الثقة في الحزب السوري القومي الاجتماعي
Share
- الثقة في الحزب السوري القومي الاجتماعي
يعتمد الحزب في عمله، على الثقة المبنية على ضرورة أن تصب جميع الأعمال في مصلحة الأمة السورية. المصلحة العليا التي يعمل القوميون الاجتماعيون على تحقيقها والانتصار بها.
من البديهي أن الثقة يجب أن تكون أساسًا في التعامل داخل الصف الحزبي وبين الإدارة والرفقاء العاملين.
لأنه من غير الممكن أن ينجح عمل جماعي والأفراد المنخرطون به. لا يثقون ببعضهم البعض.
من غير المنطقي العمل لمصلحة عليا تتجاوز المنافع الشخصية بغياب الروحية الواحدة. وغياب المحبة والتي لا تكون بغير الثقة.
ولأن إنعكاس هذه الروحية من الداخل إلى الخارج .. يكسب الحزب ثقة الشارع بجدية عمله وفعالية قدرته على الارتقاء به.
ولكن.. هل الثقة في الحزب السوري القومي الاجتماعي.. ثقة عمياء؟ هل لا تقبل المراجعة والتدقيق؟ هل وضع الحزب كيفما كان، وكيفما كانت وجهته تتطلب الثقة بإداراته؟
ما الذي يمنع المسؤول من استغلال الثقة لتحقيق مآرب شخصية؟ وخصوصاً إذا كان في الدوائر العليا للإدارة.
إن للثقة قواعد يجب أن تحكمها وتضبطها. فأنطون سعاده مؤسس الحزب وزعيمه أتاح إبداء الرأي وفق أصول نظامية. وذهب أبعد من ذلك عندما لام سكوت القوميين الاجتماعيين عن الانحراف العقائدي بحجة التقيد بالنظام!
وعليه فإن:
-الثقة تترسخ بمقدار ما يشعر الأفراد بأن الإدارات تحقق الهدف المرجو من المؤسسة.
-الثقة لا تكون بالطاعة العمياء دون المحاكمة العقلية. وفي الحزب السوري القومي الاجتماعي شواهد تاريخية حول مضار الطاعة العمياء.
-الثقة لا تكون للأفراد على أساس أبدي طالما هم في المسؤوليات. الثقة تمنح ولكنها تُمتحن. وإذا شذ المسؤول عن أهداف المؤسسة، فاستمرار الثقة يصبح شهادة زور.
– الثقة الأهم.. هي ثقة الرفقاء العاملين فيما بينهم. فالجسم الحزبي عندما يشعر بالثقة وتنتشر المحبة بين صفوفه، يصبح ولاداً لإداراةٍ تستحق الثقة، لأنها حتماً ستعمل على تحقيق الغاية من المؤسسة.
هذا لا يعني خروج القوميين على النظام في إبداء الرأي وفي مراجعة أحقية المسؤولين بالثقة الممنوحة. ولكن يشترط أن يكون هذا النظام فعّال في المحاسبة.. شفاف في الأداء.. لا يحمي المخطئ.. ولا يساهم في شل حركة التقييم.. فالنظام في النهاية وضع لخدمة القضية .. لا القضية لخدمة النظام!..
ولعل ما نشهده من مناكفات حزبية وشذوذ حزبي، مردّه فقدان الثقة بالإدارات المتعاقبة. عدا عن الأخطاء التي أدت إلى مشاكل بنيوية في الحزب السوري القومي الاجتماعي.
على القوميين الاجتماعيين أن يثقوا بأنفسهم أولاً.. وأن يترجموا هذه الثقة بعمل واحد، تحت راية واحدة. فالثقة، وإن كانت تُمتحن، فهي لا تجوز أن تمنح لولاءات وتخاصمات. الثقة لا تتجزأ.