من روابط مادّية (التعريف الرابع)، ويقظة روحية وجدانية ولّدتها في الجماعة وحدة حياتها المادية – الروحية في مجرى الزمن (التعريف الأول).
إن تعريف سعاده العلمي للقومية يجب أن يرينا الفرق بينها وبين “الإثنية” التي لا تحمل إلّا المعنى المادي العرقي – الدموي – السلالي. إن كثيرين من الكتّاب والسياسيين اليوم لا يزالون يسيئون فهم معنى القومية فيساوون بينها وبين الإثنية ويقولون مثلاً إن سورية مجتمع متعدد القوميات، عربية وكردية وسريانية وأرمنية…الخ، بدل أن يقولوا بأن سورية مجتمع متعدد الإثنيات أو الأصول الدموية.
لا يجوز الدمج بين معنى القومية ومعنى الإثنية، فالإثنيات في سورية هي كلها مندمجة ومشتركة بوحدة الحياة وروابط الحياة الواحدة في الوطن الواحد، وبالتالي لها قوميّة واحدة هي القومية السورية.
فالقوميّة إذاً “ليست عصبية هوجاء أو نعرة متولِّدة من إعتقادات أوليّة أو دينية” بل هي الروحية الواحدة أو الشعور الواحد المنبثق من الأمة الواحدة في الوطن الواحد.
وعندما تكون القومية هي يقظة الأمة أو الروحية الواحدة المنبثقة من الأمة الواحدة، يجب بالتالي أن يكون لها دور فاعل في صون وحدة الأمة والدفاع عنها وحمايتها. هكذا يكون للقوى الروحية دور فاعل في الحياة، إنها ليست مجرد إنعكاس للمادة، إنها عوامل وليست مجرّد نتائج وإنعكاسات غير فاعلة.
القومية هي أفعل سلاح لصيانة الأمة وتأمين مصالحها ومصيرها في صراع الحياة وصراع الأمم وتصادم المصالح في العالم. عندما تنهار الجيوش وتسقط الدول وتستباح الأمم لا يبقى للمجتمع إلّا الإعتصام بقوميته أي بوعيه وإدراكه لكيانه وشخصيته ووحدة مصالحه ومصيره في هذه الحياة وهذا الوجود. وقد نوّه سعاده الى هذه الحقيقة عندما قال في محاضرته الثالثة من المحاضرات العشر ما يلي:
“يمكن أن تجزأ بلادنا الى مئة دولة وأن نسمي كل دولة باسم نخترعه، ويمكن أن يحتل بلادنا أجنبي واحد أو أكثر من أجنبي واحد ويٌقسُّم وطننا بين دولتين أو أكثر. يمكن أن تنشأ في بلادنا أشكال سياسية كثيرة ويمكن أن تتبدل هذه الأشكال، لكن حقيقة واحدة تبقى ثابتة، هي حقيقة أمتنا وشخصيتنا القومية التي تتغلّب في الأخير على كل العوارض“.
هكذا لم تكتف روسيا بالوسائل المادية العسكرية بل إعتصمت بقوميتها وكانت قوميتها أفعل وسيلة لإستنهاض الأمة الروسية وإنتصارها على الغزو الالماني في الحرب العالمية الثانية.
وهكذا كان الحال لدى جميع الأمم والشعوب المنتصرة التي حافظت على وجودها وسيادتها ومصالحها.
ولنا من سعاده هذه الإشارة لدور القومية الحاسم في حياة الأمم أو موتها عندما يحلل سبب “ما الذي جلب على أمتي هذا الويل”. يقول: “…وبعد درس أولي منظم قررت أن فقدان السيادة القومية هو السبب الأول في ما حلّ بأمتي وفي ما يحل بها. وهذ كان فاتحة عهد درسي المسألة القومية ومسالة الجماعات عموماً والحقوق الاجتماعية وكيفية نشوئها. وفي أثناء درسي أخذت أهمية معنى الأمة وتعقدها في العوامل المتعددة تنمو نموها الطبيعي في ذهني…“.
يتبع في الحلقة السادسة: ماذا تعني عبارة “نظرة الى الحياة والكون والفن”.