الدكتور بسام زوان: الوباء يضرب مجدّدًا.. والمتحورات شديدة العدوى
Share
مضى أكثر من شهرين، لم نسمع خلالهما عن إصابات (كو*رو*نا) جديدة في سوريا، الأمر الذي أدى إلى تراخي المواطنين تجاه الوباء، حتى أننا لم نعد نكترث لسماع أخباره، فالجوع، وملاحقة ارتفاع الأسعار، هو ما كان يشغل بالنا نحن السوريين.. لكن في الأيام الأخيرة، بدأت الأمور تتغير، وأخذنا نتفاجأ بمصابين جدد، ضمن محيط العائلة والأصدقاء، حتى المستشفيات بدأت تتزايد أعداد مراجعيها من مصابين محتملين، ما استدعى العودة لتحذير المواطنين من قاتل، لا يقل خطراً عن الفقر، وباستهتارنا سيتشارك الاثنان معًا في قتلنا، نحن الضحية.. لذا توجهنا إلى الدكتور بسام زوان، عضو الكلية الملكية البريطانية للجراحين، لسؤاله عن الوضع العالمي الجديد للفيروس، والسوري خاصة، حيث قال:
بعد فترة من الاسترخاء، وبداية العودة إلى الحياة الطبيعية، فاجأنا الفيروس من جديد، فعالميًا هناك عودة للجائحة، وهذا ما صرحت به منظمة الصحة العالمية منذ أسابيع قليلة، وقد حذّرتُ في أكثر من مناسبة، من ازدياد نسبة الإصابات في عدة مناطق جغرافية، منها العراق، ولبنان، ودول الخليج، وإيران، أما في سوريا فلا يوجد احصائيات حقيقية نستطيع من خلالها معرفة الخط البياني لعدد الإصابات، فللحصول على العدد التقريبي، يجب أن نحصي عدد فحوصات PCR الإيجابية، ولا أظن ان هذه الإمكانية متوفرة حالياً في سوريا.. لكن إذا لاحظنا الارتفاع الكبير بأعداد المصابين، خلال الأسابيع السابقة، في الدول المحيطة بسوريا، يمكننا التأكد من أن الجائحة قد وصلتها بالفعل، وهناك أسباب لعودة تلك الجائحة:
أولاً: استرخاء الناس، وعدم الاهتمام بالوقاية الكلية، كعدم ارتداء الكمامات، وعدم التباعد، والتجمع في الأماكن المغلقة.
ثانياً: ظهور متغيرات جديدة، مشتقة من آخر نسخة للفيروس، أي نسخة (أو*ميكر*ون)، المسؤولة عن الارتفاع الكبير بعدد الإصابات، ومنها كل من BA4 ,BA5,BA2، فصفات تلك المتغيرات أنها شديدة العدوى وسريعة الانتشار.
لكن، ولحسن الحظ، فإن أغلب الإصابات لاتزال بين خفيفة ومتوسطة، مقارنة مع بداية الوباء، وهذا ليس بسبب ضعف الفيروس، بل بسبب قوة المناعة المتشكلة عند البشر، نتيجة ظهور اللقاحات، وتوفر الأدوية الفعالة، أو بسبب التعرض لإصابة سابقة.
هناك متحور جديد يسمى BA2.75، وقد أطلق عليه اسم (القنطور) بالعربية، وهو مشتق من اسم أسطورة يونانية قديمة تسمى Centaurus، ويعتبر الجيل الثالث لـ(او*ميكر*ون)، كان قد ظهر في الهند، وخلال فترة قصيرة انتشر إلى عشرة دول، منها بريطانيا، والولايات المتحدة، وهذا المتغير، مع المتغير السابق BA5، صنفا بأنهما مثيران للقلق، بسبب قدرتهما على الانتشار السريع، والتهرب من جهاز المناعة، أي أن الشخص قد يصاب به أكثر من مرة، ولحسن الحظ فإن اللقاحات ما تزال فعّاله في الحماية من الإصابات الشديدة والمميتة.. لذا أنصح بأخذ الجرعة الداعمة من اللقاح، بعد مرور ٦ أشهر على آخر جرعة، فاللقاحات تحمي من الموت.
وعن أعراض الإصابة بالمتحورات الجديدة، أكد الدكتور زوان أن أغلب الأعراض الملاحظة حالياً تظهر على شكل:
– ألم في الحلق، وجفاف البلعوم، وتغيير في نغمة صوت المصاب.
– حرارة مع بردية.
– صداع
– ألم عضلي، وألم ظهر، وإحساس بالتعب الشديد.
– سعال متواصل، مع إحساس بضيق في الصدر.
– أعداد قليلة من المصابين فقدوا حاستي الشم والتذوق.
– أعداد قليلة ظهرت لديهم أعراض هضمية: كالإسهال، والغثيان، والاقياء.
وختاماً، حذّر الدكتور زوان أصحاب الأمراض المزمنة، ومن تجاوزت أعمارهم خمسين عامًا، بضرورة الوقاية، وذكّرهم بأهمية ارتداء الكمامة، فهي تحمي من الإصابة، وخاصة في الأماكن المغلقة.
أما لمن أصابهم الفيروس في موجته الجديدة، وطرحهم في الفراش، فنتمنى السلامة، ولا يسعنا أن نقول لهم شيئًا، أفضل مما قاله أدونيس:
“نحتاج أحياناً إلى المرض – هذا الموت المؤقّت – لكي يشغلنا بتفاهاته عن موتنا اليوميّ الرهيب الدائم”